كيف يصنّع عبث الرسمي الجديد معارضيه؟.. تبدلات في خريطة الموالاة والمعارضة

جفرا نيوز- كتب :إبراهيم قبيلات
من منا يمتلك سر الوصفة الرسمية في صناعة المعارضة الأردنية الداخلية؟، ومن يعرف المقادير الدقيقة لإنتاج طبخة حارة بنكهتها المعارضة؟، ومن يعرف أيضاً في أي المطابخ يضعون طنجرة ضغطهم؟ وعلى أية درجة حرارة يتركونها تحترق؟..كل ما نعرفه ونراه يقيناً هو خلق "أجنة" من معارضة ثم زرعها في أرحام متعددة.
نستطيع أن نفهم مشاكسة بعض الوزراء ممن يخرجون من رئتي الرابع وعينهم على المزيد من المنافع، ونستطيع أن نفهم كذلك مشاكسة الحالمين والطامحين بالسلطة، لكننا لا نفهم انزياح كتلة كبيرة من الناس إلى خطاب المعارضة والغضب إلا في سياق واحد وحيد، هو سياق غياب العدالة الاجتماعية والإمعان في شيطنة الناس وتذويبهم على نار من فقر وجوع وبطالة.

على مقربة من هذا يقول الكاتب والروائي الأردني طاهر العدوان، لم يشهد الاردن من قبل ما يشهده اليوم من اتساع المعارضة الشعبية للحكومات ولنهج الحكم.

العدوان قطعاً لا يقصد احزاب وزارة التنمية السياسية إنما يقصد انتشار الخطاب المعارض بين أجيال الاردنيين ، من المتقاعدين الى الشباب، الى معارضة الخارج التي يتابعها الالاف، مقابل إمعان رسمي يشبه العناد المتعمد في التمادي بالنهج القائم، البعيد عن الاصلاح، نهج يوسع رقعة هذه المعارضة وينشر الغضب بين الاردنيين".

السؤال هنا، لم يجتهد الرسمي الجديد في اغتيال أشخاصه بهذه الطريقة الفجة، ويعمل كل ما يلزم ليحشر الناس في مربعات المعارضة؟

العدوان الذي خبر الحكومات، عبر مواقع متعددة، حذر في تغريدة يمكن وصفها بالخطيرة، وهو يقول إن "الرسمي" يعمل بإمعان عنيد في توسيع رقعة المعارضة.

الجديد في شكل وجوهر المعارضة الأردنية تنوّعها، ووصولها إلى خلايا كثيرة في جسد مجتمع ظن الرسمي أن ولاءه ثابت ولا يتغير.

ما يدعو الى الحيرة هو أنك تشعر بان هناك جهدا رسميا واعيا لتصنّع معارضين للدولة على يد "الرسميين الجدد" أنفسهم، وكلما امتدت الأيام كلما اتسعت الرقعة، وزادت طاحونة الرسمي في انتاج معارضيه، فلم؟.

صحيح أن أن الدولة نجحت في تدجين المعارضة التقليدية، من أحزاب وجماعات، لكن هناك فئة معارضة كانت حتى وقت قريب في حضن الدولة، وتعرف جيداً ما يزعجها، أو دعونا نقول إنها الى الان ما زالت تجلس في حضن الرسمي، سوى أنها وهي تجلس تعمل على الكيد له، ربما بسبب ما تلقته من صفعات على خدها مرة بعد أخرى وقد يكون بسبب تحسين شورط التفاوض وتوسيع دائرة المنافع والامتيازات.

خريطة الموالاة والمعارضة في الأردن اليوم بحاجة الى إعادة دراسة فلا المعارضة بقيت معارضة ولا الموالاة استمرت في موالاتها، وهذا امر في غاية الفوضى، وبحاجة الى وقفة أشد ملاحظة من الوقفات الاقتصادية والسياسية.

نحن نتحدث عن أعمدة الأردن السياسية والاجتماعية، والأعراف التي تنفّسها الأردنيون على مدى سنوات طويلة، أعراف لم تعد أعرافاً، وهذا ما يدعونا الى القلق.

فإلى متى سيسمح للرسمي الجديد بهذا العبث؟