الانتخابات الصهيونية وزيف الديموقراطية

جفرا نيوز - كتب النائب الدكتور فايز بصبوص - 

ليس هناك من غرابة في أن يكون العنوان انتخابات صهيونية، وليس انتخابات الاحتلال الإسرائيلي، فالنتائج المفجعة التي أسفرت عنها الانتخابات الصهيونية الأخيرة تميل بنتائجها واصطفافها إلى أغلبية مطلقة للأحزاب المتطرفة وعلى راسها «الليكود» بزعامة الرابح الخاسر إذا ما أردنا أن نقيم تلك النتائج، فنتيجة لتلك الانتخابات على رئيس الوزراء الصهيوني المساومة في ظل أكثر برلمانات يمينية في تاريخ الدولة العبرية المزعومة، والتي قد تضطر العودة إلى صناديق الاقتراع للمرة الخامسة خلال عامين، وهو المؤشر الأول على زيف الديموقراطية ا?صهيونية، لقد فاز الليكود بثلاثين مقعد خاسرا ستة مقاعد عن الانتخابات الماضية، وهو مؤشر على هشاشة البناء الداخلي لحزب الليكود، فالستة مقاعد ذهبت إلى ما يسمى حزب الأمل الجديد وهو منشق عن «الليكود» ودخول حزب جديد بقيادة الفاشي (ابتسلئيل سموتريتش) وحصل على ستة مقاعد إضافة إلى حزب (نعوم) والذي يدعو إلى الأصولية الدينية ونبذ الآخر، كل تلك التركيبة والنتائج بكليتها دون تفصيل ممل فإن النتانياهو عليه التحالف مع هذا الخليط من الأحزاب الصهيونية الدينية التي تميل إلى أقصى أشكال التطرف والإرهاب إذا أراد أن يحافظ على مقع?ه كرئيس للوزراء لمحاولة الهروب من الملاحقة القضائية بتهم الفساد والاختلاس وإساءة استخدام السلطة.

أما إذا ذهبنا إلى تقييم لحجم تمثيل فلسطيني الـ 48 في هذه الانتخابات فإن النتيجة كارثية، وذلك بأن النواب العرب خسروا أربعة مقاعد مقارنة بالانتخابات السابقة، حين قادتها القائمة المشتركة والتي تعرضت لانشقاق بقيادة منصور عباس وحصلت على ستة مقاعد، والقائمة المشتركة على أربعة مقاعد وهذا يعني أن هناك تحولا لصالح عدم المشاركة وعدم الثقة في أن النواب العرب قادرون على التغيير ولو بالحدود الدنيا وهو خطأ استراتيجي فاضح فيجب مراجعة التجربة والوقوف على إبراز ثغراتها وهفواتها وإخضاع التجربة إلى مراجعة نقدية مسؤولة، فالم?حلة تتطلب تكامل ووحدة وصلابة في مواجهة الانحراف اليميني الجارف الذي افرزته هذه الانتخابات من اجل خدمة القضية المركزية قضية فلسطين.

إذن فان تشكيل أي حكومة صهيونية سيعتمد على تجميع العدد الأكبر من الإرهابيين والمتطرفين المتمثلين في البرلمان الصهيوني بحجومها المتواضعة ولكي تعطي اصواتها لنتانياهو تفرض شروطها ليس فقط في إطار المحاصصة الوزارية وانما تفرض نهجها وخططها المتطرفة وتعكسه على كل سياسة صهيونية مع انها في الحقيقة لا تمثل 3% من المجتمع الصهيوني فاين هي الديموقراطية وبرنامج الأغلبية التمثيلية التي تعبر عنه الديموقراطيات الحقيقية.

من هنا فإن على كل من يدّعي أن الكيان الصهيوني بأنه واحة للديمقراطية عليه قراءة المشهد بشكل أوضح وأدق، أنه كيان يمثل كل الدكتاتورية الشمولية، دكتاتورية الشعوبية الزائفة التي ترتكز على مرتكزات عدم ايفاء العهود وعدم امتثال للسلوك الإنساني الدولي لا قانونيا ولا أخلاقيا وتنطلق في سياساتها من الندية القائمة على الشخصنة والتي ما زال يقطر من اطراف اصابعها دماء لشهداء وجرحى فلسطينيين قد استشهدوا على طريق التحرير لكامل ترابنا الوطني وعاصمته القدس الشريف والمتوج بوصاية هاشمية أبقت الروح والهوية والسيادة العروبية صامد? امام كل عواصف التاريخ.