القدس جوهرة الأرض في وجدان الملك وولي عهده

جفرا نيوز -  جهاد أحمد مساعده
 
الحمدُ للهِ الذي ولَّى الأردن لسليلِ الشرفِ، وقيضَ لنصرةِ هذه الأمة ملوكًا اتفقَ عليهمُ مَنِ اختلف، من بني هاشمٍ الكرامِ خيرُ خلفٍ لخيرِ سلفٍ.
 
فحقٌّ علينَا تقديمُ ذكرهِم، ومنْ حقِّهم أنْ يغدوَ القلمُ مسطرًا لمناقبِهم وحميد سيرهم، من سعى منهم أضحى للمجد متقدمًا، فبدتِ المكرماتُ في أيديهم زندًا ومعصمًا، ومن حاولَ استباحةَ الوطنِ كانت سيوفهم عليه نارًا وحممًا.
 
أما بعد، فأنتم يا بني صهيون ويا معشر يهود: القدس وما أدراكم ما القدس، القدس جوهرة الأرض في وجدان بني هاشم وضميرهم.
 
يا بني صهيون ويا معشر يهود: اسْمَعُوا وَعَوا، مَن عَاشَ منكم مَات، وَمَن مَاتَ منكم فَات، وَكُلُّ تحذيرٍ لكم هُوَ آتٍ ثم آت... وإِنَّ لكم في كتاب السَّمَاءِ لَخَبَرا، ولمن سبقوكم على الأرضِ لَعِبَرا، مَا بَاْلَكم تفسدون في الأرض وَلاَ تصلحون؟! أيْنَ آباؤكم
 وأجْدَادُكم؟، وأيْنَ الفَرَاعِنَةُ الشِّدَادُ الذين ذبَّحوا أَبْنَاءَكُمْ واَسْتَحْيُوا نِسَاءَكُمْ؟، أَلَمْ يَكُوْنُوا أكْثَر مِنْكُم قوة وأغنى مَالاً، وأطولَ أعمارًا؟ أيْنَ هم؟ فقد أَناخَ عليهم الدهْرُ بِكَلْكَلِه، ومزَّقَهم بتطاوُلِه... بني صهيون: إنكم لتأتون اليوم من الأمر منكراً، وإن ما قمتم به من تصرفات رَعْنَاء ومارقة غافلة فاسقة، تدفعكم نحو الخراب والدمار، وسوء الأحوال والبوار.
 
إن مواقف بني هاشم للقدس لا تحتمل القسمة على اثنين، إما سلام عادل، وإما انزلاق المنطقة نحو أتون ذو نِيرَيْن.
إن ما فعلتموه اتجاه فارس بني هاشم فإنما يدل على أن الجهالة الجهلاء بكم محكمة، والضلالة العمياء بكم مستحكمة، فكل ما يصرح به سفهاؤكم يصفق له حكماؤكم، أليس هذا من الأمور الجسام، ألا يوجد فيكم عُقلاء يمنعون الطُغاة عن دلج الليل، أم أن حكماءكم قد اتبعوا سفهاءكم.
 
يا معشر يهود: اسْمَعُوا وَعَوا إن موقف الحسين ابن عبد الله الثاني -أعزهما الله وأبقاهما-. إنما هي صرخة لنصرة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، صرخة يدعمها الشعب الأردني بأطيافه كافة، فلا يغرنكم قوتكم وتطرفكم وتغطرسكم، فإن يوم الكرامة ليس عنكم ببعيد، يوم الكرامة يوم التقى الجمعان فكان يوم النصر والشهادة للأردنيين، ويوم الذل لكم ولجحافل الشيطان.
 
موقف ولي العهد يدل على إن قضية القدس قضية شخصية، ورعاية المقدسات لا مساومة فيها
 
وإن مواقف الهاشميين لم تتغير أو تتبدل تجاه فلسطين والقدس الشريف، مواقف سطرها التاريخ، فتلك أسوار القدس شاهدة على تضحياتهم العظيمة، وعتبات المسجد الأقصى ما زالت تفوح منها دم الشهادة للملك المؤسس دم معطر بالمسك والعنبر.
 
القدس جوهرة الأرض في وجدان الملك وولي عهده- حفظهما الله-، وهبة السماء للأرض، فكل فلسطين مجد تليد في قلوب الهاشميين، عاهدوا الله أن يبقوا على العهد والوعد، محافظين وحافظين لأمتهم وحاملين لرسالة الثورة العربية، مدافعين عن قضايا الأمة.
 
يا بني صهيون أليس من بينكم رجل رشيد يردع السفهاء منكم، أم أنتم إلى حتفكم تُهرعون، فارتقبوا إنا مرتقبون.