وداعاً كابتن راتب
جفرا نيوز - أمجد المجالي
امتدت علاقتي -المهنية والشخصية- مع فقيد كرة القدم الأردنية الراحل راتب العوضات، لأكثر من عقدين، ولمست خلالها الكثير من المزايا التي تشكل شخصيته البسيطة والمحبة والممزوجة دوماً بروح الإصرار والتحدي.
رحل «الضبع» كما كان يحلو لجماهير اللعبة مناداته، بعد رحلة قصيرة مع المرض الذي أنهك جسده لكنه لم يغير أياً من طباعه حتى في أشد اللحظات إيلاماً، فالبسمة بقيت مرتسمة على شفتيه، والثقة تنبعث من حديثه الذي يستند إلى إيمانه الكبير بالقدر وتوكله الدائم على الله.
جمعتني و«الصديق» راتب الكثير من المواقف التي ستبقى محفورة في ذاكرة الفخر، وأتذكر تحديداً كيف كان يبث الثقة وروح الإصرار لدى رفاقه في المنتخب الوطني خلال رحلة الإنجاز والتميز بنهائيات كأس آسيا 2004 بالصين، وكيف كان يأخذ الأمور بالحصة التدريبية على محمل الجد وكأنها مباراة رسمية ومصيرية، حتى أن المدرب الراحل محمود الجوهري قال -آنذاك- لكاتب السطور: يشكل «الضبع» القائد الحقيقي للزملاء كافة فوق أرضية الملعب، ويمتلك القدرة على التحفيز استناداً إلى روحه العالية.
بين راتب، اللاعب والمدرب، تماسكت القواسم المشتركة لمزايا التحدي والقوة، ما أهله ليمضي بطريق النجومية بثقة واقتدار ليقود الفيصلي، بيته الذي أحب وأخلص له، للكثير من الألقاب ليقتحم سجلات المدربين بصفحات مزخرفة بالإنجاز.
لم يكن راتب باحثاً يوماً عن المجد والشهرة، لكنه استطاع بتفانيه وحبه للمنتخب الوطني ولناديه الفيصلي وتعلقه الوثيق مع الجماهير أن يجمع المجد من طرفيه، لاعب بارع ومدرب قدير، لكن هو القدر الذي يكتب بحروف حزينة نهايات العمر رغم أنه لا يزال في الجعبة الكثير من الأهداف والتحديات.
رحمك الله يا راتب، والعزاء إلى أهلك ومحبيك وأسرة كرة القدم الأردنية، فالخسارة كبيرة ووجع الفراق صعب ومؤلم.