صقر باض في القصر أمس العصر وطار قبل الظهر!!

جفرا نيوز - كتب ابراهيم عبدالمجيد القيسي.

*(اعتبروا المقالة تسحيجا للحكومة المهضومة).
*(استقالة د القطامين لو جاءت قبل حلفه لليمين لكانت منطقية بالنسبة لي ولما كتبت منتقدا).
*وفق ما يطرحه القطامين من وجهة نظر استثمارية، وهذا من حقه ومن حق اي اردني طبعا، فهو يريد ان يكون رئيس وزراء لتنفيذها أو (ببطل).
وبعد..
قد يعبر عن الأسى والأسف معا، اتحدث عن الأردني الذي لا تعجبه الطريقة الجديدة في تشكيل الحكومات، وقد سمعنا وقرأنا وشاهدنا الكثير من هذه المشاعر، بعضها يتحدث عن شاب غاضب، كان يتدافع مع الشرطة في اعتصام، فتعرض ل(فشخة)، وسال دمه، فإذا به وزيرا مهما في الحكومة، يتحكم بحركة الاردنيين وسكناتهم وخبزهم ومائهم وهوائهم، ولا رجل تدب على الأرض إلا بتصريح اليكتروني منه!.

وشاهدنا كذلك شخصا كالدكتور معن القطامين، الذي يسمي نفسه صقر الجبل، و(يغقغق) على السوشال ميديا بفيديوهات ذات مؤثرات رقمية وانفوجرافيك عالي الجودة، مقارنة بفيديوهات تخرج من طيور وشخصيات أخرى، فتحصد زوابع مكررة من الدهشة الميكانيكية المتطايرة (لايكات)، والتي تشبه صرير ماكنة فقدت (برغي)، فنسمع نفس الصوت يصدر عنها كل مرة، ومع كل دورة لمحركها... شاهدنا معن بدوره يصبح وزيرا، وثمة أيضا مظاهر أخرى من التوزير، أرست في ذهن الناس قناعة بأن (الحكومات بتروح وبتجي) والمهم الصحة..
فالحكومات ليست مقدسة ولا هي منزلة بكتاب مبين، وهذه في الحقيقة، إيجابية كبيرة لو أنصفنا التقدير وفق هذه الطريقة في تشكيل الحكومات، فالوزير، هو مجرد موظف سياسي، قد يتخلى عن موقعه حين يشعر بأنه لا يمكنه تقديم شيء مهم.

في قصة توزير معن القطامين، بل قبلها، كان لي تحفظات على الفيديوهات المحدودة التي كانت تصلني من أصدقاء على هاتفي، حيث يمكنني كصحفي وكاتب مقالة ومتابع للشأن العام، أن أميز الخطاب (الغقغقة) الذي يقدمه متحدث الى الرأي العام، وبسبب مهنتي وخبرتي المتواضعة، أستطيع تمييز فنون التحصيل أو التأثير، أو إن شئتم المزايدة والابتزاز، وسائر ضروب التجارة وطلب الشعبويات ثم بلوغ الراتب العالي و(الهيلمان)، فالإمارة، وكله على حساب القضايا والشؤون العامة، ومعارضة الحكومات والمؤسسات الرسمية.

حيث كنت مثلا، أشاهد بعض الأرقام التي يذكرها فيديو ما ل"صقر الجبل"، يتحدث عن إحصائية ما أو عن ارقام مالية ..الخ، وألحظ الخطأ المقصود، من خلال ذكر رقم قديم او غير رسمي، والتحدث عنه باعتباره حقيقة دامغة، علاوة على توجيه النقد باتجاه ما، لا أملك بعده إلا أن أصنف الصقر او البلبل بأنه يغرد طلبا لوزارة او غيرها، وهذا حق مشروع للجميع، ولا غبار سياسيا على هذا الأسلوب من المعارضة لتنفيذ برنامج حزبي او حتى شخصي (في بلد ال٥٠ او المليون حزب ع الورق).

حين جاء د معن وزيرا، كتبت وتحدثت في كل مرة، بأنه لن يلبث طويلا، وسوف يستقيل بالطريقة نفسها التي دخل الحكومة بها، وهي عدم الخروج بخسائر (شعبوية)، بل على العكس الخروج بطريقة استعراضية، كمقدمة لوجبات لاحقة من الشعبويات، ومن المزايدة على الحكومات وطرق تشكيلها، ومدى صدقيتها في رعاية الشأن العام، بل إنني قلت بأن الرجل لن يثبت هناك في الدوار (السابع) لمدة تزيد عن ٣ شهور، ويبدو أن ما جعله يزيد المدة قليلا هو الحسد، حيث حسدني ان يصدق تكهني بمفارقته للحكومة...
ليش يا دكتور تطلعني ما بعرف اتوقع وأحلل؟..(يعني لويش هالمحسدانية!).

الغريب في الموضوع أن الصقر، وللمرة الثانية، (يحلف) أمام صاحب الجلالة بأنه سيقوم بالواجبات الموكولة إليه (خير قيام)، وهي العبارة الوحيدة في القسم الدستوري، التي تعتمد على الالتزام من قبل الوزير، لأننا كلنا نخلص للملك ونحافظ على الدستور ونخدم الأمة، حتى لو لم نكن وزراء او موظفين، فهذه صفات المواطنين الأردنيين الصالحين، وحديثا أصبح يقوم بها غير الصالحين أيضا، لكن المفارقة التي تعبر عن الاستعراض وال(show) أن يحلف القطامين بالقصر أمس العصر ويترك الحكومة اليوم الظهر !.

القطامين ترك الحكومة لأجل منصب وهو ملف الاستثمار الذي كان بحوزته، ولم يتركها لأسباب تتعلق بالإصلاح أو الأفكار ووجهات النظر.

طيب ليش تروح تحلف اليمين يعني؟!..وهل هو لغو، أم مجرد (غقغقة) أخرى، أم تراه يمينا غموسا..؟!، على اعتبار أن الرجل لم يوف به، وينكر المسؤولية ولا يحتملها ولا يريد ان يقوم بالواجبات الموكولة إليه؟.

ويبقى السؤال الشعبوي الرابح كورقة الجوكر في زمن العواصف الالكترونية، يصدح كل يوم، ويجيب عليه د.معن وغيره، واللايكات زخ على الإجابات حتى لو تضاربت، حيث (ما حدا مدقق ورا حدا وما حدا قاري ورق).
يعطيك العافية ما قصّرت.