الرواشدة يكتب : احذروا اهانة المجتمع بمزاعم عدم الالتزام بالقوانين،وطرح صور «التوبيخ» والسخرية

جفرا نيوز -كتب-  حسين الرواشدة  

خشى ما اخشاه ان يستمرأ بعض «الانصاف» من هواة النقد الممجوج «إهانة» المجتمع، الإهانة -هنا- لا تتعلق بما نسمعه يتردد من اتهامات بقلة «الوعي» ومزاعم عدم الالتزام بالقوانين، وانما بشتى صور «التوبيخ» والسخرية التي تضعنا «كأردنيين» في مواجهة تيار «متنمر» يحاول ان يجرح كرامتنا الشخصية التي هي جزء من كرامتنا الوطنية، ويحاول -ايضاً- ان يتعامل معنا بمنطق الاستخفاف والاستفزاز «والأستذة» المغشوشة. 

فرق كبير بين من يبحثون في «حالة المجتمع» وفق منهج علمي ناقد يتوسد الموضوعية والانصاف والوصول الى نتائج لمعرفة ما حدث وتجاوزه، وبين آخرين يتعمدون «إهانة» المجتمع، والاستقواء عليه، وقذفه بالحجارة، الصنف الأول -على ندرته- يفعل ذلك بالنيابة عنا ويستحق ان نسمعه وان نشكره ايضاً، اما الصنف الثاني  فيعمل بدافع الجهل او الإحساس بعقدة النقص او ممارسة أسوأ أنواع «النفاق»? وهو يستحق أيضاً ان نكشفه وان نردعه، ليس فقط لأنه دخل من «الأبواب» غير المشروعة، او لأنه اخطأ بحقنا، وانما لأنه «يتقوى» بصمتنا، ويراهن على قبولنا لهذه الإهانة او على «ابتلاعنا» لها? لقلة حيلتنا على الرد.

لدي عشرات الأمثلة لصور ومواقف ترددت في الفترة المنصرمة على ألسنة «أنصاف» متعلمين ومثقفين، في مجالات السياسة والاعلام والدين وغيرها، تعمدت «إهانة» المجتمع، ورشقته بالاتهامات، لا أتحدث فقط عن «قصة الحمار» ولا عن «فيديو التطعيم» ولا عن حملات «النسوية» المشبوهة التي اختزلت صورة المجتمع في «زواج القاصرات» والإساءة للمرأة، وانما عن سلسلة طويلة من المقررات والتصريحات والتلميحات التي تحاول ان تعبث بنواميسنا الوطنية، وتقدمنا على اننا «سكان» متخلفون، وتتصيد في المياه العكرة للاستخفاف بذاكرتنا وعقولنا...

صحيح ان مجتمعنا تعرض في السنوات الماضية لحملات «مسعورة» استهدفت تكسير قواه واضعاف حيويته وتشويه صورته، وصحيح ايضاً ان مجتمعنا يعاني من مشكلات اجتماعية واقتصادية ونفسية، خرجت من ظروف صعبة لم يكن له يد فيها غالبا، لكن الصحيح دائماً هو ان هذا المجتمع أفرز أفضل ما لديه من كفاءات بشرية حين كان يتمتع بعافيته، كما انه قدم نماذج رائدة في مجالات التعليم والصحة وفي مجالات الوعي والالتزام بالقيم والأخلاق قلما تجد لها نظيراً في جوارنا او وقتنا المعاصر.

حالة «الاستقواء» على المجتمع، او التجرؤ على معاقبته بدون أسباب مشروعة، او تحميله مسؤولية الخلل هنا وهناك، او الإساءة اليه بحجة عدم التزامه وقلة وعيه، هذه لا تنم فقط عن «استضعافه» والتنمر عليه وانما عن «ضعف» قدرة وحجة من يفعلون ذلك، وعن عدم معرفتهم ودرايتهم بما يتسم به هذا المجتمع من سمات الصبر والطيبة والاحتمال، ومن مقومات العافية والقدرة على تجاوز الصعاب...ولأنهم لا يعرفونه فإنهم لا يستطيعون ان يتنبأوا بردوده ايضاً.