حركة 24 آذار قبل وبعد !
جفرا نيوز- كتب: فارس الحباشنة
#حركة_24_اذار ولدت عام 2010 ، ومع ولادة الحركات الاحتجاجية تزامنا مع الربيع العربي ، واندلاع الانتفاضات والاحتجاجات الشعبية و الجماهيرية العربية التي انقطلت شرارتها في تونس بعد حادثة حريق البوعزيزي .
الاطار و المرجعية لحركة 24 اذار تجمد و اختفى ، و لربما مات . و بلا شك ان الحركة كانت بمثابة حديقة خلفية لحراكات الاسلام السياسي " الاخوان المسلمين و ملاحقهم .
و اغلب ناشطي الحركة من عناصر الاخوان الجدد ، وتيار الشباب و التجديد ، و من اخوان موالي منظمات المجتمع المدني ، والاخوان الليبرالين ، و النسخ القطرية و التركية من الاخوان الجدد ، ومن تلقوا تعليمهم و افكارهم حول التعددية و الانفتاح و الديمقراطية و العمل السياسي من مناهج و قواميس مرجعيات "قادة اخوان " واشنطن و لندن .
فسرعان ما اختفطوا حركة 24 اذار و استغلوا الجليد و التكلس و الجمود السياسي و حولوا الساحات العامة ومن ابرزها دوار الداخلية و ساحة النخيل و "ساحة الريجينسي "للتعيبر المستتر عن احلام و طموح و جنون وشبق الاخوان الشهواني للسلطة .
و تلك اللحظة التاريخية كان الاخوان بأشد نفوذهم اقليميا ، و يمسكون كراسي الحكم في بلدين عربين : تونس و مصر ، ويراهنون على كسب المعركة في سورية و اسقاط نظام بشار الاسد . و شهية الاخوان مفتوحة لقضم اي نظام سياسي و الوصول الى السلطة ، و تذكرون عبارة القيادي الاخواني علي ابو سكر " نحن جاهزون للحكم .
ومن ذاكرة 24 اذار و احداث دوار الداخلية اذكر ان قياديا اخوانيا بازرا كان يصف الشعارات و عبارات الهتاف ، ويسلمهما الى الناشطين و المحتجين و ينسحب من امام اعين رجال الامن و كاميرات الاعلام والامن ، و لكي لا يتزامن رفع سقف الشعارات مع تواجده في مكان الاعتصام في تلك اللحظة التي يندفع الامن بالعادة بعدها لفك الاحتجاج بالقوة .
و التقيت فيما بعد بالقيادي الاخواني ،و سألته عن دوره السري و الخفي اينذاك ، فقال ببجاحة : ان الحرب خدعة وتكتيك . اجابة تراثية احسسني بان دوار الداخلية غزوة احد وبدر ، وان "الاخر "هم الكفار ، و المحتجين من جماعة الاخوان هم المؤمنون .
حركة 24 اذار صعد على اكتافها ايضا يساريون و سرقوا الفرصة التاريخية لتوسيع الهامش السياسي والديمقراطي ، و فاوضتهم السلطة على عجالة ، ونالوا الغنائم و المكاسب من الدولة . و انقبلوا على خطابهم السياسي و تحولوا من اقصى اليسار الوطني الى اليمين الليبرالي و اليمين السلفي ، واليمين الجديد الموالي للسفارات الاجنبية .
سقطت حركة 24 اذار ، واكثر الافكار المتطرفة و الرديكالية و الشعارات ذات السقف العالي و الرنان انتجها المنقلبون على حركة 24 اذار و الحراك الاردني . و كما يبدو فانهم اصحاب سوابق و نوايا سيئة وكانوا يضمرون موقفا لاجهاض اي حركة لنهوض سياسي اردني .
مصير حركة 24 اذار كان محتوم بالوفاة . والحركة ولدت بلا اب شرعي ، و من مضاجعة غير شرعية . و اصحاب السقوف المرتفعة و الرنانة من اصحاب السوابق و الاجندات انقضوا على السياسة الاردنية و شوهوا الديمقراطية ، واخرجوا التحول التدريجي و السلمي في العملية السياسية و الديمقراطية من حالته السوية الى الفوضوية .
ما حدث مصير محتوم . ولكن ما استغربه الان حالة التجييش و الترعيب من ذكرى 24 اذار ، والخطابان مع وضد . المشهد و الحالة السياسية الاردنية تغييرت جوهريا . و حركة 24 اذار "شاهد قبر" ولدت دون برنامج سياسي واضح .
اعلان موت 24 اذار لا يعني ان السياسة الاردنية في جمود و تكلس . نعم ، فان الحركة انتهت . ولا يعني ذلك ان الاردنيين طلقوا السياسة و كفوا عن المطالبة بحقوقهم السياسية العادلة ،بل العكس أن الاردنيين غير المؤطرين اخوانيا و ليبرالي السفارات لمن يذكر كانوا شديدي الخوف على الاختطاف الدولة و السلطة وسط ما يجري في الاقليم من انتفاضات وثورات ،و احتجاجات ساخنة وملتهبة .
و من يسمون في المعجم الاردني ب" الكتلة الثالثة والحرجة" في السياسة الاردنية . و هم الغاضبون الجدد و الصامتون القدماء من السياسة العامة . و ضحايا سياسات اقتصادية فاجعة ، و شرائح اجتماعية انزاحت نحو الفقر و التهميش و النسيان ، و تدفع ثمن سياسات التضييق على الحريات العامة و التشوهة الذي اصاب العملية الديمقراطية .
وهؤلاء سقف مطالبهم اجتماعية وسياسية : عدالة وحرية وكرامة . والدولة و النظام السياسي خطوط حمراء ، و يعادون من يحاول التطاول عليها .