سؤال المليون.. وين رايحين؟
جفرا نيوز - عصام قضماني
هذا السؤال سبق وأن طرحه الملك شخصياً في أكثر من مناسبة، وهو إذ يطرحه مستغرباً أن يلوكه بعض الناس كلما ضاقت سبل العيش، أو كلما تلبدت الغيوم، أو كلما اشتدت الأزمة، إنما يريد في كل مرة تبديد كل ذلك ليس بالثقة فحسب والكلمات الرنانة بل على أساس الأرضية الصلبة التي تقف عليها هذه البلاد بتاريخها السابق على تأسيس الدولة وبشعبها الذي آمن بذلك كله.
هذا السؤال بات الأشهر على ألسن الكثيرين «وين إحنا رايحين»، في ظل أجواء ملبدة بالتشكيك والاتهام والحكايات، لكن في معرض الإجابة عن هذا السؤال الإفتراضي هناك وعي بأسباب نشأته في بعده الإقليمي وانعكاس ذلك على الأوضاع المحلية وهو تساؤل بظني مشروع في سياق الخوف على الأردن والتنبه للأخطار والتحوط لها فالأردن ليس فقط جزءاً من محيطه وأمته بكل قضاياها وتفاصيلها, بل يكاد يكون حجر الزاوية فيها وليس ممكنا أن يدير ظهره لكل ما يجري, ويقول «وأنا مالي» فهذه ليست مبادئه ولا هويته ولا رسالته، حتى لو أنه بقي وحيداً.
وإن كانت تطورات الأوضاع في الإقليم والعالم مقلقة وضبابية, وقد تكفلت حتى الآن بمنح السؤال عنوان المقالة مشروعية الطرح، إلا أن السيناريوهات التي يمكن أن تسقط مثل مقصلة على الأوضاع محسوبة بدقة وبدرجة عالية من التأهب وعديد من الخيارات.
الأفق مزدحم في مظاهر مختلفة والتحذير من المخاطر كان وما زال أبرز العناوين، لكن وحدهم أبناء هذا البلد هم من بيدهم تبديد كل هذه الغيوم، لكن على المسؤولين في المقابل التوقف عن التصريحات الساخنة مثل أن الأردن يمر في أخطر محطة في تاريخه، وهذه سنة صعبة والأردن على مفترق طرق, والعواصف قادمة وانهيار الاقتصاد بات وشيكاً والإفلاس يخيم في الأجواء.
في الأردن جيش قوي، الأكفأ تنظيماً وتدريباً، في الأردن مواطن موالٍ للبلد وللنظام، يختلف قليلاً أو كثيراً مع السياسات ويحتج لكنه لا يذهب بعيداً عن مبادئ حفظ الاستقرار والأمن.
في الأردن اقتصاد مستقر حتى في أعتى الظروف ظل يقاوم، يتأزم مرة وينفرج مرة، لكنه يبقى مستقراً.
في الأردن نظام هو الأكثر رسوخاً واستقراراً يستمد شرعيته من منبعين الأول ديني والثاني تاريخي، يحظى بإجماع راسخ لمئة عام، وهو ماض لمئات أخرى من السنين لأن الهاشميين وعميدهم عبدالله الثاني ليسوا أسرة حاكمة وليسوا عائلة مالكة، وإن كان كل ذلك بل هم تاريخ وقاسم مشترك للأمة.