خطة التعافي والدخان الأبيض
جفرا نيوز -كتب عمر عليمات
كثرة الحديث عن أهمية الإجراءات الصحية والوقائية لمكافحة كورونا، ومطالبة الناس بالالتزام لن توصلنا إلى نتيجة، ما دامت الإجراءات المتعلقة بمعالجة الآثار الاقتصادية والاجتماعية تراوح مكانها، وتكاد تنحصر بحلول آنية مرتبطة بتقديم مساعدات مالية بسيطة للأسر الأشد فقراً.
تقرير اللجنة المالية في مجلس الأعيان بشأن مشروع قانون الموازنة العامة خرج بعنوان عريض مفاده أن المشروع لا يعكس التوجه والتخطيط للتعافي لمرحلة ما بعد كورونا، فإذا كانت موازنة الدولة لا تحمل في طياتها برنامجاً لمعالجة آثار تفشي الفيروس، فأين هي خطة الحكومة للتعافي وتجاوز الأزمة الأكثر شدة لا على صعيد الأرد فحسب بل العالم أجمع؟.
مسار الجائحة لم يعُد واضحاً، والفيروس أسقط حسابات الكثير ممن تنبأوا بنهايته أواخر العام الماضي، فمع التحورات الجديدة للفيروس أصبح أكثر انتشاراً، وكأنه في سباق مع خطط التطعيم التي تعمل عليها دول العالم في محاولة منها للسيطرة على الوباء عبر توفير اللقاحات لأكبر عدد ممكن من سكان الأرض.
العالم اليوم يتحدث عن صيف 2021 كمحطة أخيرة لانتشار الفيروس، فهل تستطيع القطاعات الاقتصادية المغلقة والمتضررة الصمود على الأقل لأربعة أشهر مقبلة؟ وهل ستتمكن الشركات من مواصلة دفع الرواتب والتمسك بموظفيها إلى ذلك الحين؟ هذا إلى جانب الآلاف من عمال المياومة الذين أصبحوا على قارعة الطريق بلا مصدر دخل يمكنهم من تلبية المتطلبات الأساسية لأسرهم.
تساؤلات كثيرة طُرحت حول خطط التعافي، ورغم مرور أكثر من أربعة أشهر على تشكيل الحكومة التي جاءت أصلاً لوضع برنامج صحي اقتصادي اجتماعي لمعالجة آثار تفشي المرض ما زالت رؤيتها للتعافي غير واضحة، فمتى سنصل إلى برنامج محدد المعالم والتوجهات للمرحلة المقبلة؟، والتي سيُرفع فيها الستار عن حجم الكارثة الحقيقي التي خلفتها كورونا، هذا إن صدقت التنبؤات بأن الصيف المقبل، هو فصل النهاية لقصة كورونا.
الناس وصلت إلى النقطة التي لم يعُد فيها التحمل ممكناً، والتتقديرات تشير إلى وجود أكثر من مليون متعثر ومفلس في الأردن، وكرة الثلج تتدحرج وتكبُر يوماً بعد يوم، فمشكلة التعثر والإفلاس لن تقف عند هذه الحدود، فأصحاب الحقوق سينضمون للقائمة قريباً لكونهم رتبوا حياتهم أصلاً بناء على مواعيد استحقاق أموالهم.
لسنا هنا في وارد تقديم الحلول والنصائح، فالموقف أكبر من أن يُفتي ويحلل فيه الجميع بلا خبرة ولا دراية، ولكن ما نريد أن نقوله أن على الحكومة طمأنة الناس على مستقبلها، وأن هناك خطة وبرنامجاً لتقليل آثار الجاحة وآليات التعامل مع أضرارها العميقة، لأن معالجتها بشكل جذري أصبحت حلماً بعيد المنال بعد كل الإخفاقات التي وقعنا فيها منذ أكثر من عام.
باختصار الناس تنتظر دخان الحكومة الأبيض للإعلان عن خطتها وبرنامجها للتعافي من جائحة كورونا، فإلى متى سنبقى ننتظر.