الكورونا معاناة جديدة للأم !

جفرا نيوز/ بقلم: عبير آدم

جائحة كورونا معاناة جديد يضع أوزاره على الام بوصفها ام... تبدأ رحلة المعاناة عندما خص الله حواء في نظام التكاثر بالحمل في بطنها الجنين تسعة اشهر ، وما يرافق ذلك الحمل من مشقة و تعب وألم ، ذلك ان انثى الانسان على خلاف الثديات الاخرى تسير على قدمين وعندما ينمو الجنين في بطنها و كونها تسير على قدمين يشكل لها عائقا في السير ، فيختل سيرها لان البطن يتمدد للامام مما يضطرها ان تقذف بكتفيها ورأسها نحو الخلف ، للمحافظه على التوازن نتيحة الثقل الذي يحدثه نمو الجنين .

 وهذه الاعاقه في الوقوف والسير مصدر تعب شديد لكن الانثى اعتادت الصبر ، وتأتي الولاده وهي مخيفة ولا تنجو منها الا القليلات ، حيث ان الولاده عذاب خلافا للثديات الاخرى ، وبعد الولاده ياتي تعب النفاس وهو مصدر للاكتئاب في انتظار استردادها لقواها وجمالها... ثم ياتي دور الحضانه والذي يستمر عامين من التعب والارضاع والعنايه بالوليد وما يرافقه من فضلات الوليد وتتابعه حتى ينظف وتتكفل بالسهر والرعايه. وهو امر جلل... وفي هذه الاثناء ولطول فترة الحضانه تنشأ الفه تتحول الى ارتباط وجداني بين الطفل والام لن ينقطع بحيث يبقى الوليد وان انصل عنها بولادته القاسيه يسكنها وتصبح ضحيه للمسؤليه عن تربيته وتعليمه ، هو ارتباط مزدوج وجداني وعملي واقعي يتمثل في اعداد الطعام والرعايه والملبس والمنام والفراش وكل ما يتعلق بشان المسكن و هذا يحتاج بذل جهد مضني .

هي عامود المنزل ليل نهار بالإضافه الى الحهد الوجداني الذي يجعل احساسها بالخوف على وليدها امر يحرمها الراحه صباحا ويقلق نومها ليلا فهي دوما مرهقه لا تستكين اضافه الى رعاية الزوج والجهد الذي يبذل هي فدائي سخر نفسه لبناء اسره ، هي طيلة حياتها جهد ينزف في الوقت والجهد الوجداني لا ينتهي بذله حتى ترحل عن هذه الدنيا... وبهذا الوصف طلت علينا كورونا وهي ظلم جديد وثقيل ويتطلب بذل جهدين جهد للوقايه وقاية عائلتها من الوباء والذي يحتاج تعقيم المنزل والادوات والارضيات والملابس بالاضافه لاحتمال اصابتها به وهذا الاحتمال يبعدها عن ضم ابنائها اتقاء لآفه الكورونا ، لكن هذا الاتقاء امر لا تتمناه ويضيف الى همومها  هم  قد يرافقه اكتئاب فهي اللصيقه بأبنائها وفي غيابهم تقلق حتى يعودوا وهذا جهد لا تستنفذه احاسيس القلق من كورونا على ابنائها وزوجها انما يشكل مصدرا للتعب النفسي وهو جهد وجداني يثقل راحتها وسكونها.. لكن عواطفها اعمق واقوى من ان يهزمها او تنال منها الكورونا ، هي عملاق الصبر والسد الذي يهابه الخطر... الكورونا ظلم حل على الام وهي كفيله لما لها من عاطفه وعقل لصده ، وبالإشاره لهذا المشهد المؤلم على أبنائها وزوجها تفهم الصوره ومد يد المساعده لها للتخفيف من جهدها المبذول ، ولإطفاء بعض من هواجس القلق على أبنائها من توقع الخطر... والتقليل من فرص القلق بالالتزام بسبل الوقايه... وبالإهتمام بها بوصفها عامود البيت وركنه العظيم وليس اخرا تكريمها بعيدها هي اساس الحياه الام....