أسرانا أمانة في أعناقكم والتاريخ لا يرحم

جفرا نيوز - مهدي مبارك عبد الله

اما ان لضمائرنا ان تصحو من رقدتها وأما آن لأبنائنا في سجون الاحتلال ان يتنسموا عبق الفجر الجديد وأن يستنشقوا نسمات الحرية وأما آن لنا أن نقف وقفة عز وإباء مع أولئك الأبطال في معركة الكرامة والتحدي من اجل خلاصهم وأما آن لحرائر هذا الوطن الأشم أن يرين كل الأردنيون يصرخون لا وألف لا لبقاء فلذات أكبادهن في الذل والمعاناة والقهر لوحدهم وأما آن نقرع جدران السجون الصهيونية الظالمة وأن نصدح بقول الحق بعد ان أصبح أسرانا ( أموات مع وقف التنفيذ ) بلى وبلى ويسألونك متى هو ( قل عسى أن يكون قريب )

لقد أحسن صنعا النائب المحامي صالح العرموطي بتوجيه مؤخرا بواسطة رئيس مجلس النواب عدة أسئلة لرئيس الحكومة حول قضية الأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال الصهيوني مرفقا قائمة بأسمائهم وعددهم ومدد محكومتيهم وغير ذلك من الاستيضاحات المطلوبة حول ما يتعلق بسبل حياتهم والدفاع القانوني عنهم والإجراءات الرسمية الأخرى التي اتخذت بشأنهم حيث أعاد العرموطي بذلك الطرح شحذ الهمم والتذكير ولفت النظر إلى أبنائنا البواسل الصامدين خلف قضبان المحتل الغاصب حيث تشتد عليهم سطوة السجان تعذيبا وفتكا في محاولة يائسة منه لكسر شوكتهم وتحطيم معنوياتهم وإضعاف هاماتهم وهم ثابتون عنفوانا وتحديا كالأسود الرابضة والسيوف التي لا تصدأ وفي كل يوم يسمع صليلها وقريعها شموخا وكبرياء ( فلهم منا تحية إجلال وإكبـار ووفـاء ووعـد أننا لم ولن ننساهم أبدا )

الأردن العروبي قيادة وشعبا قال كلمته مراراً عندما يتعلق الأمر بفلسطين فانه يرفض وبشكل قاطع وصريح الابتعاد عن الملف الفلسطيني أو ترك الأشقاء منفردين في معركتهم الوجودية رغم قساوة الضغوط المتعددة التي تعرض لها فلا زال يدرك جيدا أن ما بين الأردن وفلسطين مسافة نهر خالد على ضفتيه رئتين امتزجت فيهما الحياة حتى الشرايين وعبر مخاضاته تشكلت روح الفداء وقدمت التضحيات وبمياهه المقدسة جبلت وحدة الدم والمصير فما دام هنالك احتلال صهيوني غاشم يجثم على صدر فلسطين سيبقى هنالك ( مناضلين ومقاومين واسري أردنيين )

أسرانا الأبطال هم مناضلون أحرار سجلوا أسمائهم على صفحات المجد الفلسطيني والعربي عندما دافعوا عن فلسطين وأرضها ومقدساتها وبعضهم خاضوا عمليات نوعية ومشهودة في عمق الكيان الصهيوني ومنهم من استشهد ومنهم من وقع أسيرا في يد العدو وما بدلوا تبديلا

عام جديد حل بنا وحكاية أسرانا لم تنتهِ بعد ولقد كلت جدران السجن وما كلت تلك الهمم السامقة التي تدق كل يوم بأياديها المضرجة بالغضب باب الحرية وهم يدفعون ضريبتها الباهظة ويتلقون المعاملة الوحشبة القاسية من قبل عدو نازي يتنكر لكل المعاني الإنسانية ولجميع المخاطر الصحية المحدقة بالأسرى والتي تهدد حياتهم بسبب عدم اتخاذه الإجراءات الوقائية اللازمة من فيروس كورونا القاتل

ستبقى قضية أسرانا البواسل القابضين على الجمر في سجون الاحتلال على سلم أولوياتنا وسنعمل جاهدين بالوسائل كافة على تحريرهم ولن يهدأ لنا بال حتى ننتزع حريتهم ومن اجل ذلك فأننا ندعو الحكومة ومجلس النواب وأبناء شعبنا الوفي والشرفاء من أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم اجمع إلى التضامن مع أسرانا ونصرة قضيتهم حتى نيل حقوقهم وحريتهم كما نطالب الحكومة بدعوة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية العالمية إلى التحرك الفاعل للضغط على الاحتلال لتغيير سياسته ومعاملته اتجاههم وهم يعيشون في ظروف تفتقر لأدنى ما يسمى بالأسر والاعتقال حيث يمنعون داخل زنازينهم من زيارة أهلهم وبما يخالف اتفاقية جنيف لأسرى الحرب الموقعة عام 1949 ولا تعد هذه الحقوق الوحيدة المنتهكة للأسرى الأردنيين بل ويمنعون أيضا وبشكل مستمر من مهاتفة ذويهم وتعمد إهمال حالتهم الصحية وحتى اللحظة لا زالت قوات الاحتلال تمنع إدخال ملابس وكتب الأسرى وغيرها عبر السفارة الأردنية في تل أبيب

وزارة الخارجية ظلت تستفزنا كثيرا بإصدارها عدة بيانات وتصريحات وتعقيبات هلامية المحتوى ومكررة المضمون بمتابعتها لأحوال الأسرى وكلها استعراضات ( لا معنى لها سوى التسويف واللعب على الحبال وإطالة أمد المناورة داخلياً ومحاولات والالتفاف على مطالبات ذويهم المشروعة ) بدلاً من الضغط على سلطات الاحتلال للإفراج عنهم بالقنوات الدبلوماسية والقانونية المتعارف عليها في مثل هذه الحالات وعدم الاكتفاء بالوقوف في ( المنطقة الرمادية دون تدخل حقيقي ) لاستعادتهم بعدما أصبح ( الخذلان يؤذيهم أكثر من السجان )

في الحقيقة والواقع أن ( سجل وزارة الخارجية لا يتسع للكم الهائل من الانتقادات والمطالبات بالاستجابة العاجلة لمطالب ذوي الأسرى في سجون الاحتلال ) ما يجعل الحكومة بتشكيلتها القادمة مطالبة بحمل قضية الأسرى بشكل جدي وفاعل والعمل بكل السبل لاستعادتهم ووقف هيمنة وتغول الصهاينة علينا بحجة المعاهدة والعلاقات الدبلوماسية الدولية مع ضرورة توجيه السفارة الأردنية في تل أبيب لزيارة الأسرى والتواصل معهم والاطمئنان عليهم ومتابعة أحوالهم خاصة في ظل استشراء جائحة فيروس كورونا وتقديم كل ما يمكن من إسناد قانوني وقنصلي لهم بما يحفظ حقوقهم القانونية والإنسانية وان تكون قضيتهم أولوية قصوى لدى الوزارة والاهم من ذلك كله رفض أي نصوص او ملاحق او بنود لمعاهدة وادي عربه المجحفة بحق أسرانا والتي حرمتهم من متابعة المؤسسات الدولية لقضيتهم وتقديم الكثير من الخدمات الضرورية لهم مثل منظمة الصليب الأحمر

من المعلوم بان ملف الأسرى والمعتقلين كان يتجدد مع عبور كل مواطن أردني للحدود مع الأراضي المحتلة قاصداً أهلة في الضفة الأخرى بعدما بات الأردنيون مستهدفون بسياط الأسر والاعتقال والقتل على يد الصهاينة فليس القاضي المرحوم رائد زعيتر منا ببعيد
.
وإمام استمرار هذا الواقع المتردي والمؤسف لحال أسرانا في سجون الاحتلال فإننا نطالب النشطاء والنقابيون والحزبيون وأهالي الأسرى تنظيم فعاليات واعتصامات شعبية سلمية هادفة ومتواصلة أمام مقر بعثة الصليب الأحمر الدولي ورفع الشعارات المطالبة بالإفراج عنهم ووقف الممارسات التعسفية المتصاعدة والإجراءات اللانسانية بحقهم ( التفتيش العاري المهين والضرب والمضايقات اليومية من قبل السجانين وحرمانهم من ابسط حقوق الأسير التي نصت عليها اتفاقيات جنيف الدولية )

في تقديري الشخصي إن أولى الناس ألان بالدفاع عنهم والوفوف معهم هم أسرى الحرية والفداء وان قضيتهم تستحق منا كل الاهتمام والتقدير كل في موقعة وحسب إمكانياته كما إنني أرى بعد التعنت الصهيوني في الا فراج عنهم ضرورة تدويل قضيتهم وجعلها ذات أهمية لكل جمعيات حقوق الإنسان وكل المحافل والمؤسسات الإعلامية الدولية وقد لاحظت عبر المتابعات المختلفة إن كثيرا من المؤسسات اليهودية كانت تؤرخ ( لجلعاد شليط ) في أسره في حين أن الزمن قد مل عد الأيام والليالي والأسابيع والأشهر والسنوات لأسرانا الذين قضىوا أفضل سنوات عمرهم في سجون الاحتلال وان الواجب الوطني والديني والإنساني والأخلاقي يو جب علينا رد الجميل لهم والوقوف معهم على مدار الساعة

ومن اجل ذلك لا بد من ممارسة التأثير على الرأي العام المحلي والدولي وتوسيع دائرة التضامن لتحقيق مزيد من الضغط على المؤسسات الدولية لدفعها لاتخاذ بعض الخطوات العاجلة وإطلاق المزيد من التصريحات والدعوات الدولية المنادية بإطلاق سراح أسرانا في السجون الصهيونية

ومن الضروري ولغايات المعرفة والعبرة ان نعلم ونتعلم كيف أدار الكيان الصهيوني المفاوضات والحملة القانونية والدبلوماسية والإعلامية محليا وإقليميا ودوليا للمساهمة في الإفراج عن الجندي جلعاد شاليط والتضامن معه حين أثار الإسرائيليون على مختلف المستويات الدنيا ولم يقعدوها على شاليط إسرائيلي واحد حتى أصبح الأسير الأكثر شهرة في العالم والشخصية الأكثر جاذبية لدى المؤسسات الدولية القانونية والإنسانية فيما أسرانا المساكين لا بواكي لهم وهم يموتون ببطء في غياهب سجون الاحتلال دون أن يسمع بهم أحد وهذا هو الفرق الكبير بين شاليطهم وشلاليطنا

وكم هو مؤلم جدا استمرار انتظار أسرانا للحرية والفرج لهذه السنوات الطويلة حيث لازال بعيد المنال وكم هو موجع للضمير الحي أكثر ومفجع للنفس الابية اكبر ان يبقوا وراء القضبان في الغرف المظلمة بين يدي السفاحين وهم كالأرض التي تنتظر الهطل في حر يوم صيف لاهب فهل ( تخيلتم مرة واحدة أنكم مكانهم وهم يلمسون ويتجرعون مرارة الخيبة من ذوى القربى والتي تؤلمهم وتقهرهم يوماً بعد يوم )

بقي ومن واجب الافتخار والاعتبار ان نحيي أسرانا البواسل ونشد على أياديهم ونقول لهم إننا سنبقى معكم دوما ولن نتخلى عنكم حتى تنعموا بكسر القيد وتنسم عبق الحرية كما نتوجه بالتحية المزجية لأهاليهم ولآبائهم وأمهاتهم وزوجاتهم وأبنائهم على صبرهم الكبير وإرادتهم القوية وإيمانهم الصلب داعين الله تعالى أن يجمعهم بهم عن قريب كما نقول لكل الأحرار في أردن العزة والكرامة والى بعض المسؤولين الشرفاء قي هذا البلد المرابط ان هؤلاء أبنائنا وحريتهم وكرامتهم جزء اصيل منا وان كل من ( يقصر في حقهم فإن التاريخ لن يرحمه والشعب سيحاسبه يوما ما مهما طال الزمن )

أخيرا نتساءل وإياكم باستغراب شديد وبحيرة الحليم من هو الذي يريدنا أن نكون بعيدين عن أسرانا ولا نسمع صوتهم ولا نفرح بحريتهم ولا نحتضنهم ولماذا حتى بومنا هذا التلكؤ الطويل في السعي للإفراج عنهم ( أقول لكم بصراحة ربما أسرانا في سجونهم يعرفون السبب أكثر مني ومنكم وبكل تأكيد فإن الصمت والسكوت في هذا الشأن وفي هذه المرحلة أفضل وأسلم خاتمة ) ودمتم بخير
mahdimubarak@gmail.com