تحية الى الجيش
جفرا نيوز- كتب: فارس الحباشنة
وعينا على الحياة وحب الجيش مزروع ومجبول في وجداننا ولا اكثر من فرحة الذين يلتحقون بالجيش افرادا وضباطا . وموعد التجنيد مناسبة شعبية وطنية يقام لها احتفالات ومن يقبل في المؤسسة العسكرية يقيم الافراح ، ويسيل الدم وتنحر الضحايا، ويستقبل المباركين والمهنئين، وتهتز اواصل الحارة والقرية احتفالا بالجندية والعكسرية.
الاهل يتنادوا فخرا واعتزازا « ابو العسكري والضابط الفلاني «. وهو يتلو قسم الولاء للوطن في حفل تخريج ضباط الجناح العسكري من جامعة مؤتة وخريجي الكلية العكسرية وكلية الطيران «سلاح الجو»، وهوعائد الى بيت العائلة بعدما يقضي فترة التدريب في «خو» ..حالق على الصفر ولابس البورية والبسطار، ولابس هندام الجيش الاردني الجميل.
ويزداد تفاخر الاردنيين بعوائل واهالي وذوي الشهداء : ام واب الشهيد، فاولئك لا ينسون وينسبون الى الشهيد « ام واب الشهيد «. العسكرية في الوعي والوجدان الاردني ليست وظيفة وبحث عن مطمع في منصب وموقع اداري في مؤسسة الجيش، انما واجب ومسؤولية كحارس امين للوطن وسلمه واستقراره الاجتماعي والسياسي والاقتصادي .
وفي توالي احداث فاصلة ومصيرية كثيرة مرت على الدولة الاردنية منذ ولادتها، والتي بعد ايام تغمر البلاد جل الاحتفال بمؤيتها، وما زال للجيش رمزية وثقة قوية في وجدان الاردنيين، وتفاخر، ولا تزهو شخصية الاردني في لاوعيه وعقله الباطن الا في لحظات الانصات لقرارات وتوجيهات الجيش « المؤسسة الوطنية الجامعة «، والحامي للهوية الاردنية وعقيدتها ومشروعها الوطني التاريخي.
اتحدث هنا عن الجيش وصورته مازالت حاضرة من التاريخ الاردني القريب والبعيد من ذكرى النصر في معركة الكرامة، والى معارك كثيرة خاضها دفاعا عن الجغرافيا الاردنية ودفاعا عن الدولة الاردنية وحمايتها من مخططات ومؤامرات كثيرة اقليمية وغيرها، فالاردن وطن ولد في عين العاصفة.
واكتب هذه السطور عن الجيش، واوجه تحية للجيش الاردني على خطورة ما بذل من جهود طوال ازمة كورونا ومنذ وصولها للاردن قبل اكثر من عام . وسواء خلال ازمة الفايروس وما خلفت من تداعيات وتوابع اقتصادية واجتماعية، وصحية .
والمهمات الملقاة على عاتق الجيش تضاعفت، حفظ الامن وضبط ساعات منع التجوال والحظر وتامين حياة الناس وحماية الاملاك العامة والخاصة . وتامين الاحياء والشوارع، والمساعدة في نقل المرضى الى المستشفيات وتامين حياتهم من غضب كورونا وفواجعها.
وشارك الجيش في مهنية بتامين عودة الاردنيين في الخارج، وفي ملفي المستشفيات الميدانية وجلب اللقاح لولا جرى توكيلهما للجيش لما زلنا ننتظر الكثير والكثير . وادى الجيش واجبه دون ان ينتظر كلمة شكر وتنويه بالجهد الاضافي الذي بذله في خدمة اهله ووطنه. وقد سهر جنود مجهولة اسماؤهم حتى ننام ملء جفوننا في امان، تعبوا وقاوموا خطر كورونا بالتخطيط وادارة الازمة والسهر وحراسة الامن والافراد والمجتمع والدولة . فاستحقوا التحية واكثر من ذلك .
ما يطمئنني من ازمة كورونا وغيرها ان الجيش حاضر في المشهد، وان دفة معركة كورونا وبكل تحدياتها تتصدر جدول اولويات واهتمام ومسؤولية الجيش، ولربما اكثر ما يطمئنني من دروس وعبر تاريخ الاردن ان الجيش هوالحامي وصمام الامان ، وانه لا خوف على هوية الاردن ومصالحه الوطنية ما دام الجيش في الميدان .