ما الوطن الذي نريده ..ونعيش لأجله


جفرا نيوز: كتب: د. سهام الخفش
عندما نراقب ونتابع ما حدث  لبعض الاقطار العربية  من  حولنا وفي وطننا العربي ،  مهد الحضارات والعلم والرقي والثقافة، من دمار  وخراب وفساد ونهب  وسلب، وافقار ، وجوع، وتخلف، وتشرذم ....!! 
هذه المشاهد المؤلمة والكارثية واللاأخلاقية،  لن ولا نقبل بها مهما كان الثمن . 
لن نقبل العبث في أمننا واستقرار  وطننا .
لا مكان لنا  في أرض الله الواسعة ولا أجمل من الأردن وطنُا آمنا، نختلف معا ، نسب نشتم نهاجم ننتقد نطالب بالإصلاح،  هذه أمور طبيعية وحق لكل مواطن . 
أما أن نحاول خلق فتنة واعتصامات وثورات، ونصب الزيت على النار في وقت عصيب ، من أجل  اجندات خارجية ، فهذا غير مقبول ومرفوض. 
نعم ، لقد طال الإصلاح وانتظرنا كثيرا ، وأصبح مطلبا ضروريا وليس ترفاً اجتماعيا، واستشرى الفساد ، وأفرزت  جائحة كورونا مزيدا من الكوارث والأزمات ، وزادت آلام الناس وأوجاعهم ، ولا أحد ينكر ذلك .. 
ولكن علينا جميعاً  أن نعلم أننا نختلف اختلافاً كلياً عن سائر الدول العربية الأخرى ، والسؤال كيف  ، ولتوضيح مدى الاختلاف ، فهناك عدد من الامور التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار  وهي : 
- معظم رؤساء وقادة الوطن العربي تلوثت أياديهم بدماء شعوبهم او تم زجهم وراء قضبان السجون وتم التفنن بتعذيبهم ، عندما طالبوا بالحرية والاصلاح ، والشواهد كثيرة والسجون ما زالت تحفر في ذاكرتها العديد من اسماء ورموز وطنية وغيرها. 
- يخلوً الأردن من السجون السرية ، والاعتقال التعسفي ، والمقابر الجماعية. فالهاشميون ، على مر التاريخ والعصور ، يشهد لهم  القاصي والداني بطهارة ايديهم..
- لدينا هامش من حرية التعبير والرأي..ولكن البعض قد تجاوز الحد. مع أن رأس الدولة ينادي بالإصلاح ويطلق سلسلة من الأوراق النقاشية لتجسد رؤيته للإصلاح ولحكمه وعلاقته مع شعبه .
- رأس الدولة يحرص دائما على لقاء الشباب والاهتمام بهم ، باعتبارهم رافعة شعبية تسانده في المضي  بالإصلاح نحو مستقبل وأردن مشرق .   
- هناك التفاف شعبي منقطع النظير  حول القيادة الهاشمية ، وفي الأزمات يظهر هذا الالتفاف بأجمل صوره.
- لا بديل ولا بديل عن العائلة الهاشمية  ، وهذا ليس رأيي الشخصي بل رأي كل من  يعيش على أرض الأردن ، وشري من مياهه،  من شتى المنابت والأصول .
- الاردن  رغم امكانياته المحدودة ، تحمل العديد من  الهجرات القسرية؛ مما زاد عليه عبئا تنمويا كبيرا وضغطاً على البنى التحية والمرافق العامة.
- الأردن صمد أمام  الغطرسة الاسرائيلية ، ودافع عن حقوق المسلمين والمسيحيين  والمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس . 
  نعترف بأن  ايامنا ليست كلها قمرا وربيعا، ولسنا على ما يرام ، وكلنا يحلم أن يعيش بوطن يحفظ له كرامته وانسانيته .  
- كلنا يحلم بمسؤولين  على قدر من الكفاءة والمهنيه وأن يوضع الرجل المناسب في المكان للمناسب .
- كلنا يحلم بمؤسسات وطنية ،  تعمل على ارتقاء الخدمات والعمل بروح الفريق والتشاركية ، وترعى مصالح الوطن لا المصالح والمنافع الشخصية .
- كلنا يحلم بمؤسسات وهيئات وحكومات تحترم دور السلطة الرابعة وتعي أهميتها، ونرى خلف القضبان الفاسد وليس صاحب الكلمة والرأي..
- كلنا يحلم بوطن خال من  الفساد والفاسدين والعابثين بمقدراته ، وطن تسودة العدالة الإجتماعية وتكافؤ الفرص .
- نحلم بوطن حر ، ابناؤه  جميعا احرار متساوون في المواطنة والمسؤولية ، ويحمل مستقبلا  مبشرا بالخير لشبابه.  ..
- كلنا نحلم بوطن يحترم  العقول المبدعةً والكفاءات، وأن يوفر بيئة جاذبة لا طاردة لهم .
إن الوطن لم يأت بالصدفة وليس رهنًا للظروف ، ولكنه رهن الانسان ومواقفه وما يبذله من جهد واخلاص  وتفان في عمله، ومن أجله يبذل الغالي والرخيص ، إن الوطن الذي بناه الاجداد بسواعدهم وفي ظل ظروف صعبة وقاسية، لم ولن نفرط به .. 
 كلنا نحلم بأوطان مزدهرة وآمنه وفاعله، تحترم الإنسان والانسانية ..
نتمنى لوطننا الإزدهار والتقدم والسعي بالإصلاح الحقيقي ، واستيعاب شبابه وبناته؛ فهم  ثروته.