تقرير صادم.. مسؤولون حذروا في 2018 من علاقة مختبر ووهان بفيروس كورونا

جفرا نيوز- في الوقت الذي ما زالت الجهود مستمرة للبحث عن أصل فيروس كورونا واستمرار اللغز حوله بالرغم من  مرور أكثر من عام على تفشي الجائحة، تنكشف يوما بعد وم تسريبات ومعلومات تتعلق بمسار الفيروس الذي خرج من مدينة ووهان الصينية.

وفي جديد منشأ الوباء الذي أصاب الملايين، نبه مسؤولون أمريكيون في سفارة بكين في أواخر 2017 واشنطن، إلى أن علماء مختبر ووهان لعلم فيروسات الخفافيش أبلغوا عن "نقص خطير في الفنيين والمحققين المدربين تدريباً مناسباً لتشغيل المختبر بأمان"، مشيرين أنه تم تجاهل برقيتهم السرية، وفق ما كشفت صحيفة "بوليتيكو".

كما عبروا عن صدمتهم عندما سمعوا علماء معهد ووهان، يخبرونهم أنهم ليس لديهم ما يكفي من الفنيين المدربين بشكل صحيح لتشغيل المختبر بأمان، مطالبين بمزيد من الدعم ليعمل المختبر ضمن أعلى المعايير.

وكتب الدبلوماسيون الأمريكيون برقيتين إلى واشنطن حول زياراتهم لمختبر ووهان، مطالبين ببذل المزيد لمساعدة المختبر على تلبية أعلى معايير السلامة، كما حذروا من أن باحثي المعهد اكتشفوا أن فيروسات كورونا في الخفافيش يمكن أن تصيب الخلايا البشرية بسهولة.

دليل لدى المخابرات الأمريكية

هذا وكشف تقرير الصحيفة، أن وزارة الخارجية الأمريكية أثناء إدارة الرئيس دونالد ترمب أصدرت بيانا يتضمن معلومات جدية حول أصول الجائحة.

وقال البيان إن هناك دليلا لدى الاستخبارات الأمريكية يؤكد أن العديد من الباحثين في معهد "ووهان" أصيبوا بأعراض تشبه كوفيد 19 في خريف 2019 ، مما يعني أن الحكومة الصينية قد أخفت معلومات مهمة حول تفشي المرض لعدة أشهر.

وفي ربيع 2020، بدأ بعض المسؤولين الأمريكيين في رؤية وجمع أدلة على نظرية مختلفة، وربما أكثر إثارة للقلق - مفادها أن تفشي المرض كان له صلة بأحد المختبرات في ووهان المختصة في أبحاث حول فيروسات الخفافيش.

كما أشارت وزارة الخارجية إلى أن الحكومة الصينية تسترت على مشاريع بحثية سرية قام بها معهد ووهان مع الجيش الصيني، مؤكداً أن "بكين تواصل اليوم حجب المعلومات الحيوية التي يحتاجها العلماء لحماية العالم من هذا الفيروس القاتل، وتحوراته القادمة".

ولفتت إلى أن وجود مجموعة فيروسات خطيرة يتم دراستها في مختبر يفتقر لمعايير أمان عالية، قد تكون جرس تحذير حول أزمة صحية عامة محتملة قد تضرب الدول.

وقال مسؤول أمريكي: "كانت البرقية طلقة تحذير، كانوا يتوسلون من الناس أن ينتبهوا لما يحدث قبل فوات الأوان".

إلى ذلك، أكد مسؤول آخر أن "الحكومة الأمريكية تعتقد أن الفيروس تسرب من مختبر ووهان، ولم ينتقل من الحيوان للإنسان في سوق المأكولات البحرية في ووهان أو بعض الأماكن الطبيعية، كما ادعت الحكومة الصينية.

هذا وكانت بكين أعلنت في بداية الأزمة أن الوباء انتشر من سوق المأكولات البحرية في ووهان، ليظهر ضعف الرواية خلال أواخر الشتاء الماضي، كما اعترفت المراكز الصينية لمكافحة الأمراض بأن ليس لديها أي فكرة عن كيفية بدء تفشي المرض، لتتحول الأزمة إلى قضية عالمية.

التستر على الوباء

ومع انتشار الوباء في جميع أنحاء العالم، زاد الجدل الحكومي الداخلي في واشنطن حول ما إذا كان ينبغي على الولايات المتحدة نشر المزيد من المعلومات حول ما تعرفه عن المختبر وعلاقته المحتملة بتفشي المرض.

واتهمت الخارجية الأمريكية الصين بالتستر على أصل الوباء. وقال وزير الخارجيّة مايك بومبيو إن أمراضا مشابهة لكوفيد-19 كانت منتشرة بالفعل في خريف العام 2019 بين موظفي معهد ووهان.

كما دعا بومبيو فريق منظمة الصحة العالمية إلى "الضغط على حكومة الصين" بشأن هذه "المعلومات الجديدة". واعتبر أن هذه المعلومات تتناقض مع الادعاءات بأنّ أيًا من موظّفي المعهد لم يُصب بكوفيد-19 أو بفيروس مشابه.

إلى ذلك، رأى أن "بكين تواصل حجب معلومات حيوية يحتاجها العلماء لحماية العالم من هذا الفيروس القاتل" وما قد يأتي بعده.

يأتي ذلك قبل أيام قليلة من نشر تقرير التحقيق في أصل كورونا في الصين في 14 أو 15 آذار الجاري، وفق ما أعلنته منظمة الصحة العالمية.

وكان 26 عالماً من دول عدة، طالبوا منظمة الصحة العالمية بإطلاق تحقيق جديد حول فيروس كورونا بعد الإعلان عن تراجع في نشر التقرير حول نتائج التحقيق في أصل الوباء، وفق صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.

وأكد هؤلاء العلماء أن زيارة فريق الصحة العالمية لووهان لم تسفر عن نتائج، معتبرين أن جهود الصحة العالمية ليست مفصلية وشفافة حتى الآن.

ونقلت الصحيفة عن رئيس فريق الصحة العالمية أن المنظمة تخطط لنشر خلاصة نتائج التحقيقات مع التقرير النهائي في الأسابيع المقبلة.

يشار إلى أن فريق المحققين، الذي تقوده منظمة الصحة العالمية، كان وصل أوائل شباط الجاري إلى منشأة للطب البيطري في مدينة ووهان في وسط الصين بحثا عن أدلة بشأن منشأ جائحة كوفيد-19.

وطلب الفريق "بيانات مفصلة" وخططا للحديث مع الأطباء الذين تعاملوا مع المرض وعدد من أوائل المرضى الذين تعافوا من كورونا.