الأردن والموروث الحضاري والثقافي 1/2

جفرا نيوز- كتب د.حازم قشوع


    فاذا كان الموروث الحضاري هو امتداد للجانب البيولوجي والحيوي للانسان فان الثقافة تنتمي الى الجانب المعنوي للبشرية، هذا لان الموروث الثقافي دائما ما يشير الى الذاكرة الوجدانية المختزلة، بينها يشير الموروث الحضاري الى المعاصر الحاضرة، وما بين رمزية الثقافة والية الحضارة يكمن تعريف الموروث الثقافي والحضاري الذي يراعي الخصوصية الثقافية للمجتمعات من لغة وعادات وعلوم معرفية ويبحث عن الدلالات التجسيدية ويرمز لاستخلاصاتها كونه نظاما يقوم على الرمزية المكانية وطرق تعبيرها بينما يقوم الموروث الحضاري على النظام المادي واليات تعليله، وهذا ما يجعل من الموروث الحضاري والثقافي هما صنوان متلازمان لناتج الامة لذاتها تجاه الانسانية.
ولقد اتفق المؤرخون على ارضية علمية معرفية تقول انه لا يوجد رموز انسانية تعدت الاشكال الثلاث المنتظمة هي الدائرية والثلاثية والرباعية وهي الرموز التي تعتبر اساس الأشكال الهندسية، فالدائرية او الخماسية ترمز للحماية والثلاثية المثلثة ترمز للتكوين والرباعية المكعبة ترمز للاصول، وهي الأشكال الهندسية التي رمزت كل منها الى حقبة زمنية مرت على البشرية، فالدائرة جاءت مع تكوين الطاقة والمثلث جاء منه طاقة التواصل والمربع اوجد نموذج السكن وطاقة الاستقرار.
ولقد بدات الحماية الارضية او المنظومة الانسانية بالميزان حيث شكلت ضوابطها المعادلة الضدية القائمة على ميزان الحركة المتوازية بميزان التجاذب والتنافر الكتلوي للمواد الدقيقة المشعة، على ان ياتي ذلك كله عبر ميزان الحركة او اطارها الناظم الذي تقوم عليه الدائرة والتي تشكل له الحماية وهو سر وجود المعلم الرئيسي لها في قبة الصخرة المشرفة باعتبارها تشكل مركز التعادل للطاقة وعنوان الميزان بين الطاقة الجاذبة والطاقة الطاردة الارضية.
اما مركز التكوين وبؤرة اشعاع الطاقة وتكويناتها التجسيدية فمكان ارثها وموروثها عبرت عنه اهرامات الجيزة حيث التشكيل الثلاثي للضوابط المتحركة التي اساسها 369 وهو الرقم الذي يميز الطاقة والذي عرفته علوم الفيزياء على اعتبار معادلته تقوم على المنطلقات الاساسية للطاقة التي تحوي القاعة والمنصة والاطلاق الحيوي الذي تتكون دلالاته من المثلث المتمركز بطاقته في مثلث برمودا والذي يرمز اليها باعتبارها مصدر التكوين للطاقة الطاردة او الثلاثة الابعاد التي تقوم على القائم الباني والوتر في الظل والبسط للاستجابة وهي التي تعبر عن مفردة التكوين بعموم الدلالة.
اما الاصول بالرمزية الرباعية فلقد جاءت برمزية عبرت عنها الكعبة وذلك بدلالة مكانية ووجودية للطاقة الجاذبة الموجودة فيها، وهي ان كانت تشكل الاصول فان الاصول رسملتها تجسيد الكعبة بخلود وجودها وبدلالة تكوينها، فالشكل الرباعي شكل الاصل في البناء والسكينة وهذا ما يمكن مشاهدته بانتظام في كل اشكال البناء في المعمورة حيث تلاحظ انها استندت على ذات الشكل الرباعي في البناء باعتباره الاصل الثابت للطاقة الايجابية او الجاذبة.