ما أحلى الدار والديرة .. حكايات يرويها شيخ البلد

 
جفرا نيوز -حكايات واسرار يرويها شيخ البلد 

 ما زالت النفوس غاضبة على حادثة السلط وهذا طبيعي ومتوقع وهو يعبر عن تعاطف وتكاتف الشعب الأردني في المصائب والكوارث ..ربما نختلف على الكثير من الأمور والقضايا ولكن دائمًا ما توحدنا الفواجع ..متى نصبح لحمة واحدة في الضراء وفي السراء.؟ 
**
أين الخلل ...هل هو في نقص الاوكسجين فقط أم أن الخلل قديم منذ أحيل عطاء بناء مستشفى الحسين في السلط وتم تخفيض الكلفة من 90 مليون إلى 34 مليون بعد ان تم إجراء عدة تعديلات على مواصفات العطاء ومنها تركيب نظام التحكم بالمباني 
BMS(building management system)
حيت يتم ربط نظام الاوكسجين ب ال BMS وهو احدث نظام في العالم والذي بقوم بارسال ملاحظات عن طريق الايميل و المسجات ال sms للقسم المسؤول.

***
أحد الخبراء قال لشيخ البلد لدى وجود غازات مثلًا في المستشفيات هناك نظام تنبيه area alarm و master alarm يوضح لقسم الصيانه و للممرضات مستوى جميع أنواع الغازات و منها الاوكسجين و في حال تدني مستوى الاوكسجين يعطي تنبيه صوتي و مرئي عند قسم الصيانه و عند كاوتنر الممرضات و في كل طابق من المستشفى وذلك من اجل ان يتصل قسم الصيانه بشركة تزويد الاوكسجين وان لم يكن مسؤول الصيانه موجودًا
فتكون الممرضات على علم بالأمر بسبب اللوحه الموجوده بالطوابق مقابل او خلف كاونتر الممرضات والتي تعطي تنبيها صوتيا و مرئيا بشكل واضح و غير منقطع حتى يتم اسكات التنبيه بالضغط على زر ال mute

**
 عند تصميم و تنفيذ اي مستشفى يتوفر خزان رئيسي للأوكسجين  وخزان احتياط ويتم احتساب خزان الاحتياط بان تتم تغطية مدة زمنيه من ٢٤ الى ٤٨ ساعه عند اعطاء شارة التنبيه على النظام.. فكيف كيف كيف نفد الاوكسجين كاملًا دون انتباه  مسؤولي الإدارة والفنيين وقسم الصيانة و وووو و حتى الممضرات والممرضين ...يعني الأمر غير مفهوم حتى الآن.
***
ليس بالضرورة أن تكون هناك مستشفى رئيسي وضخم في كل لواء ومحافظة من المملكة إن وجدت المشافي الضخمة التي تخدم عدة محافظات فهذا ليس خطأ بل يمكن التركيز على رفع كفاءة العدد القليل من المشافي الضخمة وليس بالضرورة ان تتوفر كل الانظمة الحديثة في كل مشفى ولكن يجب ان تكون قدرة المستشفيات الكبرى قادرة على استقبال الحالات كافة من المحافظات الأخرى والمناطق القريبة.

بعد سؤالنا لاحد المختصين حول كمية الاوكسجين التي يحتاجها مريض الكورونا  قال ان استهلاك مريض الكورونا للاكسجين اكثر من الطبيعي فهو صحيح وقد اصدر كتاب تعليمات خاصه بشهر ٤/٢٠٢٠ ملحق لل HTM 22 من بريطانيا و هو الكود المعتمد في الأردن لطريقة احتساب الاوكسجين اللازم للمستشفيات التي تعالج مرضى الكورونا يعني عنصر المفاجاة بنقص الأوكسجين غير مفهوم.


الحقيقة أن الخلل الذي وقع قد يكون إداريًا وليس فقط صحيًا او تقصيرا من الأطباء والكوادر الطبية لكن هذا الخلل يكشف عن خلل مماثل في العديد من المؤسسات والوزارات والدوائر هذا يعني ان عملية إصلاح الجهاز الإداري
تحتاج من الحكومة إلى عمل حثيث وجريء وخطط عمل دؤوبة واستشارات علمية حتى يتم تجاوز الخلل الذي قد لا يكون ظاهرا للعيان مثل حادثة السلط لكن خرابه كبير ومضاعفاته أكبر.

ليس الحل دائمًا في اقالة او استقالة وزير أو  حكومة فالحكومة الحالية او التي سبقتها لم تعين كل هؤلاء الموظفين والإداريين وتحيل كافة العطاءات  وقد لا تتحمل وحدها كل هذه الأخطاء  نعم لا نقول أنها ليست مسؤولة هي مسؤولة ولكن هل توقفنا وسألنا أنفسنا ووزراءنا ونوابنا وشيوخنا ودهاتنا وخبراءنا أين الخلل وأين الخطأ وأين العيوب     لا نقول ذلك لفش غل او غضب احد ولا نجامل أحدًا لكن إذا كان المريض يعاني من ألم ووجع حاد لا تكفي حبة اسبرين للعلاج ربما يحتاج إلى عملية جراحية عاجلة ....كيف أنتم أدرى مني...


اللي بتعين بالواسطة لن يكون حريصُاعلى عمله ووظيفته أما من يصلها بكفاءته وخبرته وتعبه فلن يفرط بها بالساهل يعني زمان قالوا البراطيل خربت جرش واليوم بنقول الوساطات خربت الكثير من القطاعات والكثير من المؤسسات وكثير من الوزارات وكثير من ومن ومن وبلاش نضحك على بعض نحتاج إلى منظومة اخلاقية جديدة لوقف الترهل والخراب والفساد إذا أردنا ان نعيد الأردن إلى مصاف الدول الناجحة إداريًا كما كنا سابقًا حين كان الأردني يفتخر بشهادته التي حصل عليها في المدراس والجامعات الأردنية.... والله الخراب وصل للتعليم وللجامعات ولكل شيء وبلاش نتفاجأ ونضحك على بعض لما انا وانت بنقوم بواسطة وضغوطات حتى يوخذ ابني وابنك حق شخص آخر ولما الواسطة صارت تنعمل كي ياخذ المقصر مكان الناجح والجاهل مكان العالم والغبي مكان الذكي طبعًا راح تخرب البلد وإلا كيف تخرب البلدان وكيف تنهار الحضارات؟ بالفساد والرشوة والواسطة والمحسوبية وهي وصفة نافعة لتحطيم أي مؤسسة ناجحة وأي دائرة ناجحة وأي بلد ناجح ...

دعونا نكون صادقين مع انفسنا وبلاش دائما نحمل الآخرين المسؤولية ...طبعا سهل ان نقول فلان مخطى ومقصر وفاشل اما انا فانا الكفؤ النزيه وصاحب الحق وغيري هو المشكلة...نقد الذات مفقود ...تحمل المسؤولية يحتاج إلى شجاعة ..