مقارنات مفصلية بين حكومتي الرزاز والخصاونة في إدارة الجائحة .. الأولى وصفت "بالأزمات" والأخيرة "بالتعديلات "
جفرا نيوز - فرح سمحان
عام على جائحة كورونا يستدعي الوقوف عند المحطات والمفارقات والتغيرات التي حصلت بالأماكن ومواقع الأشخاص ودور كل قطاع على حدة ، وماذا حققنا وانجزنا على مضض من تكرار الأخطاء والعثرات أن وجدت ، وسط تساؤلات عديدة أهمها هل عدنا للمربع الأول ومن يتحمل مسؤولية الحالة الوبائية الحكومة أم المواطن ؟ ، هل ظلمت حكومة الرزاز عندما القي على عاتقها اللوم في جائحة كشفت مواطن الضعف والخلل التي تراكمت بفعل الحكومات المتعاقبة ؟ وماذا عن وعود حكومة الدكتور بشر الخصاونة التي لا نعلم اذا ما كانت ستتحقق بعد مشهد اجتمع فيه ثلاثة رجال لفتح باب مركبة في الوقت الذي تعاني فيه المستشفيات من نقص في الكوادر والأسرة ، فهل بتنا نترحم على أيام الحكومة السابقة تلك التي أطلق عليها "حكومة الأزمات " .
* آذار 2020 نقطة الإنطلاق لمواجهة الجائحة .. هل كان الأساس سليماً ؟
على غرار ما اتخذته الحكومات في كل دول العالم اتجهت حكومة الرزاز في بداية الأزمة للإغلاقات وفرض أمر الدفاع وكان الأمر في بدايته مقبولاً ومتعاطى معه من قبل المواطنين ، حتى بدت تجربة الأردن مثالاً يحتذى به في كبح جماح الجائحة ، وبعد فترة من الوقت بات الوضع رهين الإجراءات الحكومية التي اتخذت جانباً مغايراً بعد حصة من الزمن ، والتي انعكست آثارها على المدى البعيد حتى مر عام لم تبقى فيه الحكاية كما شهدناها وتغيرت البوصلة التي اتخذت منحنى آخر .
* مفارقات وزارية ...
العضايلة والعايد ودودين ...
الناطقين الإعلاميين كانوا حلقة الوصل والربط بين المواطن والدولة ، لكن موضع الخلاف يكمن في كيفية التعامل والتعاطي مع وسائل الإعلام وضبط المعلومة قبل خروجها لتصبح إشاعة ، ناهيك عن التعاون مع الإعلام بكل أشكاله واستخدام سياسة الوضوح والمكاشفة .
معالي أمجد العضايلة من معاصري الجائحة واول من أعلن من خلال إيجاز صحفي عن فرض أمر الدفاع ، كان ذو حضور لافت وكلمة رازنة ومصطلحات تتلائم مع حجم المرحلة .
أما معالي علي العايد فلم نتمكن من رؤية ما كان سيقدمه لو بقي ناطقاً إعلاميا ً حتى لا يحكم عليه بعدم التعاون والتجاوب مع ممثلي السلطة الرابعة ، وكذلك عدم الظهور بالصورة التي تحتاجها المرحلة الحالية من إجابات وافيه وواضحة وعقد لقاءات مستمرة لتوضيح أية ملابسات ، وهذا ما كان مغيباً عن معاليه .
أما معالي المهندس صخر دودين فأثبت من أول يوم أنه مثالاً للناطق الإعلامي المحنك والمتعاون والذي يرصد المعلومة فور خروجها أما لتأكيدها أو حتى نفيها ، واستخدامه بشكل صريح لمبدأ المكاشفة والوضوح الذي يبث الطمأنينة وكذلك ضرورة عدم التراخي من قبل المواطن .
الصحة حجر أساس الازمة ...
بكل موضوعية لايمكن تهميش أو إغفال أي دور قدم من قبل وزارء الصحة خلال الجائحة ، لأنهم أكثر من قدموا وانتقدوا وتعبوا وبادروا في مجابهة ومحاربة هذا الوباء .
معالي الجنرال سعد جابر ترك بصمة واضحة في قلوب كل الأردنيين ربما يعود ذلك لخصوصية المرحلة وتأثر الناس نوعا ما بالعاطفة ، لكن العاملين في القطاع الطبي وجهوا النقد البناء لما قدمه جابر خلال الازمة من تطبيق فعلي لانقاض النظام الصحي من توفير للأسرة والكوادر الطبية وغيره .
معالي نذير عبيدات من الأطباء اللذين تمكنوا وكانوا مؤهلين لإدارة الأزمة في الجانب الصحي وبقوة سواء كمسؤول وناطق للجنة الأوبئة أو حتى كوزير صحة ، معاليه قدم وأعطى اقسى ما لديه خلال الجائحة التي استنزفت الكثير من العمل والجهد وهذا ما كان حاضرا على أرض الواقع من عمل مستشفيات ميدانية وزيادة عدد الأسرة والكوادر الطبية، لكن كما يقال غلطة الشاطر بألف .
العمل هل تم على أكمل وجه ؟
معالي نضال البطاينة خلال الجائحة كان وزيرا نشيطا وناشطاً في آن واحد ، وملم بكل ما يمكنه أن يضمن حق المنشآت والعاملين فيها من نسب الأجور والخصم ، والقطاع الخاص الذي اعطاه اهمية خاصة نظرا لكونه بيئة عمل خصبة للمشادات بين العامل وصاحب العامل ، فكان وزيرا بحجم المرحلة
معن قطامين لا أدري الناشط أم الممثل أم الوزير ، ماذا قدم خلال الفترة الوجيزة التي تسلم فيها وزارة العمل خلاف التصريحات الرنانة والظهور الإعلامي الذي لا يتعدى حيز الفيديوهات التي يبثها ، فلم يتمكن من الفصل ما بين كونه ناشط ناقد ووزيرا لإحدى الوزارت المفصلية في عملها خلال الأزمة .
حصن منيع في إدارة الأزمة ..
سلامة حماد ومازن الفراية المسؤلان اللذان لمع نجمهما وكان لهم نصيب الأسد في ادارة الأزمة من الناحية الأمنية وضبط الوضع بمسؤولية واقتدار ، واضعين أمام اعينهم مصلحة الوطن والمواطن بالدرجة الأولى .
وكما نجح الفراية في ادارة الأزمات قبيل تسلمه وزارة الداخلية ، فتجدر الإشارة الى أن معالي سلامة حماد تمكن من الموائمة ما بين تطبيق أوامر الدفاع بصرامة واقتدار و معالجة ملف الأتوات والمطلوبين أمنياً .
في المحصلة لا يمكن إنكار الدور الهام والكبير الذي قدمته حكومة الدكتور عمر الرزاز خلال الجائحة التي دمرت وأقصت العديد من الدول عن أية نشاطات اقتصادية واجتماعية ، وكانت الأردن حينها مثالا يحتذى به في كبح الجماح ، قد يكون هناك تقصير في بعض القرارات وإدارة الوضع بصورة عامة لكن شئنا أم ابينا هي بالفعل الحكومة التي أدارت الأزمات .