حزمة التحفيز الأمريكية هل ستنعش السوق عالميا ؟
جفرا نيوز - بقلم المحلل المالي والتقني - عبدالرحمن الاصفر
كنتيجة طبيعية لسيطرة الديمقراطيون على الكونجرس الأمريكي كان لازما عليهم إقرار هذا التشريع الموسع المعروف لدينا جميعا بحزمة التحفيز والتي ستتضمن 1400 دولار مدفوعات مباشرة وتمديدا للتعبئة الفيدرالية للتأمين ضد البطالة بالإضافة الى 350 مليار دولار أخرى لحكومات الولايات والحكومات المحلية.
طبعا انا اعد التصويت علامة بارزة بالنسبة لجو بايدن الذي جعل حزمة التحفيز أولوية تشريعية قصوى في أول 100 يوم له في البيت الأبيض وهنا لا بد لي ان اتطرق أيضا الى تصريحه الأسبوع الماضي حيث قال فيه إن الاقتصاد الأمريكي سيعود " بقوة " إذا وافق الكونجرس على مقترحاته
وعلى صعيد متصل ايدت ذلك جانيت يلين وزيرة الخزانة في تصريحاتها في محفل اخر حيث صرحت امام وزراء مالية مجموعة العشرين إنه ينبغي عليهم أيضا التقدم بشكل كبير من خلال الدعم المالي لمساعدة الاقتصاد العالمي الذي دمره الوباء
ان إقرار مجلس النواب لمشروع قانون التحفيز يأتي في وقت هام جدا برأيي لان الاسواق المالية قد بدأت تراهن بقوة أكبر على انتعاش اقتصادي وتضخم أعلى هذا العام على الرغم من التحفظ المستمر من رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم بأول وبالرغم من ذلك ذكر في شهادته التي ادلى بها مؤخرا امام اللجنة المصرفية في الكونجرس بأنه من الممكن ان نرى تحسن في ارقام النمو في النصف الثاني من العام الجاري وهذا ما يدعم ما تكلمت به حول الانتعاش المرتقب.
الدولار يمرض ولا يموت
عمليا تحتاج حزمة التحفيز إلى تمرير كلا من مجلس النواب ومجلس الشيوخ ولا يخفى عن الجميع عن كمية وحجم الخلافات بين كل من الديمقراطيين والجمهورين وسعي كل طرف الى حصوله على مكاسب واضرب لكم مثل بسيط جدا هو تصريحات كيفن مكارثي الذي يعد اكبر الجمهوريين في مجلس النواب في اخر تصريحاته حول الموضوع حيث قال "إنها تعتني بالحلفاء السياسيين للديمقراطيين (أي يقصد ان الحزمة تحقق مصالح سياسية لحلفاء الديمقراطيين ) بينما تفشل في تلبية احتياجات العائلات الأمريكية ونحن نعلم بالفعل ما هي أفضل خطة تحفيز متوفرة إنها إعادة فتح اقتصادنا بالكامل وبإمكاننا ان نقيس على ذلك في كل جميع الأمور.
الان وبعد هذا الإقرار ستجري الأمور كالتالي سيتعين على مجلس النواب تمرير نسخة مجلس الشيوخ لمراجعتها وقد يتم تعديلها من قبل مجلس الشيوخ ويتعين على المجلسين الاجتماع لصياغة تشريع نهائي ومقبول وتوافقي ومن ثم يتم إرسالها إلى مكتب بايدن ليتم توقيعها لتصبح قانونا وقد حدد الديمقراطيون لأنفسهم منتصف مارس المقبل موعدا وسقفا نهائيا لإنجاز واتمام هذا الامر لذلك سنتابع ونرى ما سيحدث رغم انني مقتنع ان كل هذه التفاصيل ليست من مصلحة الأسواق فهي تعمل على زعزعة استقراره وهذا امر لا نحبذه مطلقا.
تفعيل حزمة التحفيز على ارض الواقع:
- من المفترض انها ستؤثر على مؤشر الدولار سلبا وستضعه تحت ضغوط سلبية جديدة ولكن سنجد من طرف اخر سرعة في اجراءات التعافي الاقتصادي وهذا ما سيعادل التأثير بالنسبة لمؤشر الدولار وقد لا نستطيع نحن كمتداولين و مضاربين في اسواق البورصة ان نشاهد الفارق.
- ستؤثر على الذهب والملاذات الامنة ايجابيا او على الاقل التماسك في مستويات 1700$ - 1900$ للاونصة وذلك للتوترات التي ستظهر على الساحة ووجود حالة الايقين عند المستثمرين .
- ينعكس تاثيرها ايجابيا على المؤشرات الصناعية خاصة ولكن بالنسبة للمؤشرات بشكل عام سيكون التاثير الاكبر لمقدار ما تناولته في مقالي السابق عن جني ارباح الصناديق الاستثمارية الربع سنوي و حجم السيولة الذي سيضخ في الصناديق السيادية فلا بد من مراقبة ذلك حتى النصف من شهر اذار .