في يوم الارض نستحضر التاريخ المشرق والبطولات الخالدات
جفرا نيوز - مهدي مبارك عبد الله
بكل مظاهر الاجلال ومعاني العزة والفخار حلت بنا نهاية شهر اذار الجاري الذكرى السنوية الـ 45 ليوم الأرض الخالد حيث انطلقت ثورة الغضب الفلسطيني الأولى في 30 اذار عام 1976 وهب فلسطينيو الداخل في حالة مد وطني فريدة للدفاع عن الأرض السليبة والحقوق المغتصبة بانتفاضة شعبية اشتعلت في أراضي الجليل والمثلث والنقب والساحل احتجاجا على هجمة إسرائيلية جديدة لمصادرة ما تبقى من أرض بيد فلسطينيي الداخل واستباحة والكرامة حيث تأتي هذه الذكرى اليوم وسط تزايد المخاطر والاهداف التهويدية والاحتلالية المتصاعدة ضد الارض والانسان في فلسطين المحتلة
يوم الارض بعظمته وتضحياته وصموده شكل محطه تاريخية مجيدة من محطات النضال الفلسطيني التي توجت بالثورة والمواجهة والتحدي بعدما ضاق ابناء الداخل الفلسطيني المحتل ذرعا من ممارسات التهويد التي طالت وما زالت تطال وجودهم الديموغرافي والجغرافي والتاريخي حيث رفضوا كل مصوغات وتبريرات ضرورة العيش والتعايش مع المحتل على حساب تغيب الوطن وسلب الارض واهمال الوطنية والانكفاء والخنوع واللامبالاة وتمرير ثقافة الهزيمة وخيانة الضمير والوجدان والاستسلام لواقع مفروض بقوة الباطل والتنكر لدما الشهداء وتضحيات الاسرى والجرحى والمصابين وقهر وعذاب الامهات والمشردين والاحرار وبما يثبت الاكذوبة الازلية لمقولة طابو الالفي عام ودعاية ( ارض بلا شعب لشعب بلا ارض )
تلك الارض التي كانت عامرة بشعبها الفلسطيني ومتلاحمة بقراها ومدنها وبواديها وساحلها وجبالها وسهولها وصحراءها قبل ان تخضع للاحتلال البريطاني الامبريالي وان وجود القدس ونابلس وصفد وعكا وحيفا ويافا والناصرة وبيسان ومرج بن عامر والرملة واللد وعسقلان وغزة وبئر السبع ومئات المدن والقرى الفلسطينية الاخرى لهي الدليل الكافي لنفي الكذب والمزاعم الصهيونية الباطلة وبما يثبت ان فصول النكبة وتطلع اسرائيل للقضاء على الكيان القومي للمواطنين العرب والحرص على التعامل معهم كطوائف دينية فقط وان ما جرى عام 1948 كان المقدمة لرأس المخطط الصهيوني الآثم والمتواصل حتى يومنا هذا
والذي تجلى في استمرار سياسة القتل والسجن والتطهير العرقي والتهجير القسري وهدم المنازل الفلسطينية والاستيلاء على الأرض وانكار وجود الشعب الفلسطيني لصالح المشروع الاستيطاني الصهيوني القائم على عَقلَنَة الوهم والسراب وتدجين التاريخ والاجيال تحت مصوغات وحجج القبول بالواقع والتعاطي مع البراغماتية والعقلانية المزيفة حتى بات البعض من ابناء الداخل المحتل يدعون انهم مواطنون اسرائيليون وفلسطينيون في ان واحد بعدما دخلوا في متاهات وتعريفات التضليل حول هوية الانتساب للشعب الفلسطيني وضاع البعض منهم في دروب الجغرافيا والديموغرافيا ومسميات ال 67و ال 49
ومن اجل ذلك ورفضا للمهاترات واثباتا لحقائق التاريخ والواقع وللمحافظة على الارض وبقاء شعلة التحدي والمقاومة هب الابناء والاحفاد من الجيل الثاني لما بعد النكبة الذين اعتلوا صهوة المجد ورفعوا عاليا راية النضال الفلسطيني المتواصل والمتعدد الاشكال ضد الغطرسة والعنجهية الصهيونية وعقلية الاستكبار والاحتلال التي تمارسها سلطات الاحتلال الاسرائيلي في مناطق الضفة الفلسطينية والقدس وجميع مناطق الداخل حيث يتعرض الفلسطينيون الى ابشع اشكال الاضطهاد ومصادرة الاراضي وهدم البيوت ومحو الوجود والتمييز العنصري واشاعة الفقر والاكتظاظ السكاني وتفشي الجريمة وتحويل المدن الفلسطينية الى ما " يسمى بالمدن المختلطة والجيتوهات الجغرافية والديموغرافية الضيقة والمحاطة بالمستوطنات اليهودية من كل جانب "
ليصبح الانسان الفلسطيني بلا حقوق في وطنة وارضه ومجرد انسان مغرب ومهجن يحلم فقط باي منصب حكومي او عضوية برلمان داخل المنظومة الصهيونية بعدما نجحت اسرائيل بالفعل في تحييد وأسرلة قسم من ابناء فلسطين الداخل عن قضاياهم الوطنية وعلى راسها الارض الى حد بعيد لكنها في المقابل لم تنجح في تحييد الاكثرية الساحقة من الشعب الفلسطيني من ابناء الداخل الواعون لدورهم الوطني والتاريخي من صانعي ومهندسي يوم الارض الخالد وما بعده
يعتبر يوم الأرض من أبرز الأيام النضالية التي خاضها فلسطينيو 48 وهو علامة فارقة في تاريخهم منذ نكبة 1948 من حيث مسيرة بقائهم وانتمائهم وهويتهم ومجمل علاقاتهم بإسرائيل وبأشقائهم الفلسطينيين والعرب ورغم قيام السلطات الإسرائيلية بأعمال التهجير والتطهير بقي في أراضي 48 ما يقارب ( 150000 ) فلسطيني امتلكوا نحو مليوني دونم سرعان ما فرضت عليهم المواطنة الإسرائيلية وبطاقات الهوية لكن ذلك لم يحميهم من شر عمليات السطو المسلح على أراضيهم والتي بلغت ذروتها في مطلع عام 1976حيت كان الانفجار
لقد أحدث يوم الأرض تغييرا جذرياً وهاما في تعديل نظرة العالم العربي الذي تجاهل فلسطينيي 48 وطالما اعترت معاملته لهم بالريبة والشكوك والازدراء إلى حد اعتبارهم خونة إلى أن بدأت تتبدل هذه المعاملة وفتحت الكثير من الأبواب العربية على المستويين الرسمي والشعبي أمام فلسطينيي 48 عقب ذاك اليوم النضالي المشهود والذي شكل مفصلاً مركزيا ومحورا أساسيا في تطور الوعي الجماعي لدى المجتمع الفلسطيني وفي علاقته بالدولة الإسرائيلية وقد بقي يوم الأرض يوما وطنيا يغذي ويحيي ويحرك الذاكرة الجماعية الفلسطينية
في ذكرى يوم الارض الذي لا تنبع أهميته من كونه يوم تحد للسلطة المغتصبة فحسب وإنما لكونه يتمحور حول النقطة الأكثر أهمية في الوجود الفلسطيني تاريخيا وإنسانيا وحضاريا وهي العلاقة العضوية بين الشعب والأرض والتي معها ستبقى الأرض الفلسطينية تزهر بالياسمين وشقائق الدم والأقحوان غير أبهة ما تخلفه دولة الاحتلال البغيضة من خراب ودمار وسيبقى هذا اليوم الأغر ابلجا نديا ولن تكون لفلسطين الا الحرية مها طال الزمان واشتد القيد وتجبر المعتدين حتى يأتي يوم النصر والتحرير ( إِنَهم يرونَهُ بعِيدًا ونراه قَرِيبا )
ومع استحضار البطولات واستذكار التضحيات ينبغي ان نفهم بان كل ما يواجه الشعب الفلسطيني من تحديات جسام تفرض عليه المضي قدما في مسيرة انهاء الانقسام والتشرذم وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه دون تباطؤ او تقصير او تأجيل والاعداد لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني ما امكن بكل نزاهة وموضوعية لتبدأ مرحلة جديدة على طريق الوحدة الوطنية قائمة وتكامل الادوار وتلاحمها باعتباره اول متطلبات الصمود الفلسطيني خصوصا في هذه المرحلة التي تزخر بالمتغيرات سواء في منطقتنا العربية بشكل خاص او العالم بشكل عام
ومع حلول الذكرى الغالية يتبدد كل يوم حلم الفلسطينيين بإقامة دولتهم المنشودة بعدما تسببت السياسة الإسرائيلية في نهب أكثر من 60 % من مساحة الضفة الغربية المحتلة وتهجير أكثر من 14500 مواطن مقدسي قسراً من مدينتهم تمهيداً لجثوم ما يزيد على 700 ألف مستوطن على الأراضي الفلسطينية المسلوبة فضلا عن مواصلة العدوان الإسرائيلي سياساته الظالمة بحق الأرض وضد الشعب الفلسطيني بالقتل والتنكيل والاعتقال ومصادرة الأراضي والتوسع الاستيطاني ومواصلة بناء جدار الفصل العنصري ضمن دائرة صراع وجودي لم ينتهي بعد رغم مرور أربعة وأربعون عاما وسيطرة الاحتلال الإسرائيلي على نحو 85 بالمئة من المساحة الكلية لأرض فلسطين التاريخية
ونظرا لتفشي وباء فيروس كورونا المستجد، لجأ الفلسطينيون هذا العام لإحياء ذكرى "يوم الأرض"، عبر الفعاليات الرقمية والمنزلية، كما دعت فصائل فلسطينية إلى رفع العلم الفلسطيني على أسطح المنازل وفي الأماكن العامة
وبهذه المناسبة الخالدة نتوجه بالتحية إلى أبناء شعب فلسطين داخل الخط الأخضر الشوكة المغروسة في حلق الاحتلال وهم يؤكدون في كل يوم عروبة الأرض وهويتها ومن خلالهم إلى أهلنا في القدس العاصمة حراس المقدسات ورمز تجذرنا في الأرض، والى شعبنا في وبهذه المناسبة الخالدة فإننا نتوجه بالتحية إلى أبناء شعبنا داخل الخط الأخضر الشوكة المغروسة في حلق الاحتلال وهم يؤكدون في كل يوم عروبة الأرض وهويتها
تحية اكبار وتعظيم لشعب فلسطين في ذكرى يوم الأرض المتألق مجداً وعطاءً والمضرج بالدماء الطاهرة الزكية والمضمخ بطيب الارض والمجد والخلود للشهداء الابرار ولمن ساروا على الدرب والحرية للأسرى والمعتقلين الابطال والتحية الموصولة لأبناء وبنات الشعب الفلسطيني الصامدون في القدس وللمرابطين في الأقصى المبارك والحرم الابراهيمي الشريف في الخليل ورام الله والضفة والقطاع والجليل والساحل والمثلث والنقب وفي كافة أماكن تواجدهم وهم يسطرون بصمودهم وإصرارهم أنصع صفحات المجد والعزة في تاريخ الوطن والامة
والتحية المكللة بالغار لكل طفل وشاب وكهل وبنت وامرأة فلسطينية لا يعترفون بالكيان الغاصب ويقفون على خطوط المواجهات الساخنة دفاعا عن الأرض الفلسطينية والخزي والعار لكل التفريطيون والمطبعون الذين يتاجرون بفلسطين وشعبها وهم قابعون في مستنقع الخيانة والمهانة وعاشت ذكرى يوم الارض الخالد وعاشت فلسطين حرة عربية ابية من النهر الى البحر
mahdimubarak@gmail.com
بكل مظاهر الاجلال ومعاني العزة والفخار حلت بنا نهاية شهر اذار الجاري الذكرى السنوية الـ 45 ليوم الأرض الخالد حيث انطلقت ثورة الغضب الفلسطيني الأولى في 30 اذار عام 1976 وهب فلسطينيو الداخل في حالة مد وطني فريدة للدفاع عن الأرض السليبة والحقوق المغتصبة بانتفاضة شعبية اشتعلت في أراضي الجليل والمثلث والنقب والساحل احتجاجا على هجمة إسرائيلية جديدة لمصادرة ما تبقى من أرض بيد فلسطينيي الداخل واستباحة والكرامة حيث تأتي هذه الذكرى اليوم وسط تزايد المخاطر والاهداف التهويدية والاحتلالية المتصاعدة ضد الارض والانسان في فلسطين المحتلة
يوم الارض بعظمته وتضحياته وصموده شكل محطه تاريخية مجيدة من محطات النضال الفلسطيني التي توجت بالثورة والمواجهة والتحدي بعدما ضاق ابناء الداخل الفلسطيني المحتل ذرعا من ممارسات التهويد التي طالت وما زالت تطال وجودهم الديموغرافي والجغرافي والتاريخي حيث رفضوا كل مصوغات وتبريرات ضرورة العيش والتعايش مع المحتل على حساب تغيب الوطن وسلب الارض واهمال الوطنية والانكفاء والخنوع واللامبالاة وتمرير ثقافة الهزيمة وخيانة الضمير والوجدان والاستسلام لواقع مفروض بقوة الباطل والتنكر لدما الشهداء وتضحيات الاسرى والجرحى والمصابين وقهر وعذاب الامهات والمشردين والاحرار وبما يثبت الاكذوبة الازلية لمقولة طابو الالفي عام ودعاية ( ارض بلا شعب لشعب بلا ارض )
تلك الارض التي كانت عامرة بشعبها الفلسطيني ومتلاحمة بقراها ومدنها وبواديها وساحلها وجبالها وسهولها وصحراءها قبل ان تخضع للاحتلال البريطاني الامبريالي وان وجود القدس ونابلس وصفد وعكا وحيفا ويافا والناصرة وبيسان ومرج بن عامر والرملة واللد وعسقلان وغزة وبئر السبع ومئات المدن والقرى الفلسطينية الاخرى لهي الدليل الكافي لنفي الكذب والمزاعم الصهيونية الباطلة وبما يثبت ان فصول النكبة وتطلع اسرائيل للقضاء على الكيان القومي للمواطنين العرب والحرص على التعامل معهم كطوائف دينية فقط وان ما جرى عام 1948 كان المقدمة لرأس المخطط الصهيوني الآثم والمتواصل حتى يومنا هذا
والذي تجلى في استمرار سياسة القتل والسجن والتطهير العرقي والتهجير القسري وهدم المنازل الفلسطينية والاستيلاء على الأرض وانكار وجود الشعب الفلسطيني لصالح المشروع الاستيطاني الصهيوني القائم على عَقلَنَة الوهم والسراب وتدجين التاريخ والاجيال تحت مصوغات وحجج القبول بالواقع والتعاطي مع البراغماتية والعقلانية المزيفة حتى بات البعض من ابناء الداخل المحتل يدعون انهم مواطنون اسرائيليون وفلسطينيون في ان واحد بعدما دخلوا في متاهات وتعريفات التضليل حول هوية الانتساب للشعب الفلسطيني وضاع البعض منهم في دروب الجغرافيا والديموغرافيا ومسميات ال 67و ال 49
ومن اجل ذلك ورفضا للمهاترات واثباتا لحقائق التاريخ والواقع وللمحافظة على الارض وبقاء شعلة التحدي والمقاومة هب الابناء والاحفاد من الجيل الثاني لما بعد النكبة الذين اعتلوا صهوة المجد ورفعوا عاليا راية النضال الفلسطيني المتواصل والمتعدد الاشكال ضد الغطرسة والعنجهية الصهيونية وعقلية الاستكبار والاحتلال التي تمارسها سلطات الاحتلال الاسرائيلي في مناطق الضفة الفلسطينية والقدس وجميع مناطق الداخل حيث يتعرض الفلسطينيون الى ابشع اشكال الاضطهاد ومصادرة الاراضي وهدم البيوت ومحو الوجود والتمييز العنصري واشاعة الفقر والاكتظاظ السكاني وتفشي الجريمة وتحويل المدن الفلسطينية الى ما " يسمى بالمدن المختلطة والجيتوهات الجغرافية والديموغرافية الضيقة والمحاطة بالمستوطنات اليهودية من كل جانب "
ليصبح الانسان الفلسطيني بلا حقوق في وطنة وارضه ومجرد انسان مغرب ومهجن يحلم فقط باي منصب حكومي او عضوية برلمان داخل المنظومة الصهيونية بعدما نجحت اسرائيل بالفعل في تحييد وأسرلة قسم من ابناء فلسطين الداخل عن قضاياهم الوطنية وعلى راسها الارض الى حد بعيد لكنها في المقابل لم تنجح في تحييد الاكثرية الساحقة من الشعب الفلسطيني من ابناء الداخل الواعون لدورهم الوطني والتاريخي من صانعي ومهندسي يوم الارض الخالد وما بعده
يعتبر يوم الأرض من أبرز الأيام النضالية التي خاضها فلسطينيو 48 وهو علامة فارقة في تاريخهم منذ نكبة 1948 من حيث مسيرة بقائهم وانتمائهم وهويتهم ومجمل علاقاتهم بإسرائيل وبأشقائهم الفلسطينيين والعرب ورغم قيام السلطات الإسرائيلية بأعمال التهجير والتطهير بقي في أراضي 48 ما يقارب ( 150000 ) فلسطيني امتلكوا نحو مليوني دونم سرعان ما فرضت عليهم المواطنة الإسرائيلية وبطاقات الهوية لكن ذلك لم يحميهم من شر عمليات السطو المسلح على أراضيهم والتي بلغت ذروتها في مطلع عام 1976حيت كان الانفجار
لقد أحدث يوم الأرض تغييرا جذرياً وهاما في تعديل نظرة العالم العربي الذي تجاهل فلسطينيي 48 وطالما اعترت معاملته لهم بالريبة والشكوك والازدراء إلى حد اعتبارهم خونة إلى أن بدأت تتبدل هذه المعاملة وفتحت الكثير من الأبواب العربية على المستويين الرسمي والشعبي أمام فلسطينيي 48 عقب ذاك اليوم النضالي المشهود والذي شكل مفصلاً مركزيا ومحورا أساسيا في تطور الوعي الجماعي لدى المجتمع الفلسطيني وفي علاقته بالدولة الإسرائيلية وقد بقي يوم الأرض يوما وطنيا يغذي ويحيي ويحرك الذاكرة الجماعية الفلسطينية
في ذكرى يوم الارض الذي لا تنبع أهميته من كونه يوم تحد للسلطة المغتصبة فحسب وإنما لكونه يتمحور حول النقطة الأكثر أهمية في الوجود الفلسطيني تاريخيا وإنسانيا وحضاريا وهي العلاقة العضوية بين الشعب والأرض والتي معها ستبقى الأرض الفلسطينية تزهر بالياسمين وشقائق الدم والأقحوان غير أبهة ما تخلفه دولة الاحتلال البغيضة من خراب ودمار وسيبقى هذا اليوم الأغر ابلجا نديا ولن تكون لفلسطين الا الحرية مها طال الزمان واشتد القيد وتجبر المعتدين حتى يأتي يوم النصر والتحرير ( إِنَهم يرونَهُ بعِيدًا ونراه قَرِيبا )
ومع استحضار البطولات واستذكار التضحيات ينبغي ان نفهم بان كل ما يواجه الشعب الفلسطيني من تحديات جسام تفرض عليه المضي قدما في مسيرة انهاء الانقسام والتشرذم وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه دون تباطؤ او تقصير او تأجيل والاعداد لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني ما امكن بكل نزاهة وموضوعية لتبدأ مرحلة جديدة على طريق الوحدة الوطنية قائمة وتكامل الادوار وتلاحمها باعتباره اول متطلبات الصمود الفلسطيني خصوصا في هذه المرحلة التي تزخر بالمتغيرات سواء في منطقتنا العربية بشكل خاص او العالم بشكل عام
ومع حلول الذكرى الغالية يتبدد كل يوم حلم الفلسطينيين بإقامة دولتهم المنشودة بعدما تسببت السياسة الإسرائيلية في نهب أكثر من 60 % من مساحة الضفة الغربية المحتلة وتهجير أكثر من 14500 مواطن مقدسي قسراً من مدينتهم تمهيداً لجثوم ما يزيد على 700 ألف مستوطن على الأراضي الفلسطينية المسلوبة فضلا عن مواصلة العدوان الإسرائيلي سياساته الظالمة بحق الأرض وضد الشعب الفلسطيني بالقتل والتنكيل والاعتقال ومصادرة الأراضي والتوسع الاستيطاني ومواصلة بناء جدار الفصل العنصري ضمن دائرة صراع وجودي لم ينتهي بعد رغم مرور أربعة وأربعون عاما وسيطرة الاحتلال الإسرائيلي على نحو 85 بالمئة من المساحة الكلية لأرض فلسطين التاريخية
ونظرا لتفشي وباء فيروس كورونا المستجد، لجأ الفلسطينيون هذا العام لإحياء ذكرى "يوم الأرض"، عبر الفعاليات الرقمية والمنزلية، كما دعت فصائل فلسطينية إلى رفع العلم الفلسطيني على أسطح المنازل وفي الأماكن العامة
وبهذه المناسبة الخالدة نتوجه بالتحية إلى أبناء شعب فلسطين داخل الخط الأخضر الشوكة المغروسة في حلق الاحتلال وهم يؤكدون في كل يوم عروبة الأرض وهويتها ومن خلالهم إلى أهلنا في القدس العاصمة حراس المقدسات ورمز تجذرنا في الأرض، والى شعبنا في وبهذه المناسبة الخالدة فإننا نتوجه بالتحية إلى أبناء شعبنا داخل الخط الأخضر الشوكة المغروسة في حلق الاحتلال وهم يؤكدون في كل يوم عروبة الأرض وهويتها
تحية اكبار وتعظيم لشعب فلسطين في ذكرى يوم الأرض المتألق مجداً وعطاءً والمضرج بالدماء الطاهرة الزكية والمضمخ بطيب الارض والمجد والخلود للشهداء الابرار ولمن ساروا على الدرب والحرية للأسرى والمعتقلين الابطال والتحية الموصولة لأبناء وبنات الشعب الفلسطيني الصامدون في القدس وللمرابطين في الأقصى المبارك والحرم الابراهيمي الشريف في الخليل ورام الله والضفة والقطاع والجليل والساحل والمثلث والنقب وفي كافة أماكن تواجدهم وهم يسطرون بصمودهم وإصرارهم أنصع صفحات المجد والعزة في تاريخ الوطن والامة
والتحية المكللة بالغار لكل طفل وشاب وكهل وبنت وامرأة فلسطينية لا يعترفون بالكيان الغاصب ويقفون على خطوط المواجهات الساخنة دفاعا عن الأرض الفلسطينية والخزي والعار لكل التفريطيون والمطبعون الذين يتاجرون بفلسطين وشعبها وهم قابعون في مستنقع الخيانة والمهانة وعاشت ذكرى يوم الارض الخالد وعاشت فلسطين حرة عربية ابية من النهر الى البحر
mahdimubarak@gmail.com