القطامين والتعديل على التعديل.. صقر الجبل يضرب من جديد
جفرا نيوز - كتب - إبراهيم قبيلات
ليس من حسن طالع حكومة بشر الخصاونة ما جرى لها بعد ساعات قليلة من تعديلها الأول، ما علينا قراءته هنا انه ليس صعبا فهم عجقة مسيرة عربة نهج "طوشة الطرشان".
في الخبر أن الإرادة الملكيّة السامية صدرت بالموافقة على قبول استقالة الدكتور معن القطامين من منصبه، وتكليف وزير التنمية الاجتماعيّة أيمن المفلح، بإدارة وزارة العمل.
والحق أن الدكتور معن القطامين وزير العمل المستقيل، لم يخطئ، كما لم يخطئ رئيس الوزراء بشر الخصاونة، وإن كان هناك من مخطئ فنحن أولا، وهما ثانيا – الخصاونة والقطامين - اللذان ركبا طائرة بلا مسار.
علينا أن ندرك مسبقا أن النهج الخاطئ لن يسفر عن نتائج صحيحة، لهذا نرى في كل حكومة ما يدعونا الى الضحك مرة والى البكاء مرات.
عندما تكون العربة بلا خريطة، تسير من غير هدى، فلم نستغرب ما يجري لها في الطريق؟.
سارع رئيس الوزراء للدفاع عن نفسه بعد استقالة القطامين، وراح يستدرك على استدراك القطامين بقوله :لا فائدة من جمع الاستثمار مع العمل.
هذا تماما ما قاله الخصاونة للقطامين "صقر الحبل" ونقله الينا وزير الاعلام المهندس صخر دودين.
الجمع ما بين حقيبتيّ العمل والاستثمار أثبت عدم جدواه خلال الشهور الماضية، وذلك في ضوء التجربة الفعليّة على أرض الواقع، والحديث هنا ما زال نقلا عن الرئيس الخصاونة، الذي وضع القطامين أمام ثلاثة خيارات هي: تولّي حقيبة وزارة العمل، أو إدارة ملفّ الاستثمار من خلال رئاسة هيئة الاستثمار لتكون عنواناً ومرجعاً موحّداً للاستثمار، أو السّير في الإجراءات الدستوريّة لقبول استقالته التي كان قد وضعها أمام رئيس الوزراء أسوة بجميع زملائه، تمهيداً لإجراء التعديل الوزاري؛ فاختار د. القطامين تولّي حقيبة وزارة العمل.
إلى هنا الإجراءات سليمة، ثم أن ما يدل على دقة المعلومات التي أدلى بها الوزير دودين أن القطامين أدّى بالفعل بناء على الاتفاق مع الرئيس اليمين الدستوريّة أمام جلالة الملك عبد الله الثاني أمس، ثم حضر جلسة مجلس الوزراء التي أعقبتها.
ضربة المعلم جاءت لاحقا، عندما فوجئت الحكومة بأخبار التواصل الاجتماعي التي تخبر الرئيس ووزير إعلامه أن القطامين استقال. أوف.. أي لا..جد؟.
القطامين يظن أنه بفعلته تلك إنما يكون نثر حفنة من تراب بوجه الحكومة، لكن الحقيقة أن الرجل اغتال نفسه سياسيا، أو قل انتحر سياسيا أيضا.
دكتورنا يدرك جيدا أن ما فعله حطّم أي فرصة له للعودة لأي منصب رسمي. لكن ماذا كسب؟.
الحق انه كسب إعجابات بالالاف. عاد القطامين مجددا بطل الشاشة الصغيرة جدا "اليوتيوب"، بعد ان وفرت استقالته تربة خصبة للفيديو المقبل.
القطامين الذي كان يعلم ان توليه للمنصب هو اغتيال الكتروني له، عمد الى اجراء انعطافة حادة تغدى فيها على من أراد العشاء عليه.
هاد قد عاد القطامين نجم اليوتيوب المدلل من جديد، بعد ان كان الظن ان المنصب حرقه تماما.
يبدو ان الرجل يعرف من اين تؤكل الكتف؛ "جابها" هدف مباشر هذه المرة وفي الدقيقة تسعين.