بايدن يقترح إطلاق مشروع منافس لمبادرة «الحزام والطريق» الصينية

جفرا نيوز - اقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن البارحة الأولى، أن تطلق الدول الديمقراطية مبادرة منافسة لمشروع "الحزام والطريق" الصيني للاستثمار في البنى التحتية، وذلك في توقيت تتصاعد فيه التوترات بين العملاق الآسيوي والدول الغربية.

ووفقا لـ"الفرنسية"، قال بايدن إنه تقدم بالاقتراح خلال اتصال مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في خضم توتر مع بكين على خلفية فرض عقوبات على مرتكبي انتهاكات بحق أقلية الأويجور المسلمة في منطقة شينجيانج في شمال غرب الصين، ورد الصين بعقوبات على شخصيات غربية.

وصرح بايدن للصحافيين بأنه اقترح إطلاق "مبادرة مماثلة تصدر عن الدول الديمقراطية، لمساعدة فئات من حول العالم تحتاج حقا إلى المساعدة"، وذلك في إشارة إلى مبادرة "الحزام والطريق" الصينية.

تزايد نفوذ بكين في عدد من الدول في الأعوام الأخيرة عبر تقديمها قروضا وإطلاقها مشاريع من خلال مبادرتها، ما زاد مخاوف القوى الإقليمية والدول الغربية. وساعدت الصين عشرات الدول في بناء وتطوير طرق وسكك حديد وسدود وموانئ.

وفي مطلع آذار (مارس) الحالي شدد الرئيس الصيني شي جين بينج على أن "الصين ستعمل مع الدول الأخرى لبناء عالم مفتوح وشامل ونظيف وجميل ينعم بسلام دائم وأمن عالمي ورخاء مشترك"، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية "شينخوا".

إلا أن المصارف الصينية تواصل تمويل مشاريع الفحم، وسط سعي بكين إلى استغلال المبادرة لتوسيع نطاق استثماراتها على صعيد الطاقة إلى خارج حدودها.

وبين عامي 2000 و2018، أنفقت الصين نحو 57 مليار دولار على مشاريع الفحم، وفق قاعدة بيانات جامعة بوسطن حول التمويل الصيني لمشاريع الطاقة عالميا.

ولم يشر البيان الصادر عن لندن حول الاتصال بين جونسون وبايدن إلى مقترح غربي لمنافسة المبادرة الصينية، لكنه شدد على أن رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الأمريكي بحثا اتخاذ خطوات جادة لفرض عقوبات على "منتهكي حقوق الإنسان" في شينجيانج.

وهذا الأسبوع، فرض الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وكندا والولايات المتحدة عقوبات على عدد من المسؤولين السياسيين والاقتصاديين في شينجيانج، في تحرك منسق على خلفية تقارير عن حصول انتهاكات لحقوق الإنسان، ما استدعى ردا انتقاميا من بكين التي فرضت عقوبات على شخصيات أوروبية وبريطانية.

وتصر بكين على أن الأوضاع في شينيجانج شأن داخلي، وهي أعلنت الجمعة فرض عقوبات على تسعة بريطانيين وأربعة كيانات اتهمتهم بنشر الأكاذيب والأضاليل، حول المعاملة التي يلقاها أبناء أقلية الأويجور.

وكان قد قال الدبلوماسي الأمريكي هنري كيسنجر، إن على الولايات المتحدة الوصول إلى تفاهم مع الصين حول نظام عالمي جديد لضمان الاستقرار، وإلا سيواجه العالم فترة خطيرة مثل تلك التي سبقت الحرب العالمية الأولى، مشيرا إلى أن قوة الصين الاقتصادية لا تعني أنها ستتفوق تلقائيا في كل المجالات التكنولوجية في هذا القرن.

وكان لكيسنجر (97 عاما) تأثير كبير في بعض أهم الأحداث السياسية في حقبة السبعينيات من القرن الماضي، أثناء عمله وزيرا للخارجية في عهد الرئيسين الجمهوريين السابقين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد.

وبحسب "رويترز"، قال كيسنجر في كلمة عبر زووم بفاعلية أقامها المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن أخيرا، إن الأمر المهم يتعلق بما إذا كان بمقدور الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين الوصول إلى تفاهم مع الصين حول نظام عالمي جديد.

وأضاف "إذا لم نصل إلى هذه النقطة وإذا لم نصل إلى تفاهم مع الصين بهذا الشأن فسنكون إذن في الوضع الذي سبق الحرب العالمية الأولى في أوروبا، حيث كانت الصراعات المستمرة تحل على أساس فوري، لكن أحدها كان يخرج عن السيطرة في مرحلة ما".