قتيلان في اضطرابات النيجر على خلفية نتائج الانتخابات الرئاسية
جفرا نيوز - قتل شخصان واعتقل المئات خلال الاضطرابات التي أعقبت إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية في النيجر الثلاثاء، على ما أعلنت الخميس الحكومة التي اتهمت شخصية معارضة بارزة بإشعال التوتر والعنف.
وأعلن وزير الداخلية ألكاش الهدا أن "حصيلة القتلى اثنان"، مشيرا إلى نتائج أحداث العنف التي اشتعلت الثلاثاء بعد إعلان فوز مرشح السلطة محمد بازوم في الدورة الثانية للانتخابات وفق اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات.
وأفاد الوزير الصحافيين أيضا توقيف 468 شخصا منذ الثلاثاء "من بينهم شخصيات سياسية" من دون تسميتهم.
واتهم المعارض النيجري الرئيسي أمادو هاما الذي لم يتمكن من الترشح للرئاسة بسبب حكم قضائي، بأنه سبب هذه الاضطرابات.
وقال الوزير "المسؤول الرئيسي (أمادو هاما) مطلوب، وكالعادة هارب لكن سيعثر عليه".
تقع هذه الاضطرابات في سياق سياسي متوتر بعد الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي أجريت الأحد وأعلنت المفوضية الوطنية المستقلة للانتخابات الثلاثاء فوز مرشح الحكم محمد بازوم فيها بنسبة 55,7% من الاصوات أمام المعارض ماهاماني عثمان الذي طعن بالنتائج وأعلن فوزه بنسبة 50,3%.
وعدت الانتخابات نقطة تحول ديموقراطية في الدولة الواقعة في منطقة الساحل والصحراء وأفقر دولة في العالم وفقًا لمؤشر الأمم المتحدة للتنمية البشرية، والتي تواجه أعمال عنف تشنها جماعات إسلامية متطرفة.
تنحى الرئيس المنتهية ولايته محمد إيسوفو طواعية بعد فترتين مدة كل منهما خمس سنوات، ما مهد الطريق لأول انتقال للسلطة عبر الانتخابات منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1960.
- مهاجمة منزل صحافي -
أطلقت الشرطة الغاز المسيّل للدموع في اشتباكات مع متظاهرين في العاصمة نيامي يومي الثلاثاء والأربعاء، بينما تضررت مكاتب حزب موال للحكومة في دوسو، على بعد 100 كيلومتر جنوب المدينة، إثر حريق.
أصيب أحد القتلى بنوبة صرع أثناء تظاهرة، وقتل الآخر بالرصاص وهو كان الحارس الشخصي لسيني أومارو، أحد مرشحي الدورة الأولى من الانتحابات في 27 كانون الأول/ديسمبر، الذي دعا إلى التصويت في الدورة الثانية الأحد لمحمد بازوم.
وقال الهدا إن "أضرارا وأعمال تدمير لحقت بالبنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة".
والخميس، قام مجهولون بتخريب منزل مراسل إذاعة فرنسا الدولية في النيجر، التي تحظى بمتابعة واسعة في البلاد، وإحراقه جزئيا في العاصمة نيامي، كما ذكر صحافيون من وكالة فرانس برس.
وقال الصحافيون إن مراسل "إذاعة فرنسا الدولية" (ار اف إي) في النيجر موسى كاكا خرج سالما من الهجوم وأكد أن المهاجمين "كسروا كل شيء وأضرموا النار".
وكان رجال الاطفاء في مكان الحادث عند الظهر.
وكاكا، مراسل مخضرم لإذاعة فرنسا الدولية، أمضى 10 أشهر في السجن من 2007 إلى 2008 بتهمة "تعريض أمن الدولة للخطر" بسبب علاقات مزعومة مع متمردي الطوارق في شمال النيجر.
أصدرت إدارة إذاعة فرنسا الدولية بيانا قالت فيه أن الهجوم على منزله كان "متعمدا" بسبب وضعه كصحافي.
وقالت "هذا هجوم خطير للغاية على حرية الصحافة" وتعهدت بتقديم "الدعم الكامل" لكاكا.
وفي بيان مشترك، ندّدت الأمم المتحدة والكتلة الإقليمية المكونة من 15 دولة والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، والنيجر عضو بها، بشدة بأعمال العنف وحضّت "جميع الأطراف على ضبط النفس".
بدورها أدانت فرنسا أعمال العنف ودعت "جميع الفاعلين السياسيين إلى تعزيز مناخ الحوار والتهدئة، واستخدام القنوات القانونية لتسوية أي نزاع"
- المعارض أمادو -
كما اعتُقل كثيرون الأربعاء بينهم رئيس أركان القوات المسلحة السابق موموني بوريمة المتهم بأنه يقف وراء الاضطرابات التي اندلعت أثناء إعلان النتائج، بحسب مصدر أمني رفيع المستوى.
ويعرف على نطاق واسع أن بوريمة قريب من أمادو، وهو من أكثر الشخصيات المعارضة شعبية في النيجر.
نافس أمادو، رئيس الوزراء ورئيس البرلمان السابق، إيسوفو على الرئاسة في عام 2016.
لكنه أُجبر على القيام بحملة انتخابية من وراء القضبان بعد أن سُجن بتهمة الاتجار بالأطفال، قال مرارا إنها ملفقة.
كانت إدانته اللاحقة لمدة عام واحد بهذه التهم في عام 2017 سببًا لمنعه من الترشح في الانتخابات الأخيرة، فقرر دعم عثمان.
أما بازوم (60 عامًا) فهو اليد اليمنى لإيسوفو، الذي أسس معه الحزب النيجري للديموقراطية والاشتراكية.
أصبح عثمان (71 عامًا)، أول رئيس منتخب ديمقراطيًا للنيجر في عام 1993، لكن أُطيح به في انقلاب بعد ذلك بثلاث سنوات. ومذاك حاول استعادة السلطة عبر صندوق الاقتراع خمس مرات.
وفاز بأقل من 17 بالمئة بقليل في جولة 27 كانون الأول/ديسمبر لكنه حصل على تعهدات بالدعم من ائتلاف من 18 حزبا معارضا في الأيام التي سبقت الدورة الثانية.