القضاة يكتب: متى وكيف سينتهي كورونا في الاردن
جفرا نيوز - كتب أ.د. مهند القضاة
نعيش في هذا البلد الطيب منذ عام تحت وطأة زائر خبيث داهمنا بدون طلب او استئذان فأدخل الحزن والخوف في كل أسرة أردنية وشل حركة الناس واغلق ابواب الرزق والاقتصاد. حاولت الحكومة والمواطن التخفيف من حدته وتأثيراته السلبية فنجحنا أحياناً وتخبطنا أحياناً اخرى الا ان هذا التخبط كان سمة عالمية لداء هز تقدم البشرية العلمي والمعرفة الطبية .
لا زلنا نسجل في الاْردن اعداد إصابات يومية مرتفعة توحي اننا ما زلنا في ذروه الموجة الجديدة الا ان ثبات إيجابية الفحوصات تدل على قرب وصولنا الى ذروة المنحنى والذي سوف يبدأ في الهبوط التدريجي لكنه وبسبب قمته المرتفعة سيحتاج الى أسابيع للوصول على دلالات نهاية الموجة.
السؤال المهم اليوم هو متى وكيف سوف نخرج من هذا الوباء فلا نشهد موجات او إغلاقات و يعود نمط الحياة الى وضع مستقر.
من الضرورة ان ندرك ان هذا الفيروس عالمي الانتشار والتأثير وأننا كما تأثرنا وبائياً بغيرنا سوف نبقى نتأثر و نُؤثر فهذا الفيروس لا يعرف الوقوف عبر الحدود المصطنعة بين الشعوب فهو لا يحتاج الى جواز سفر او تذكرة طيران ليداهم اَي بلد من جديد.
اصبح من المعروف ان الوصول الى مناعة مجتمعية هي الطريقة الوحيدة لكسر شوكة انتشار هذا الفيروس ووقف موجاته و هذا يتحقق في إعطاء اللقاحات لأكثر من ٧٠٪ من المواطنين . يظن البعض ان أسعار اللقاحات هي العائق للوصول الى هذا الهدف لكن الحقيقة ان القدرة على توفير اللقاحات هي العامل الرئيس في ذلك حيث توزع معظم اللقاحات المصنعة على المواطنين في بلد المنشأ فالخلاص المبكر اليوم هو شعار و طموح كل الحكومات.
الدول المتقدمة والمصنعة للقاح كالولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي تقوم بتطعيم مواطنيها بأعداد يومية قياسية واضعة نهاية الربيع كتاريخ لعودة الحياة الى طبيعتها في حين تقوم دول اخرى صناعية كروسيا والصين والهند بتوفير اللقاح من انتاج محلي لمقاومة الفيروس وقد تحقق نفس الهدف وفي وقت قريب من نهاية الربيع.
في الاْردن تسابق الحكومة الزمن لتوفير اللقاح وتطرق كل باب ممكن لذلك والمواطن اليوم اصبح اكثر إيجابية في التعامل مع موضوع اللقاحات وعليه وإذا ما استمر هذا الجهد فاننا سنكون مقبلين على حملات يومية غير مسبوقة في اعداد اعطاء اللقاحات في منتصف هذا الربيع حيث ستبدأ شركات اللقاحات في توزيع اللقاحات خارج حدود بلد المنشأ وسيكون للاردن لما يمتلكه من رصيد عالمي وانساني حصة كبيرة في ذلك التنافس بين البلدان متوسطة الدخل وحيث ان معظم اللقاحات تحتاج الى جرعتين وبعدها عشرة ايّام من الجرعة الثانية للوصول الى الهدف المطلوب فأننا نسأل الله ان يكون بداية فصل الخريف هو نهاية هذا الوباء محلياً وبداية لعوده الحياة الى طبيعتها في الاْردن .
حتى ذلك التاريخ لا بد من وضع الخطط والاستراتيجيات لتنظيم عودة الحياة وفتح القطاعات بطرق أقتصادية مرنةتخفف من تأثير الأزمة على المواطن ، وعلينا أيضاً ان نتابع التغيرات العالمية المحتملة في سلالة الفيروس ونختار اللقاح الأنسب لذلك ، ولا بد ان نلتزم جميعاً بقواعد التباعد الاجتماعي ونصبر قليلاً حتى نوقف شبح المرض والموت عن احبتنا وأصدقائنا .
كلية الطب: جامعة العلوم و التكنولوجيا الاردنية .