اسمع كلامك... أكذبك ! عن الخطاب الرسمي!!


جفرا نيوز - كتب - محمد أبوعمارة

قبل قليل شاهدت واستمعت لبرنامج تم تقديمه على التلفزيون الأردني وكان يتحدث عن إحدى المستشفيات الأردنية .
وتم إجراء مقابلة مع مدير المستشفى ومع أعضاء من الكادرين الطبي والإداري وكم شعرت بالفخر، لا بل شعرت بأننا في المدينة الفاضلة، أو (مايوكلينك) أو المستشفى المثالي فالكلام الذي تحدث به مدير المستشفى وكادره شبه المستشفى بالمدينة الوردية أو مستشفى الأحلام!!!

والمؤلم أنني شخصياً أعرف هذا المستشفى تمام المعرفة وزرته لمرات عديدة وأعرف مدى عدم دقة كلام مديره ولا الفريق الذي تحدث وأعرف مدى تدني الخدمة ومدى عدم توفر أي نوع من أنواع الجودة التي صدحت بها حنجرة مدير المستشفى!!
وبالقياس تباهى مدراء في قطاع آخر وتغنى وزراء بالتعليم عن بُعد وبالمنصات التي ضاهت في جودتها أرقى التعليم في أرقى الدول بينما الواقع المؤلم تعلمونه جميعاً وتعاني منه جميع الأسر الأردنية!!

وبالقياس أيضاً تغنى أحد الوزراء بتشجيع الاستثمار وبإستقطاب المستثمرين بينما الأرقام تدل على هروب عدد مخيف من المستثمرين العرب والمحليين ،وعن كم من الصعوبات التي يعاني منها أي مستثمر تجعله يفرّ من البلد بلا تفكير بالعودة نهائياً... وقس على ذلك الرياضة وكل القطاعات الأخرى!!!
فتزييف الحقائق أصبح (ديدن) الناطقين باسم الوزارات أو المسؤولين!! مما أفقد الخطاب الرسمي الثقة والمصداقية لدى الشارع 

ومما جعل حجم المصائب أكبر وأكبر... فإلى متى سنبقى نزيف الحقائق ونجمل القبيح لنتفاجئ بمصائب لا يمكن علاجها أو بمصائب غير متوقعة، فما ذنب شهداء مستشفى السلط!! وما ذنب عائلاتهم أوليس من الأفضل لوتمت المصارحة والمكاشفة بوجود خلل فني!! لأمكن علاج ذلك الخلل قبل أن ندفع ضريبته كل هذا العدد من الشهداء!! 
والطريق الصحراوي ليس ببعيد الذي أفقدنا المئات من الشهداء بسبب إهمال هذا أو تلك!!

وأذكر هنا قول الفاروق: ويلك يا عمر، لو تعثرت دابّة في العراق لسألني الله عنها؛ لِمَ لَمْ تمهد لها الطريق يا عمر!!
وللحديث بقية وغصة في القلب.....