«مَظلّة أمان» يُوفرها «الإسلامي» منصور عباس لـ«نتانياهو»!!

جفرا نيوز - محمد خروب

سيكون معروفاً مساء اليوم اسم مَن أوصى به نواب الكنيست الصهيوني ليتم تكليفه تشكيل ائتلاف حكومي يحظى بدعم 61 عضواً, بعد أن أعادت انتخابات 23 آذار الماضي, الاستعصاء الذي كرَّرته ثلاثة انتخابات سبقتها، ما أشّر لأزمة حكومية مُتدحرجة قد تنتهي بأزمة حكم في دولة فاشية/عنصرية/استيطانية وصلَ الإستقطاب فيها ذروته, بعد اثني عشر عاماً متصلة من قيادة نتانياهو لائتلاف يميني مُتطرف (منذ 31/ 3/ 2009), أضيف إليه في الكنيست الحالية كتلة الصهيونية الدينية واستعاد الكاهانيون (أتباع الحاخام العنصري مئير كاهانا) حضورهم, بضغط مكثف من نتانياهو كي يوفر لنفسه أغلبية, تسمح له بمواصلة ترؤوس حكومة جديدة, يأمل أن تبادر قوى الائتلاف الذي يحلم به الى استصدار قانون يحول دون استمرار محاكمته التي ستبدأ اليوم.

وإذ يرفض نتانياهو التخلي عن مواصلة ترؤّوس الحكومة الجديدة, عبر ترشّحه لرئاسة الدولة, حيث يشغر الكرسي الرئاسي الذي ليس لشاغله صلاحيات تنفيذية حزيران القريب، فإنه يخشى الآن قيام خصومه بتوفير أغلبية برلمانية تطيح برئيس البرلمان الليكودي الحالي ياريف ليفين، بغية تنصيب رئيس جديد يسمح بتمرير قانون ينص على عدم تكليف شخصية متهمة بالفساد بترؤوس الحكومة.

لهذا يواظب نتانياهو وبشكل محموم مغازلة قوى اليمين, بدعوتها لتشكيل حكومة يمينية مُستقرّة، لمواجهة التحديات التي تواجهها إسرائيل, ما تجلّى بدعوته أحد أشد معارضيه المنشق عن الليكود جدعون ساعر الذي يرأس حزب أمل جديد/تكفا حدشاه للانضمام إليه, وأيضاً أبرز كارهيه زعيم حزب يمينا/ حزب المستوطنين نفتالي بينيت,الذي يرفض «حتى الآن» «عرض» نتانياهو العودة الى صفوف الليكود, ومنحه مقاعد متقدمة على قائمة الليكود في الإنتخابات القادمة.

بينيت الذي التقى أيضاً يائير لبيد..زعيم المعارضة/رئيس حزب يش عتيد/ هناك مستقبل, لم ينجح الأخير في إقناعه بإعلان «عدم مشاركته في حكومة يرأسها نتانياهو». يقول (بينيت): إنه يُعارض الذهاب لانتخابات برلمانية خامسة, ما عنى ان احتمال انخراطه في حكومة برئاسة نتانياهو يبقى قائماً, رغم انه لن «يُسمّيه» اليوم امام رئيس الدولة, وما يزال يحدوه الأمل بان يرضخ نتانياهو لشرطه وهو «التناوب» معه على رئاسة الحكومة, رغم أنه لا يتوفر سوى على «7» مقاعد, وإذا أضيفت مقاعد حلفاء نتانياهو شاس/9, الصهيونية الدينية/6, يهودوت هاتوراه/7 ومقاعد الليكود/30 فإنها تصِل «59» مقعداً.

ما يعني.. الحاجة إلى مَقعدين, وهو ما اسّتعدّ لتوفيره الزعيم «الإسلاموي» منصور عباس, الذي قاد عملية تفكيك القائمة المُشترَكة, مقابل وُعود لن يفي نتانياهو بها, لكنه بانتهازيته المعروفة مُستعد لبذل المزيد منها, كي يمنحه عباس «مظلة أمان» تقيه ولو مؤقتاً شبح السجن والعار الذي سيُلاحقه بعد فقدانه مستقبله السياسي.

في السطر الأخير.. يقول الصهاينة في وصف عباس إنه «نعمة للمجتمع الإسرائيلي, وانه تنكّر لفلسطينيته عندما تحدّث في خطاب قطعتْ قنوات التلفزة الصهيونية بثّها لنقل خطابه على الهواء مباشرة. وهو يُعرِّف نفسه بأنه «عربي مُسلم ومواطن يعيش في دولة إسرائيل». دون أن يأتي بذكر على هويته الفلسطينية, أو يتحدّث عن الاحتلال الإسرائيلي للضفة والقطاع.