الإغلاق.. إرهاق

جفرا نيوز- كتب محمد سلامة

زيادة عداد الإصابات بفيروس كورونا وسلالاته المتحورة،زاد من وتيرة الحديث عن الاغلاقات لبعض القطاعات،والعودة إلى الحظر بأشكاله المختلفة،وتفاوتت تقديرات البعض في توجهات الحكومة نحو الخطوة القادمة،والكل يذكر الكل بأن الإغلاق إرهاق اقتصادي وبشري قد يتسبب في مزيد من المعاناة نلخصها بالآتي:-

الإرهاق الإقتصادي يصعب تحمله،فالتجربة الأولى وما ترتب عليها في بدايات الجائحة كانت معاناة حقيقية، أفضت إلى خسائر فادحة مادية لكل قطاعات الدولة،وما زالت كثير من الشركات غير قادرة على تسديد التزاماتها المادية ،سواء تجاه العاملين أو لجهة الالتزامات الأخرى المترتبة عليها ،والإرهاق حتما سيؤدي إلى إزهاق أرواح (يعني انتحارا اقتصاديا)،يدخلنا في كارثة نحن في غنى عنها فتجربة الاغلاقات يجب أن تنتهي وأن تستبدل بتشديد الإجراءات اللازمة للحد من سرعة تفشي الفيروسات المتحورة، وعلينا أن لا نفكر بالعودة إليها، ولعل تجارب الدول الأخرى كالولايات المتحدة وغيرها أفضل دليل على ما نقول. 

الإغلاق..ارهاق بشري مماثل للارهاق الإقتصادي وربما أسوأ، فلم تعد الناس قادرة على تقبل فكرة العودة إلى البيوت وقبول قرارات تجزئة الاغلاقات لفترات زمنية قصيرة أو طويلة،فالوباء منتشر بامتداد القارات الست، وبات الجميع يتعايش معه وكأنه جزء من مرحلة يجب تجاوزها سواء باخذ اللقاحات أو بتقبل فكرة مناعة القطيع،فالموت الإقتصادي أسوأ من الموت الكوروني، ولا يعقل أن نكون منفردين بقرارات الاغلاقات والتبرير بحماية الأرواح والحد من تفشي الوباء،فالسياسة الحصيفة توجب المواءمة بين مصالح الأفراد وقطاعات الإقتصاد وكيفية التعامل مع سرعة تفشي الفيرس، وأن الاغلاقات ليست هي الحل سواء بتقليل الإصابات أو بالحد من الوفيات. 

نحن نعيش محنة بشرية جمعاء فعداد الموتى في ازدياد وعداد الإصابات في إرتفاع جنوني، والقطاعات الصحية العالمية تكثف جهودها لتوفير اللقاحات وتطعيم شعوبها دون أن تفكر في الاغلاقات بكل أشكالها، والاجراءات الأكثر تقبلا تتمثل في الذهاب إلى قبول فكرة مناعة القطيع،وتسريع وتيرة التطعيمات وليس الإغلاقات،وعلى الجهات الحكومية أن تتدبر سرعة إبتكار إجراءات جديدة كوضع كمامتين بدل واحدة والتركيز على آخر المعلومات المتداولة حول طريقة التعامل مع الفيروس دون اللجوء إلى الإغلاق. 

نحن مع تشديد العقوبات وتحديث الإجراءات للحد من سرعة تفشي الفيرس، ونرى أن الأولوية الوطنية تتمثل في التراجع عن أي خطوات لها علاقة بالاغلاقات، كون النتائج أكثر سوءا،فالارهاق الإقتصادي سوف يتواصل لفترات أطول قبل أن تتعافى الشركات التي أصابها الفيروس وقبل أن يتعافى الإقتصاد الوطني من تداعياته،كما أن الأفراد العاملين بوظائف متوسطة الدخل، والأقل حظا يعانون تراكم الديون والفوئد وعدم القدرة على السداد، فالالتزامات المادية كثيرة ويصعب تحملها في أي إغلاق جديد، ونقولها بكل صراحة إن الإغلاق إرهاق اقتصادي وبشري لا يمكن تحمله نهائيا.