مسؤول مبدع بصمت.. محافظ المفرق ياسر العدوان نموذجا
جفرا نيوز - الدكتور رافع شفيق البطاينه
تعودنا دائما أن نذكر سلبيات المسؤولين واخفاقاتهم او هفواتهم الوظيفية، والشكوى التي نسمعها من المواطنين، ولم نعتاد أو نعود أقلامنا للكتابة عن إنجازات أو إبداعات أي مسؤول وخصوصا من مسؤولي الصف الثاني كالأمناء أو المدراء العامين أو المحافظين وغيرهم من المسؤولين الذين يعملون بصمت بعيدا عن أضواء الإعلام بمختلف أنواعه المرئي والمقروء والمسموع، ودرجت العادة ان يقوم بعض الإعلاميين بتسليط الأضواء وتلميع المسؤولين من هم في الصف الأول كالوزراء، وهذا التلميع والتمجيد والإطراء قد يكون مجانا ببراءة، ناجم عن حقيقة نجاح الوزير في عمله ولا يراد مقابله أي مصلحة أو منفعة، على الرغم من أن نجاح العديد من الوزراء مستمد من كفاءة وإبداع الأمين العام، فيظهر النجاح باسم المسؤول الأول
وأنا هنا أود الكتابة عن مسؤول عملت بمعيته عن قرب لمدة تقرب العام، وحيث أنني لست صحفيا او إعلاميا وإنما ما زلت ناشئا في هذا المجال، وأنا الآن متقاعد ليست لي مصلحة أو منفعة للكتابة عن هذا المسؤول سوى ما يمليه علي ضميري، والمسؤول موضوع الحديث هو عطوفة ياسر العدوان محافظ المفرق، هذا الشخص الذي كان مثار إعجابي بأداءه الإداري الممزوج بالخلق وحسن التعامل مع المراجعين والموظفين واحترامهم، واعتماد سياسة باب المكتب المفتوح للاستماع بإنصات لأي كان من المواطنين والمراجعين الحاملين لشكوى أو مطالب خدماتية او حتى لمجرد السلام
وما يميز عطوفة ياسر العدوان تحرره من بيروقراطية المركزية الإدارية واعتماد سياسية اللامركزية باتخاذ القرار، فهو يؤمن بإعطاء كل حاكم إداري مستقل أو أي مسؤول فرصة ممارسة صلاحياته وسلطاته الممنوحة له بموجب التشريعات المعمول بها، وكان هدفه من ذلك خلق قيادات إدارية بديلة مستقبلية تتحمل مسؤولية قرارها وتكون مدربة وجاهزة لإحلالها محل القيادات المتقدمة في المستقبل حين تشغر مواقعهم
وهذا النهج اللامركزي الذي يتبناه عطوفته قلة من المسؤولين من يأخذ به، لأن معظم المسؤولين عادة ما يحاول الإستحواذ على كافة الصلاحيات والسلطات بيده، حقيقة النهج الديمقراطي الإداري الذي يتبناه عطوفة ياسر العدوان هو نهج إبداعي متميز عز نظيره، وكان مثار إعجاب كل من تعاطى أو تعامل معه، كيف لا وهو ينحدر من عائلة لها تاريخ سياسي ووطني، ووالده أطال الله في عمره الذي يشهد له الجميع بدماثة الخلق وتواضع الكبار، وما تميز طوال خدمته في إدارة الأمن العام بالنزاهة والعدل والإستقامة، ونظافة اليد
فبوركت هذه الجهود وهذه السواعد الوطنية المخلصة بعملها بإبداع وتميز، تعمل بصمت مطبق بعيدا وهج الإعلام والتمجيد والإطراء. حفظ الله الأردن وقيادته الحكيمة وشعبه الوفي من كل مكروه.