صعوبات ولكن !!
جفرا نيوز - في مقابل كل عشر قنوات غنائية يتم بثها في الوطن العربي تظهر قناة واحدة إخبارية أو ثقافية أو علمية، هذه الإحصائية المفزعة تحمل عشرات المعاني الخطيرة التي قد تصيب البعض بالدهشة ، وخصوصا إذا علمنا أن أغلب الدول العربية تعطي تسهيلات بلا حدود لكل من يرغب في استثمار أمواله في قنوات غنائية، بينما تضع عشرات القوانين والعراقيل أمام كل من تسول له نفسه مجرد التفكير في إنشاء قناة إخبارية،و لقد حدت هذه التسهيلات لكثير من طلابي الشهرة والاقتيات على عقول الشباب وتضخيم الأرصدة إلى المسارعة بإنتاج قنوات خاصة بالفيديو كليب.
وتكمن خطورة الفيديو الكليب في الشريحة المتابعة لهذه الثقافة السامة والعفن الإعلامي المنتن، وقد أكد استبانة في مجلة(ولدي) في العدد الصادر في نوفمبر أن (98%) من الشباب يتابع الفيديو كليب بشغف، وقد أجريت الاستبانة على عينة عددها(122) من الآباء والأمهات، نسبة الشباب في العينة(65) موزعة في كل من الكويت والسعودية والإمارات، وجاءت نتيجة العينة كالآتي:المتابعون للفيديو كليب هم من 3 أعوام إلى 18 عاما، ونسبة (92%)منهم يتابعونه باستمرار، وأن 7’7 % فقط لاتحرص على المتابعة، وثمة أمر آخر خطر وهو سلسلة الأفكار والقيم والمبادئ التي يتلقاها الجيل من هذا العفن،ثقافة الشهوانية الفجة التي توحشت فيها العين ، وصارت الصورة تمارس المسخ العقلي للهوية العربية المسلمة، وليس الأمر في هذا المنتج متوقفا على التعري والالتواءات والموسيقى الصاخبة والرقص على الفاضي والمليان، ولكنه أيضا يسعى لتمرير نمط الحياة الغربية ، وإحلال نسق قيم غريب عن طريق التسريب عبر الصورة، والترويج لثقافة "من يخلع أكثر ينجح أكثر"، وأسهمت بعض الصحف ومواقع الانترنت لهذا الإسفاف لدرجة أنها لم تخجل من نشر مسابقة نظمتها إحدى القنوات الغنائية ل"أفضل فيديو كليب وِحِش؟؟؟"
وفي ظل هذا يبقى سؤال ملح لحالة جيل المستقبل الذي مافتئ أطفاله يرددون الأغاني الهابطة، وفتياته اللاتي تتنافس في كشف الصدور وهز الخصور على جادة الراقصة فلانة..... والمطربة .......، وكيف نواجه التلوث الثقافي ونتداوى من سم الأفاعي الذي أصيبت به مجتمعاتنا؟ وهل سنعاني من أزمة هوية جيل لن يسامح مربيه حين أسلموه لمن يمسخ هويته؟ بيد أن مساحة المقال لاتستوعب الآثار السلبية، وعلينا أن نسارع في مقاومة هذه القنابل المدمرة للعقول التي ندفع لها الأموال الطائلة لإسلام ذخيرة المستقبل إليها.
ماذا علينا ان نفعل نحن الاباء والامهات لانقاذ هذا الجيل الغارق في الوهم القاتل؟