وستبقى الكرامة
جفرا نيوز - جهاد المنسي
إنها الكرامة..المعركة والانتصار، الكرامة.. الدحنون عندما يتفتح عنفوان، الكرامة التي التحمت فيها سواعد الجيش والناس فصنعت فجرا مختلفا، وطريقا للانتصار، الكرامة التي كانت اسما ومسمى وعنوانا..
الكرامة التي صادفت ذكراها أمس ويطيب لنا ان نحتفل بِها كل يوم على مدار العام، انها الكرامة التي يحق لنا جميعا ان نحتفل بها، لانها مختلفة، اذ كانت تعبيرا وموقفا وتعاضدا بين جيش وشعب، انها الكرامة عندما وقف جيشنا وشعبنا بكل مقاومته في خندق الدفاع عن الارض والإنسان، الدفاع عن الكرامة، واسترداد العنفوان.
انها الكرامة التي ولدت من ظلال الهزيمة، والتي وضعت حدا للانكسار وفتحت بابا للجميع لكي يعيد ترتيب اوراقه ويقتنع ان التصميم يمكن ان يخلق انتصارا، وان الورد يمكن ان يخرج من بين الصبار.
نعم سادتي، يحق لنا نحن الذين سمعنا وقرأنا وبعضنا عاين الكيان الصهيوني الذي أحتل في العام 1967 الضفة الغربية الجولان وسيناء وغزة، خلال خمسة ايام فقط، نعم لنا الحق، كل الحق ان نحتفل بجيشنا وبكل الاطراف الاخرى التي حققت الكرامة وساعدت وساهمت ودافعت عن الارض، يحق لنا ان نحتفل بالنصر، يحق لنا ان نقول للقائد المرحوم مشهور حديثة الجازي شكرا لأنك كنت البطل في ميادين الوغى، ولأنك عرفت كيف تدير قواتك تجاه النصر، شكرا بحجم الورد لآخرين كان لهم وجود في المعركة ودور، ولا يمكننا ان ننكر دورهم ووجودهم ودفاعهم عن الوطن، فكل من ينكر دورهم جاحد ونحن لسنا جاحدين، شكرا لجيشنا الذي اثبت ان الجيش يمكن ان يعود وينتصر بعد اقل من عام لنكسة حزيران.
قيض لي مرارا بحكم علاقة الصداقة التي ربطتني بابن القائد الميداني لمعركة الكرامة الفريق المرحوم مشهور حديثة الحازي، ابنه الصديق الدكتور عمر الجازي، والذي كنت أزوره في بيته الواقع وقتذاك مقابل مجمع بنك الإسكان، قيض لي ان استمع لقائد المعركة الفريق الجازي، وكم كنت المس وهو يعرج على ذكريات المعركة حجم الفخر في كلماته المتدفقة، والفرح في عينيه مما كانت تنطق به شفتاه، والعز الذي كان يعتمره وهو يتحدث عن الانتصار على كيان صهيوني محتل يريد ان يتوسع، وفرحته وهو يتحدث عن المعركة وتقاصيلها وماذا جرى فيها وكيف تحقق النصر وعادت قوات المحتل خاسرة مدحورة.
نعم، الكرامة فخرنا، ففيها امتزج الدم بالدم، والصبر بالصبر، والعزيمة بالعزيمة والاصرار بالاصرار، فعادت قوات المحتل دون ان تحقق مرادها وارتفعت راية النصر.
فسلام لكل الشهداء الذين سطروا بالدم معاني الكرامة، وسلام لروح البطل مشهور حديثة الجازي ورفاقه في السلاح، ولكل من بقى حاضرا حتى اليوم ليروي للاجيال ان هدف البندقية لم يتغير وان عقيدة الامة واحدة هي مصارعة ذاك الكيان الغاصب، وان وجه الجندي المجهول في ارض الكرامة سيبقى متجها غرب النهر، وستبقى يده تشير للاقصى وان طال الزمن.
ولان الارض التي دافع عنها جنودنا في يوم الكرامة هي عنوان الحب، فلا عجب ان يتوافق يوم الكرامة مع يوم الام حضن الحنان والدفء، فالوطن والام لا يفترقان، فللام من يوم كرامتنا نصيب، فهي التي اعدت وربت وهي التي زرعت وأنشأت وهي التي قدمت الشهيد تلو الشهيد والجندي تلو الجندي والمقاوم تلو المقاوم.
فلأمهاتنا في الاردن وفلسطين تحية حب وتقدير ولكرامتنا في اعناقنا كل الوفاء والحب، ولقدسنا التي تعشقها الافئدة في الاردن عهد بان لا تنازل عنها ولا نفرط بها، ولا عودة عن ولايتنا الهاشمية وان طال الزمن وتكالبت المحن وغير بعضهم طريقه وبوصلته، فنحن ستبقى بوصلتنا معروفة وهدفنا واضح