رسائل ملكية صارمة لكسر الفساد وقتل الفتنة وإحقاق الحق وبوصلة للمسؤولين .. فكيف ستنفذ ؟


جفرا نيوز - فرح سمحان

خطابٌ ملكيٌ حمل في طياته رسائل لكل مسؤول وصاحب قرار تاه أو ظل عن عمله ، ولكل فاسد ومقصر استغل مكانه بغير ما هو مطلوب منه ، جلالة الملك في خطابه اليوم وضع النقاط على الحروف المبعثرة التي أعاد جمعها وفق أسس ونهج مدروس لا بد من المعنيين العمل على تطبيقه بحذافيره في وقت بات فيه الخطأ غير مسموح ولن يغتفر ، لكن السؤال كم مسؤول لم تظهر اخطاؤه علناً حتى يأخذ الجزاء اللازم؟ ، وكم فاسد استيقظ ضميره بعد خطاب سيد البلاد الذي كان مليئا ً بالحزن على ما وصلنا له تارة و القوة الحزم والصرامة تارة أخرى كرسائل توجيهية وتحذيرية في مضمونها .

ملف الحالة الوبائية في المملكة كالمعتاد استحوذ على جل اهتمام جلالة الملك في خطابه حينما قارن بين تجربة الأردن في بداية الأزمة وما وصلنا له من خسائر مادية ومعنوية ، فرسالته في هذا المحور اتخذت جانبين الأول امكانية التوجه للحظر الشامل والاغلاق حتى نتفادى المزيد من الخسائر أو عدم التوجه لهذا الخيار والاكتفاء بالالتزام بالتعويل على وعي المواطن حتى يكون ذلك سبيلاً لتعافي الإقتصاد والوضع الوبائي بصورة عامة ، وهذا ما بدا واضحاً في تلميحات المسؤولين عن إمكانية فرض الحظر الشامل الخيار الذي قد يكون ملاذاً أخيراً حال خرجت الأمور عن السيطرة .

وعلى ما يبدو أن جلالة الملك غير متفق بتاتاً مع فكرة أن الفساد والواسطة والمحسوبية باتت ثقافة مجتمع ، إذ أن ما اسست عليه الأردن هو ثقافة الأجداد والآباء تلك التي حصنت الأردن من كل الثغرات والعثرات على مدار السنوات الماضية ، فمن المعيب اعتبار الفساد وغيره من المظاهر السلبية التي تنهش في حضارة ومستقبل الوطن وابناؤه ثقافة وهذا ما أراد جلالته إيصاله في خطاب اليوم .


ومن ثم فإن التطرق لمن يريدون خلق الفتنة في المجتمع اتخذ حيزا من خطاب جلالته ، فهو يعرف حجم الحب والانتماء الذي يكنه ابناء الوطن لوطنهم العزيز ، بالرغم من محاولات خلق الفتن البعيدة تماما عن ثقافة واصالة الأردن والأردنيين ، وهذه إحدى الرسائل الملكية الصريحة لمن يتصيدون في الماء العكر .


أخيرا ، لا يجب أن يقتصر تفسير خطاب الملك على أنه موجه لفئة أو قطاع معين ، بل على العكس تماما ً هو خطاب ٌ شاملُ ونوعيٌ شمل فيه جلالته كافة مكونات واطياف الشعب الاردني ، وكل العاملين سواء في القطاعين العام والخاص بأن يكونوا على قدر من المسؤولية تجاه وطنهم ، وأن يجعلوا فكرة التقصير والأهمال الذي من شأنه الضرر بالغير بعيداً عن حساباتهم ، وهنا كانت رسالة الملك صارمة وشديدة خاصة لمن يعلمون بوجود الفساد والمفسدين ويتغاضون عن ذلك ، أو من يتسلمون مناصب لا تجدر بهم ، فمن كان كذلك فليرحل وهنا مربط الفرس كما يقال في هذا الخطاب الملكي .