الأردن بخير يــا صاحـبـــي
جفرا نيوز- د.حازم قشوع
على مدى اكثر من عشر سنوات مازال الاردن ينتقل من تحد جيوسياسي وسياسي الى آخر امني وارهابي ومن ثم يدخل في تحد وبائي خطير طال صحة مواطنيه وضيق معيشتهم وخلف اثارا اقتصادية عميقة جعلته يدخل في مرحلة الركود ويلامس حد الجمود الا ان بوصلة الاردن بقيت واحدة وموحدة، افلا يدل ذلك ان الاردن بخير وعلى الرغم من كل هذه الامواج العاتية الداخلة منها والخارجة مازل قبطان السفينة يقود الاردن باتزان لم
يسجل على قيادته ولو اشارة تشير الى استخدام العنف او يحسب عليها تصرف خارج النص وهي في تواصل دائم مع كل الجهات من اجل تامين سلامة السفينة وسلامة الركاب وتعمل جاهدة من اجل توفير الغذاء واللقاح من على ارضية تجيز للجميع حق المطالبة والتعبير في القول والحركة، افلا يدل هذا المشهد على ان الاردن بخير.
وعلى الرغم من مناخات العنف والارهاب وفقدان الكثير من دول المنطقة لمناخات الاستقرار فيها ومناخات الامن في ربوعها وفقدان غالبية مجتمعات المنطقة انظمتها وسيادتها بل وفقدان البعض منها بعض او كل الجغرافيا السياسية التي كانت تحسب علبها، مازال الاردن يحافظ على حركة ابنائه ولم تنقطع في اجوائه الانتخابات ولا في مناخات المسيرات المؤيدة المعارضة لسياسات الحكومات ومازل يشكل سمة المجتمع الحي المتفاعل، افلا يدل هذا ان الاردن بخير.
وعلى الرغم من انكفاء اغلب المجتمعات العربية على القضايا الوطنية، وتقوقع اغلب مجتمعات المنطقة حول المسائل المحلية الا ان الصوت الاردني بقي ينادي من اجل عروبتها ومكانتها ويعمل من اجل القضية المركزية للامة فيما بقبت القدس تشكل خطا احمر لديه ولدى قيادته وهي تشكل له بوصلة اتجاه وعنوان توجه، افلا يدل ذلك ان الاردن بخير.
وعلى الرغم من محاولة البعض استغلال اجواء الحرب ضد الارهاب والوباء بافساد اداري ومالي في المؤسسات العامة والخاصة، ويخرج جلالة الملك بشجاعة ويعلن على الملأ اماكن الخلل الذي اصاب المؤسسات العامة والخاصة ويقوم بالتوجيه المباشر وانتقاد العمل لدرجة التوبيخ ويقوم بدور المعارضة، افلا يدل هذا ان الاردن بخير.
فالاردن سيكون دائما بخير وسينعم بالرخاء عندما نتصالح مع الذات الوطنية ونعمل جميعا من اجله ومن اجل نمائه على قواعد تقوم لبناء منهجية ديموقراطية تعددية قادرة على تشكيل حكومة برلمانية حزبية تنسجم مع الاوراق الملكية وتكون عاملة على استبدال روافع الوطن من هويات فرعية الى هويات حزبية نتوافق فيها على ارضية وطنية وننهي فيها بعض الاجتهادات الجدلية التي شكلت نتوءات اعاقت حركة الاصلاح السياسي باعتبارها الركن الاساس لبناء اردن المكانة والرسالة، ليكون الاردن دائما للخير عنوانا، الاردن بخير يا صاحبي.