“كورونا”.. ما المطلوب لمنع ذروة ثالثة؟
جفرا نيوز - مع اقتراب تجاوز الذروة الثانية من وباء فيروس كورونا، يطلق خبراء تحذيرات من أن موجة ثالثة "قد تكون أمرا خطيرا، إذا ما تحقق”، مؤكدين على ضرورة التعامل مع المرحلة الوبائية بـ”صورة تساعد على الحد من انتشار الفيروس، الذي أرهق القطاع الصحي في المملكة”.
وأعرب هؤلاء أن من الضروري العمل على تأمين متواصل للمطاعيم، بما يضمن حصول العدد الأكبر من المواطنين على اللقاح، ما يساهم في خفض نسبة الاصابات بكورونا، وبالتالي عدد الوفيات، رغم أن هناك آراء طبية تشير إلى أن ثبات نسب الإصابات بالفيروس، "لا علاقة له بثبات نسبة الوفيات.
وأوضحوا "في الواقع أن الحديث عن وصول الأردن إلى ذروة موجة جديدة بشكل أكيد، يحتاج للانتظار لأيام قليلة مقبلة… إن انسب الفحوصات الإيجابية، أمس، والتي قاربت 15.4 %، قدمت مؤشرات إيجابية، إلا أنه لا يجب التراخي من قبل المواطنين ولا من قبل الحكومة”.
إلى ذلك، أوضح خبراء إلى دراسات "تؤكد إصابة أكثر من نصف سكان المملكة بالفيروس”، معتبرين أن "انتظار المطاعيم التي لم تصل حتى الآن خطر ينذر بإصابة أعداد كبيرة من المواطنين، لأن الوباء لا ينتظر أن تقوم الدولة بواجبها في تأمين المطاعيم”.
خبير الفيروسات، عضو اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة، الدكتور عزمي محافظة، قال: "يبدو ان هناك سباقا بين الفيروس والمطعوم”، مضيفا ان ترك الباب مفتوحا لموجة ثالثة جديدة "أمر خطير”.
واشار الى ان "اكثر من 50 % من السكان اصيبوا بالفيروس. وعلى الحكومة تطعيم الاعداد المتبقية قبل تموز (يوليو) المقبل، وذلك لمنع انتشار موجة جديدة”.
وتوقع محافظة ان تنخفض اعداد الاصابات من حاجز 50 ألفا اسبوعيا الى اربعين ألفا، وستبدأ أعداد الحالات بالانخفاض خلال الأسابيع المقبلة، مؤكدا أن الأردن وصل لذروة الموجة الثانية، حيث كانت الأسبوع الماضي.
ولفت الى ان على الحكومة "استغلال المدة المتبقية من الموجة التي يتوقع ان تستمر حتى نهاية نيسان (ابريل) المقبل، في تطعيم اكبر عدد ممكن يوميا بحيث لا يقل عدد من يتلقون المطعوم عن 100 الف يوميا وعندها يمكننا السيطرة على الفيروس”، مبينا أن عدد المطعمين بالجرعتين يقل عن 1 % من السكان في حين يقدر عدد من تلقوا الجرعة الثانية 2 % وهي نسب قليلة جدا اذا ما اردنا الاستعداد جيدا لمواجهة الفيروس.
وقال محافظة إن الفيروس من المعروف عنه علميا أنه يدمر نفسه بنفسه في كل موجة، معتبرًا أن ثبات عدد الوفيات اليومي، نتيجة لأن هذه الوفيات كانت قد أدخلت إلى المستشفيات منذ نحو أسبوعين إلى ثلاثة.
وتوقع ثبات أعداد الوفيات عند الأرقام الحالية.
من جهته، قال عضو المركز الوطني لحقوق الانسان، رئيس اللجنة الصحية بالمركز، الدكتور إبراهيم البدور، إن انحسار الاصابات بالفيروس بدأ الاسبوع الحالي، متوقعا ان يستمر الانحسار حتى بداية شهر رمضان المقبل، ويمكن ان يكون الوضع الوبائي مقبولا.
وأوضح ان "نحو 55 % من السكان اصيبوا بالفيروس وان استمرار الذروة للايام المقبلة سيزيد من الاعداد المصابة”.
وأضاف البدور أن "بإلامكان تحقق المناعة المجتمعية خلال الاشهر الاربعة المقبلة اذا ما استطاعت الحكومة تأمين نحو 3 ملايين جرعة لقاح”، مشيرا الى انه "يستوجب تطعيم ما بين 65 %و70 % من السكان لتحقيق المناعة المجتمعية وهي نسبة صعبة التحقيق لضعف توفير اللقاحات وصعوبة اقناع الناس بجدوى المطعوم”.
وبين ان تضارب المعلومات عن اللقاحات بين الخبراء والوبائيين "قد يشكل خطورة على إقناع الناس بالتطعيم وهو امر يتوجب على الحكومة حله خاصة بعد تضارب الآراء خلال الايام الماضية حول مطعوم أسترازينيكا، وكذلك حول جدوى حظر يوم الجمعة، وغيرها من القضايا التي اصبحت مثار خلاف”.
من جانبه، أكد مستشار العلاج الدوائي والأمراض السريرية، الدكتور ضرار بلعاوي، أن الوزارة لا تأخذ الأرقام اليومية وإنما بشكل أسبوعي.
وأشار إلى أنه صحيح أن هناك انخفاضا بالنسبة الإيجابية للإصابات، إلا أن "الصحة” تقرأ هذه النسب بشكل اسبوعي لتحديد المنحنى الوبائي في المملكة.
وأوضح بلعاوي أن، أول من أمس، شهد نسبة أقل بكثير من الأيام التي سبقته، إلا أن هذه النسب والأرقام لا يجب الاعتماد عليها وحدها، وإنما يجب النظر إلى أرقام الإدخالات إلى المستشفيات بالتزامن مع عدد الوفيات، التي هي أرقام ثابتة.
وبين أن الإدخالات وحالات الوفاة، ثابتة النسبة، وهذا يدل على أن الأردن ما يزال في عين الخطر وبائيا، وما يزال الوضع الوبائي بحاجة إلى التنبه بشكب كبير والالتزام الأقصى.
وأضاف بلعاوي أن القراءات تشير إلى نسبة بسيطة جدا من إمكانية الوصول إلى الذروة، وهناك إمكانية أن يكون الأردن قد وصل إلى النسب الاعلى في الإصابات، إلا أن هذه النسب ليست ثابتة ولا تدعو للتهاون.
وشدد على أن المملكة تعيش حاليا في الأسبوع الثامن من الموجة الثانية، وعلميا، ليبدأ المنحنى بالانخفاض، فإنه يحتاج إلى مرور 12 أسبوعا، لافتا إلى أنه وبحسبة أخرى، فإن الموجة الثانية تبدأ بالانحسار تدريجيا بدءا من الأسبوع الأخير من الشهر المقبل.
من ناحيته، قال نقيب الأطباء الأسبق، استشاري الأمراض الباطنية، الدكتور أحمد العرموطي، إن النسب والأرقام اليومية للإصابات غير دقيقة ولا تمثل واقع الحال بالنسبة للوضع الوبائي في المملكة.
وأضاف أنه يجب الاعتماد على المجموع الكلي لأعداد الإصابات بشكل أسبوعي، حتى يتم قياس مدى انتشار الفيروس وكثافة أعداد الإصابات.
وأوضح العرموطي أن أعداد الإصابات اليومية، هي الإصابات التي حدثت في الفترة من 10 أيام ولغاية 15 يوما، وبالتالي فهي أرقام ونسب غير دقيقة ويجب اعتماد المقياس الأسبوعي لمعرفة الوضع الوبائي في الأردن ومدى شدته.
وطالب بضرورة دراسة الأرقام والنسب بشكل صحيح ودقيق، قبل إعلانها للمواطنين، حتى لا يحدث أي سوء فهم أو تناقض فيما يقوله المسؤولين من الأطباء على وسائل الإعلام.
بدوره، قال مساعد أمين عام وزارة الصحة للرعاية الصحية الاولية، الدكتور غازي شركس، ان "من الصعب التأكيد ان 50 % من السكان اصيبوا بالفيروس وتظل مجرد تخمينات”، لافتا الى ان "وزارة الصحة تبذل جهودا كبيرة في تأمين اللقاحات للمواطنين مع الأخذ بعين الاعتبار المفاجآت في السوق العالمي”.
وأضاف أن "القدرة التطعيمية لوزارة الصحة عالية جدا في حال توفر اللقاحات”، معتبرا ان "الموجة الحالية وصلت ذروتها قبل نحو اسبوعين وربما نحتاج 8 اسابيع او اقل كي نصل الى الارقام الطبيعية (منخفضة)”.
وبين شركس انه يمكن ان تكون هناك صعوبات في تأمين اللقاحات خاصة مع اعلان الهند وقف تصدير مطعوم أسترازينيكا، فيما يعتمد على الكميات الثابتة من المطعوم التي تصل عبر شركة فايزر.
وتوقع تأمين كميات كبيرة من المطاعيم الشهر المقبل، الا انه اشار الى ان "من الصعوبة تحديد ارقام او تواريخ لوصول المطاعيم بسبب الطلب العالمي عليها”.
وحول حظر أيام الجمع، وجدواها في تخفيض أعداد الإصابات، أوضح بلعاوي أن الأردن من الدول ذات الاقتصاديات الصغيرة، ولا تحتمل حظرا شاملا لعدة أسابيع، وأن حظر الجمعة إضافة إلى تمديد ساعات الحظر اليومي تساهم ولو بنسبة قليلة في تقليل أعداد الإصابات، مشددا على أن الأهم هو التزام المواطنين.
فيما شدد محافظة على أن الالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة العامة ستساهم في تخفيض النسب الإيجابية للفحوصات، وأن حظر الجمعة، لم يساهم في تقليل أعداد الإصابات أو ثباتها، وإنما زاد من نسبة الإصابات نتيجة تهافت المواطنين على الأسواق كل يوم خميس.
الغد