لا تمشي في الأرض مرحا يا عون ... فلست كوصفي !!

جفرا نيوز - كتـب محمد ساهر الطراونه

بعيدا عن اي نوع من المديح الذي تعودنا ان نكتبه بـ "وصفي" وبعيدا عن اي حسد او ضيق عين قد نصيب به "عـون" لكن في علم المقارنة تكون دائما الصورة خير برهان على اكتشاف الفروق المرئية و المشاهدة بالعين المجردة ليستطيع الباحث او المشاهد اكتشافها فيما بعد , اما هذه الصورة فقد اخترقت القاعدة لتحصل على نصيب الأسد في الفروق المعنوية والوجدانية للشارع الأردني...

 

اما شرح الصورة كما يراه المواطن الأردني فنبدأه من اليمين ونسأل الله تعالى ان يكون صاحبها من أهل اليمين , الشهيد وصفي التل رئيس وزراء الأردن عام 1962 وأستشهد في القاهرة عام 1971.

 

تسع سنوات كانت كافية ليثبت الرجل مكانته في الساحة الوطنية فرأينا وصفي جنديا يقف في الخندق يحارب كل من كان يحاول ان يصوب بندقيته على سيادة و أرض الوطن متصديا له بصدر عار الا من الايمان بالاردن وعار  من واقيات الرصاص ولم يكن يرضى الا ان يكون بالصفوف الأولى في المعركة, ذاهبا الى الموت بقدميه من دون عودة فأبا "وصفي" الا ان يكون ذاك البدوي الأردني الذي لا يخشى التهديد ويقابل العدو حتى لو كان على بعد امتار منه فقد أمن هذا الرجل بمقولة أردنية"المنية ولا الدنية"

اما اذا تحدثنا عن وصفي السياسي فلم يكن يذكر لقب السياسي في عصره الا عليه لأنه كان مدرسة لا يخرج منه الا أجندات وطنية خالصة يتفرع منها الأيمان بالله تعالى و حب الوطن و الأخلاص للأرض ودعم المواطن بكل ما أوتي من قوة .

 

عشق العمل الميداني فكان يرتدي "الفوتيك" ويملئ غليونه ليسقط حشوته بين كفيه ليبدأ بضرب الأرض بيد من حديد

فزرعها و شيد مبان في أرض أستحال ان يصل لها الماء ليتغلب على كلمة "مستحيل" ويحذفها من قاموسه تاركا لها معنى واحد .. مستحيل ان يضام الأردني.

 

حتى لو تجرأنا ان نفكر مقارنته بغيره من رؤساء الوزراء الذين مروا على التاريخ السياسي الأردني او حتى القادمون فيما بعد فلا بد لنا ان نتأمل في سطور هذه القصة والتي تضع حدا لهذه المقارنة فخلال لقاء الشهيد وصفي التل مع السفير الأمريكي بعمان  قال السفير موجهاً كلامه إلى وصفي:إن الشعب الأردني شعب كسول... فسأله وصفي: كيف؟ أجاب السفير:أستطيع أن أجوعه بكتاب أوعز فيه بوقف المساعدات الأمريكية من القمح للأردن.

 

بقي كلام السفير يطارد وصفي.. من هو حتى يهدد بتجويع الأردنيين! استفز هذا الطرح الشهيد وصفي التل فرد على السفير: افعل ما تراه، إن الشعب الأردني لن يجوع بإذن الله ابداً,ليذهب وصفي إلى الملك حسين - طيب الله ثراه – ويروى له قصته مع السفير.. وأردف قائلاً: إني سأعلمه درساً عن حقيقة الشعب الأردني.

 

اتصل وصفي بالمسؤولين السوريين وطلب منهم قمحاً لزراعته في الأردن..فاستجابوا لطلبه لأنهم كانوا يعرفوا من  هو وصفي وأنه لم يطلب الا ليعلم الغرب درسا.

 

ثم بدأ بجولة على أنحاء البلاد بدأها بمحافظة معان طالبا اهلها بحراثة الأرض وزراعتها بالقمح وتكديسه بالمخازن والمستودعات ليفيض نتاج الأرض على السوق الأردني المحلي.

 

هذا الرجل هو الذي على يمين الصورة يدخل باب رئاسة الوزراء سيرا على الأقدام من دون حرس او خدم و حشم يحمل في حقيبته بعض الديون المتراكمه عليه من دائرة الأقراض الزراعي لأنه اشترى "تراكتور" و بذار لمجموعة من الفلاحين وفي قلبه يحمل قدسا خاليا من الأستعمار وفي وجدانه يعلن ان عمان هانوي العرب فلله درك يا خال عمار و ابا مصطفى وأخا علياء.

 

اما من في شمال الصورة ونسأل الله ان لا يكون من اهل الشمال هو دولة عون الخصاونه يلتف من حوله حرسه ليأمنوا له الحماية و الراحة وأخر يحمل له المظلة وأخر يحمل له الحقيبة وسائق يغلق الباب من خلفه متوجها الى رئاسة الوزراء ليقابل مندوبي البنك الدولي ليطلب المساعدة و تقديم المنح للأردن.

 

تاركا خلفه أعتصامات و أضرابات المعلمين و الممرضين وأصحاب المحال التجارية التي شلت حركة البلاد نتيجة لعدم الأستماع وتلبية مطالبهم والتي تقتصر فقط على العدالة !!!!!

 

أعذرني أيها القاضي فرغم كل ما تحمله من شهادات وخبرات أهلتك أن تحكم بين الدول و تفرض العقوبات عليها وتحدد مصيرها بعلمك و حنكتك الا ان "أعـراف" وصــفي تفوقت عليك بكثير.