الحصول على اللقاح ليس أمرًا سهلاً

جفرا نيوز -كتب الدكتور فايز أبو حميدان


 إنني لست بالمدافع عن سياسة الحكومة ولكن ما لفت نظري نقص المعرفة حول كيفية تطوير العقاقير والمطاعيم وكيفية تسويقها والحصول عليها، رغم  أنني متأكد بأنه لا يوجد في الأردن مشكلة بعدالــــة توزيع اللقاح.

ان انتاج لقاح مضاد لفيروس الكورونا هذا العام كان من أعظم الإنجازات الطبية منذ عشرات السنين وذلك للسرعة الفائقة في اكتشاف المطعوم وتصنيعه وفي إجراء الدراسات الطبية وتحليلها ، كما انه ولأول مرة في التاريخ يتم انتاج لقاح بطرق الهندسة الوراثية ، ولا ننسى ان الكثير من الدول وخاصة أمريكا ألمانيا بريطانيا والوحدة الأوروبية روسيا والصين وبعض المنظمات الإنسانية قد قدمت المئات من المليارات من أجل انتاج هذا المطعوم بسبب الظروف الصحية والاقتصادية الصعبة حول العالم ولم تحصل هذه الدول على نصيب الأسد من المطعوم رغم ذلك. 

ان مسألة انتاج المطعوم وتصنيعه وتوزيعه تتطلب تعاون وجهد عالمي مضاعف واستثنائي لم يكن له مثال سابق ، كما ان الصراع العالمي في الحصول على المطعوم كان كبيراً ، فمن الناحية العلمية يعتبر تطعيم 70% من سكان الكرة الأرضية ضروري للقضاء على الفيروس وهذا يتطلب اكثر من 12 مليار جرعة والذي يعتبر تحدي للإنسانية وليس هناك فائدة من تطعيم بعض الدول وترك أخرى ، فحركة الناس واختلاطهم في العصر الحديث سهلة وسريعة ولن نستطيع القضاء على الفيروس إلا اذا تم تطعيم كامل سكان الأرض وهنا يكمن السر في الابتعاد عن الانانية وتسخير المقدرات المالية في الدول الغنية لهذا الغرض وللتضامن الإنساني عامل حاسم هنـــا .

 أما فيما يخص موضوع اللاجئين فنحن في الأردن خليط شعبي أردني فلسطيني عراقي لبناني سوري مصري شركسي وشيشاني لا نفرق بين أحد وكلنا مواطنين في هذا البلد والسمات التي يتمتع بها الأردنيون من النخوة والشهامة الاردنية في احتواء ونجدة المحتاجين معروفة للجميع كما ان قيادة هذا البلد كانت دائماً سباقة في إعانة اللاجئين واحتوائهم ودمجهم في النسيج الاجتماعي . 

لقد حصلت بعض الدول على المطعوم قبل الأردن وبكميات ربما أكثر وهذا يعود لأسباب كثيرة سأتطرق لمثالين فقط : الأول هو حصول الحكومة الإسرائيلية على 10 مليون جرعة وذلك لأسباب سياسية وأكاديمية منها مشاركة إسرائيل في عملية البحث العلمي واجراء التجارب على مواطنيها وتسخير كافة المعلومات عنهم لشركات الادوية وهناك انتقادات كثيرة وُجِهَت لها من قبل مواطنيها لتصرف الحكومة دون موافقتهم على ذلك ، والثاني الامارات العربية  المتحدة كان لها ايضاً مساهمة مالية كبرى في تطوير اللقاح الصيني كما انها شاركت في التجارب السريرية في الوقت الذي ضجت به مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن بالإشاعات والاخبار المغلوطة والمعلومات المزيفة بشأن اللقاح والتي تم تداولها  بقصد التشكيك بفعالية اللقاح وتبعث المخاوف حول مضاعفاته الحالية والمستقبلية والتي كانت متشائمة للغاية . 

نجد ان البعض للأسف سريع الانتقاد وبطيء المدح ، فالحكومات الأردنية كانت مثالاً يحتذى به عالمياً في مقاومة هذا الفيروس خلال الأشهر الماضية وبالإمكانيات المتاحة فلا يوجد ضرورة لجلد الذات .