الاردن رحب بجميع العرب دون مشاريعهم السياسية تعقيبا على قضية حسنة الحريري
جفرا نيوز - كتب عمر شاهين
كنت ولا زلت من اكثر المتعاطفين، مع الثورة السورية، واعتبر ما اصابها من مجازر وتعذيب فاق سجون النازية والقيصرية والصهيونية، واجدها حرب طائفية حادة، وليس بتعريف حصاد مواجهة ثورة ونظام، او حتى حرب اهلية ، ومع ذلك منذ بدايتها لا يمكن انكار موقف الدولة الاردنية مع الشعب السوري من موقف الملك الى الجيش والدولة وحتى الشعب، فقد فتحوا احضانهم، وشوارعهم وهذا براي واجب عربي وديني واخلاقي نحو شعب هرب من الذبح والموت والسجون والتعذيب غير المسبوق على مستوى العالم اجمع.منذ مجازر الصرب في البوسنة.وليس هجرة اختيارية.واليوم يا ويله ان عادة فستنتظره محاكم التفتيش والموت لدى النظام.
اتت قضية حسنة الحريري لتفتح جدلا ، ان الاردن طب من حسنة الحريري مغادرة الاردن اذا لم تكف عم نشاطاتها،المهاجمة للنظام السوري،ومعروف ان الاردن الرسمي والاغلبية الشعبي من مما يحدث من سوريا،ولكن يرفض الاردن ان يزج نفسه بهذه الحرب، والتي تتداخل بها قوى امنية كثيرة، وثبت للجميع ان الناي بالنفس كان عبقرية وليس فقط ذكاء اردني.
وللاسف قرانا بوسائل التواصل المجتمعي بعض المتهورين، مما انكر دور 10 سنوات اردنية، ثم يقف على قضية حسنة الحريري، علما البيان الرسمي كان بغاية الاحترام وقال لم نبعدها بل طلبنا الابتعاد عن اي عمل سياسي، وان اصرت على ذلك فالتبحث عن دولة اخرى.
كنت مواطن شاهد اسجل دوما ان الدور الاردني اشبع ارادتي الوطنية والقومية نحو الشعب السوري، سياسيا واستقبالا،فلا يحق لاحد ان يسيئ للموقف الاردني، من جهة الموالين لبشار الاسد ونظامه ولا الموالين للثورة ولا القاعدة الشعبية، فبفضل الله لم يساء للاجئ مع اني ضد كلمة لاجئ ولم يخرج احد كبعض البلدان شكوى وتحريض وعنصرية، وقلنا نحن ابناء وطن واحد ولنتشارك الماء والطعام . وذلك ان الاردن اصلا فقيرة ماليا ومائيا، ولكن لا مفر من هذا الذي قلت هو نابع من تكوني واصالة هذا الوطن الذي لجا له جدي ووالدي عام 1984.
وقبل خمس سنوات بررت صعوبة وضنك مخيمات الزعتري والازرق بانها حماية لهم لكي يحصلوا عن معونات تقيهم قلة العمل، في وطن مثل الاردن يعاني من بطالة حادة، وكذلك يجب ان يرى العالم ما حدث للشعب السوري، عبر رؤية مخيمات اللجوء التي تروي حقيقة ما حدث لشعب اعزل بريئ هرب من براميل النظام الحارقة.
الموقف الاردني هذا ليس مستحدثا بعد ازمة الربيع العربي التي فرخت الاف المواقف، بل هو موقف ملازم للحكم الهاشمي، الذي اتسم بالاعتدال وعدم العداء للانظمة حتى التي كانت تعادي الاردني علنا من الناصرية والبعثية، وغيرها.نحن بلد مسالم وملكي، لم تكن سجوننا مليئة بالاخرين، ولكن كان ثمة رسالة واضحة لا احد يصدر ازماته، للاردن، ولا نريد ان يصدر احد ازمته الينا، لا نريد ان نكون ساحة للتصفية ضد الاخرين ولا تصفية لهم ونقبل بالضيف دون مشروعه السياسي.
هذا ليس مع الاخت حسنة الحريري وليس مع الاخوة السوريين،وتعذيبها بالسجون وما عانته هي وملاييين ، كما بدات الفيدوهات تتدفق، هو ذنب النظام وليس الاردن، ما فهمته ان اهلا وسهلا بك بعمان ، ولكن دون عمل سياسي، لم تتعرض للاعتقال ولا التهديد كما في سوريا، ولكن طلب بكل ادب، وحتى مع المواطن الاردني تستدعي لاجهزة الامنية الشخص وتخبره ان يتوقف عن عمل سياسي محظور، الا طبعا ان كان في الامر عمالة او تيار تكفيري .
في الاردن هناك من يساند النظام السوري واغلبية تقف ضده، وهذا ديدين اغلب القضايا التي، حدثت حول الاردن، ووقف الاردن كثيرا ضد تصدير خلافات الدول المحيطة الى الاردن، وساضرب مثلا كانت الاردن الاقرب للعراق بعهد صدام حسين وحظي الرئيس العراقي بشعبية غير مسبوقة، واستضاف الاردن بتسعينات القرن الماضي عشرات الالاف من العراقيين المختلفين او الهاربين من صدام وعوملوا بكل ترحاب ولكن دون المساح لهم باستغلال هذا ضد النظام العراقي وبالمقابل كان الموقف نفسه بعد سقوط نظام صدام حسين، حيث لجا عكس ما قبله، اي ابناء المناطق السنية ورحب بهم شرط عدم استغلال عمان لاي نشاط سياسي وفرض هذا حتى على ابنة الشهيد صدام حسين السيدة رغدة . وتم هذا قبل عقدين مما حدث مع زوجها حسين كامل الذي لجا الى الاردن ثم منع من توظيف خلافه مع نسيبه صدام حسين.
نحن لا نريد ان نقع في ارضاء النظام السوري وحلفائه من الروس والايرانيين ولا ايضا مع الثورة السورية التي للاسف خسرت بارضها، وتتشابكت مع مئات من اجهزة المخابرات والفصائل المحظورة، لذلك شيئ طبيعي الا يتعامل الاردني الامني والسياسي مع هذا الملف من ناحية الحذر بل القطع والمنع الكلي، حتى لا نقع بفخ خصوصا ان الارن بقي وطنا امنا لكل لاجئ هرب من جهنم النظام، ولا نريد زج انفسنا بحرب نحن تعرض سياسي ومواطنيين الاردن لاي خطر خارجي، خصوصا ان للاسف النظام انتصر وهو من يححكم الان دولة هي المنفس البري نحو اوروبا وتركيا.
ساذكر امر اخر وهو ما يتعلق ايضا، بالفصائل الفلسطينة، وخلافاتها، فقد كانت عمان اقرب العواصم واكثرها امنا لهم، ولكن ايضا واجهت الدولة اي نشاط سياسي ولعلنا راينا ما حدث مع خالد مشعل بمحاولة اغتياله، لذلك هذا الحسم الاردني المبكر بمنع اي نشاط للفاصل، ومنها ابعاد مكاتب حماس من الاردن، حتى لا ندخل الاردن بحربها التجسسية والاغتيالية مع حماس والعدو الصهيوني. وقبلها كان ابعاد الفصائل الفلسطينية ، ووجدنا ما حدث بعدها في لبنان من اثار ذلك.
نعم نجنب عمان ان تكون ساحة لتصفية حسابات الفرقاء في كل الخلافات السياسية االتي تصل للخطف والاغتيال والتفجير، فحجر العمل السياسي لاي شخص هو حماية للاردن من تصدير تصفية الحسابات، وكذلك حمياة للموجودين.
اليوم الاردن يعاني من مشاكل كثيرة اقتصادية وسياسية، ولعل اي متابع لاحظ كيف يشتد الامر عند الحديث عن الازمة السورية، او المصرية، ولذلك وقف الاردن ليواجه حتى الموقف الداخلي من التابعين او لنقل وكلاء الخصوم بالدول الاخرى وهذا ايضا مشكلة كبيرة الحظها ان السياسي الاردني حيمل كل مشاكل الدول العربية اكثر من مشاكل بلده، خاصة ضمن صراع الايدولجيات. ولذلك كانت المحاكمة تواجه كثير من الناشطين والسياسي الاردنيين بتهمة تعكير صفو العلاقة مع دول مجاورة.
الخلاصة هو حماية الاردن من خلافات الدول الاخيرة، وعدم زجنا بمشاكل وخلافات، لا تصب بحال لمصلحة الاردن الذي هو ليس دولة اقليمية عظمى تريد حل مشاكل المنطقة وقد كتب للشرق الاوسط الا تنتهي مشاكله.اهلا بالجميع دون مشاريعهم السياسية.
عمر شاهين
كاتب ومدون سياسي