ستون دقيقة للتأمل

جفرا نيوز - م. فواز الحموري
قرار تقديم عقارب الساعة ستون دقيقة مع التوقيت الصيفي له مبرراته ولكن هل يمكن الاستفادة من تقديم جميع ما نفكر به إلى الأمام قليلاً وبدرجات متنوعة بين التأمل والتدبر في خضم ما يجري من حولنا وخصوصاً مع جائحة كورونا والتي قلبت الموازين بقدر كبير..

التفكير مجدداً وملياً، في الموت وطبيعة الفراق والعلاقات الإنسانية الراهنة والسعي الدؤوب وتفاصيل عديدة مع رحلة وأسلوب المعيشة ونمط التعامل وفلسفة الحياة.

ستون دقيقة للتأمل في لحظات السعادة والترح وجميع ما نتعرض له من فراق الأحبة والأعزاء نتيجة الإصابة بفيروس كورونا وجهود العلماء للتغلب على الوباء والعديد من الصعوبات الحالية والتي شملت العديد من قيود الحركة والتجمع وممارسة الحياة بشكل طبيعي.

غادر الحياة أغنياء نتيجة الإصابة بفيروس كورونا على الرغم من أنهم يملكون ثمن العلاج وجميع ما يلزم للدخول إلى أفضل المستشفيات والمراكز الطبية ومع ذلك غابوا وبهدوء ودون أرصدة مالية تذكر.

وبالمقابل غاب فقراء أصيبوا بمثل ما كان للأغنياء من مصير محتوم، فهل تكفي الدقائق الستون للتأمل في ثنايا سنة الحياة تلك التي تحتاج من جديد للعودة إلى الله بايمان دقيق وقلب سليم للراحة الطيبة والانسجام مع النفس بتصالح فريد؟.

دقائق التوقيت هي للأمام وإلى المزيد من تقدير الزمن الكافي لعيش اللحظات بوعي وعمق لمعنى نفس ورئة العطاء النقي بعيدا عن ما يلوث الحياة من سوء وشر وفساد وطمع وحسد ومرض وبلاء ووباء.

السعي قُدماً هو سبيل التفاؤل والعمل المخلص لنيل المطالب والأمنيات والظفر بالحلول والشفاء من الألم والمرض والضعف؛ التقدم بالتأمل هو العلاج الجوهري للكثير مما نعاني ونواجه من متاعب لا تغدو في علم الله سوى محطات امتحان.

هل تحريك عقارب الساعة ستين دقيقة للوصول إلى صيف آمن كما أعلنته الحكومة وتسعى لتحقيقه بتعاون ومشاركة وتفهم ووعي الجميع والتزامهم وتقيدهم بالإجراءات والتعليمات بحرص واهتمام؟

وهل يكفي تنظيم وقت التأمل مع ثنايا اللحظات الحاسمة للفوز والنجاة والراحة النفسية في دار العبور إلى دار الاستقرار دون الشكوى والتذمر والتهرب من المسؤولية ومواجهة الحياة بصبر جميل وعمل شريف؟.

لا بد من ستين دقيقة للتأمل مع النفس والاستغراق في ملكوت الله؛ ما حدث للعالم ليس سوى عبرة لمعنى الإيمان وإتقان العبادة والإخلاص في النية وأداء الحقوق إلى أصحابها بأمانة وصدق وبراءة من الطمع والظلم والعدوان.