محتالون يجمعون التبرعات بأسماء جمعيات ولجان وهمية.. الرقابة بحاجة الى رقابة؟

جفرا نيوز - كتب: محمود كريشان

رمضان كريم.. شهر البر والإحسان، لكن هناك فئة مريضة منحرفة تستثمر عواطف الناس في هذا الشهر الفضيل وتمارس المكر والنصب والخداع والإحتيال بذريعة عمل الخير وجمع الأموال بحجج متنوعة، فمن يتابع المشهد سيرى كيف تكتظ لجان وهمية ومبادرات، بدعوى انها تتبنى حملة تبرعات خيرية او انسانية او غير ذلك من زيف وإدعاء في اغلب الاحيان!.

هناك فئات تقوم بجمع الأموال لصالح بناء مساجد، وأخرى تجمع تبرعات لصالح مغسلة موتى، وغيرها من أجل إخواننا في بلد ما، وجماعة أخرى تجمع التبرعات من أجل دور أيتام او تأمين الملابس والطعام للفقراء.. ما اوجد بيئة شجعت ضعاف النفوس على ابتكار أساليب لخداع الناس وجمع الأموال. فمن المسؤول يا ترى عن هذه الفوضى في جمع التبرعات؟.. ومن يضمن أن ما يتم جمعه من تبرعات يذهب لمستحقيه أو من أجل الغاية التي تم جمع المال والمعونات لأجلها؟.. خاصة وإن وجود هذه اللجان وبهذه الطريقة العشوائية امر غير طبيعي، وغير مقبول ويسهل إستغلالها من ذوي الانفس الضعيفة، بحيث يصبح المواطن ضحية لفئة تستغل مشاعره الانسانية، وتحصل على المال منه رغم انه غير متأكد من وصول تبرعاته لمستحقيها.

وعلى صلة.. فإن بعض هذه اللجان أو أعضائها يحمل وصولات مزورة، وكتبا وشهادات مرضية غير صحيحة، تشير الى انها صادرة عن جهات رسمية، بهدف إقناع المتبرع بشرعية هذه اللجنة أو عملها في جمع التبرعات، بالاضافة الى منشورات مضللة تبين المشاريع الخيرية التي أنجزتها تلك اللجان، التي تمارس عملها بحرية في ظل الرقابة «الخجولة» على الحملات التضليلية العشوائية التي تنتهجها، وتتعدد مواقع العمل وتمتد الى المساجد والمستشفيات بل ومنازل الأثرياء ذلك عندما يستند ممارسو الاحتيال الى جمع المعلومات عن فلل ومنازل لكبار رجال الاعمال سواء الأردنيين أو العرب الذين يقيمون في البلاد.

للأسف.. كثر الحديث مؤخرا عن إنتشار مئات الجمعيات واللجان الوهمية الأشبه بـ»العصابات» وحتى اشخاص فرادى ينتشرون في الاسواق والمساجد ودور العبادة وعلى ابواب البيوت يطلبون التبرع من الناس لبناء مساجد ودور تحفيظ قرآن ولجان زكاة وفقراء وما شابه ذلك دون سند قانوني حتى وصل الامر ببعض وسائل الاعلام الفضائية بفتح باب التبرع لقضايا انسانية دون وجود اي سند قانوني يخولهم جمع المال من العامة، بل وامتد الأمر لقيام وافدين من دول عربية بجمع تبرعات، ما يحتم علينا الاشارة لهذا الموضوع الخطير واهمية ضبطه لسد الطريق امام كل من تسول له نفسه استغلال عطف الناس وانسانيتهم وتبرعاتهم للاثراء دون وجه حق.

ما نريد ان نقوله: يجب أن لا تنحرف عمليات جمع التبرعات عن مسارها الخيري وتصبح وسيلة هدم، إلى غايات أخرى غير سليمة، بما في ذلك عمليات الاحتيال الشخصي، ويجب أن نتأكد دائماً، قبل أن نتبرع، من أن لدينا معلومات كافية عن الجهة المستفيدة وألاَّ نتسرع في تصديق كل من يدعي أنه فاعل خير يجمع التبرعات من أجل غرض نبيل، وهذا ما يفرض على كافة الجهات الأمنية والرسمية والحكومية مراقبة ومتابعة هذا الملف بكل ما فيه من تجاوزات ومكر واحتيال وخداع.

Kreshan35@yahoo.com