انشغل الرأي العام ولا زال بقضية الرواتب العالية التي يتقاضاها كبار الموظفين ورؤساء مجالس ادارات الشركات. هذه الرواتب التي تؤثر سلبًا على المالية العامة للدولة لارتفاعها الذي لا يصدق إذًا ما علمنا ان الغالبية من هؤلاء يجمعون بين رواتبهم التقاعدية وبين المخصصات الفلكية التي يتقاضونها من الشركات والهيئات.

اما الاثر الاجتماعي الذي تتركه هذه الرواتب العالية في نفوس المواطنين وابناء الشعب فهو الاحباط والغضب وليس الغيرة او الحسد او الكراهية بل هو المطالبة بالعدالة الاجتماعية كيف لا ونحن نعلم ان من يتقاضى رواتب وامتيازات تزيد عن 300000 دينار سنويا يغطي رواتب 96 شخصا عاطلا عن العمل براتب شهري مقداره 260 دينارا حسب الحد الادنى للاجور بعد رفعه ومن يتقاضى 20000 دينار شهريًا يغطي رواتب 76 شخصا عاطلا عن العمل براتب شهري مقداره 260 دينارا ونحن نعلم أن الطلبات المقدمة لديوان الخدمة المدنية تزيد على 400000 طلب.

اما القول بان الرواتب تتفاوت بين الموظفين فهذا صحيح نتيجة تقدم الموظف بالدرجة الوظيفية أو حصوله على شهادات أعلى وصحيح ان بعض الموظفين في الصف الثاني يحصلون على راتب أعلى من موظف الصف الاول ويكون السبب حتما حصول هذا الموظف على مؤهلات علمية أو فنية جديدة تقتضي علاوات مالية جديدة تسهم في رفع راتبه علما بان هذا التفاوت يكون مقبولًا ولا يرقى الى الرواتب العالية جدًا

واما القول إننا شهدنا فيما مضى رواتب عالية فهذا الخلل المطلوب اصلاحه.

وأما التعذر بان بعض هذه الرواتب هو على نظام شراء الخدمات فجميعنا يعلم ان الذين يتم شراء خدماتهم هم الخبراء والعلماء واصحاب الاختراعات والبراءات العلمية وأساتذة الجامعات الذين لديهم أبحاث علمية تسهم في تقدم المجتمعات والاطباء والفنيين الذين يحتاجهم الجهاز الفني في القطاع العام فكم من صاحب براءة اختراع وعالم ومبدع هاجر وابدع في بلاد المهجر وأصبح من العلماء الذين يشار لهم بالبنان وهل من يتقاضون الرواتب العالية هم من هذة الفئات؟

 وأما القول بانه دائما هناك مكافات أقول نعم ولكن هذه المكافات تعطى لمرة واحدة أو لمرات محدودة ولمن تعطى؟ تعطى للمتميزين، للجنود ورجال الأجهزة الامنية الذين يحمون الوطن ويدافعون عنه تعطى لعمال الوطن، تعطى للمزارعين تعطى لمبدعي الحركة الثقافية تعطى للاطباء والممرضين والفنين وهل من يتقاضون الرواتب العالية من هذة الفئات؟

وعلى ما تقدم فقد حان وقت النظر في هذه الرواتب والامتيازات المالية العالية.