البيطار تكتب.. تكامل على طريق الوحدة
جفرا نيوز - كتبت: حنين البيطار
في الأردن والعالم العربي وحتى العالم أجمع ( نذير وتحذير ) وفصول وحلول وضعت لمطاردة عدوٍ شريراً دخل بلادنا دون استئذان ، حتى أن شعبنا وشعوب العالم واجه وباء كورونا بالشك والريبة ، بينما تصدت لهُ حكومات العالم بحالة من الطوارئ القصوى .
ليس هذا بيت القصيد ، فإن تصدياً أردنياً عراقياً مصرياً لحالات التشتت والإنقسام في العالم العربي من شرقه الى غربه ، وسط تحديات أقتصادية تكاد تكون هي الأكبر والأخطر في تاريخنا المعاصر ، ولا ننكر أن هناك محاولات قد جرت لوضع حل لعثرات الأمة ، ومن الوحدة السورية - المصرية ، الى مجلس التعاون العربي ، والاتحاد الهاشمي ، ومجلس التعاون الخليجي الذي كان آخر الآمال في الوحدة العربية وسبقه الاتحاد المغربي لكن الاتحاد الخليجي كاد أن ينتهي ويحط أوزاره ، لتعود القُطرية اللعينة الى دِوله ، حتى جرى تصحيح أوضاعه ، بعملية قيصرية قادها الاميز محمد بن سلمان والشيخ تميم بن حمد ، لكن أوجاع الماضي قد تكاد أن تعكر الأوضاع ، لكن والحمدالله أنها أنجزت فصولاً ممتعة من التعاون لتكرس الفكرة والكيان .
الهلال الخصيب كان فكرة هاشمية من غير مغالاة أو مزايدة ، فانبرى الهاشمي سيد البلاد في هذه الأوقات العصيبة الى المشاركة في بناء رؤية وحلم يجمع الأقطار الثلاثة الأردن ، العراق ، مصر ، ليرسي فصول كتاب جديد نعود اليه كلما ألحت الحاجة بنا الى تكامل بين الاقطار الثلاثة ومما يؤسف له أن دمشق الشام ولبنان تقع على الطرف الاخر من هذا التكامل وبعون الله نحن مطمئنين الى العودة الينا .
لن نفترق هذه المرة ، فليس هناك "أمس" بل الغد هو الحاضر اليوم ولم يعد هناك ذكريات ولا احلام هناك فقط رؤية ستدوم الى الأبد، ونُذَكر اليوم ب ١٩٢ كيلو متراً هي مسافة قناة حضرها الأجداد في مصر المحروسة بين البحرين الأحمر والأوسط ، أُغلقت لأيام بعدد أصابع اليد فوقف العالم على رجل واحدة وارتفع سعر البترول والمواد الغذائية ، وهي طرف في التكامل الثلاثي( الأردن ، العراق ، مصر ) وهذا يؤشر بأن قادتنا وشعوبنا أعادت أختراع الاخلاص من جديد ، ونقلنا حدود سايكس بيكو لنرده الى دول الاستعمار البغيض ، ينتظرون فتح قناة السويس وأننا أصبحنا " نحن " من يتحكم في العالم ، وان عليه في المستقبل ان يتذكر أننا قطعنا الطريق على الفرقة وفضلنا أن ندفنها ونعتبرها زائراً غير مرغوب فيه .
لن ننتظر جواباً بعد اليوم ، فبترول العراق سيتدفق بالشاحنات او بالانبوب الموعود ، وملايين أطنان الخضار والفواكه الاردنية والمصرية ستجد طريقها الى بغداد ليستمتع العراقي بأكلة " القيمة " " القلاية " والمليون مصري في الأردن يرددون التحية للأردنيين كل صباح ، ولم نعد ضيوفاً على أقطارنا " النواة " فتصبح القاعدة ولا شذوذاً عليها ، وانني أعتقد جازمة أن تلك النواة التي ستكبر بالتأكيد ستطلق النفس من القيود القديمة ، بدءاً بتأشيرة الدخول الى التنقل بالهوية ، وبهذا نكون قد أكدنا كياننا الحقيقي ، كيان إقتصادي إجتماعي سياسي .