جفرا نيوز - قالت وزارة التجارة والصناعة في سنغافورة أمس "إن الناتج المحلي الإجمالي للدولة انكمش بنسبة 5.4 في المائة في عام 2020".

وهذا هو أكبر انكماش في تاريخ البلاد، كما أن هذه هي المرة الأولى منذ عام 2001 التي يفشل فيها الاقتصاد القائم على التجارة في تحقيق نمو.

و ذكرت مؤسسة "مشاريع سنغافورة" الحكومية أن الصادرات والواردات تراجعت بصورة مجمعة بنسبة 5.2 في المائة العام الماضي.

وجاء الانكماش أقل مما كان متوقعا، بعد أن أشارت تقديرات سابقة إلى أن الانخفاض في الناتج المحلي الإجمالي سيصل إلى 5.8 في المائة، وبعد أن تسبب الإغلاق بسبب فيروس كورونا في الفترة من نيسان (أبريل) إلى حزيران (يونيو) في انكماش بنسبة 13 في المائة خلال الربع الثاني.

وقالت الوزارة "إن الربع الأخير شهد نموا في الاقتصاد بنسبة 3.8 في المائة على أساس فصلي، في نمو للربع الثاني على التوالي بعد انتهاء الإغلاق".

وكان الانتعاش في أواخر العام مدفوعا بالتوسعات القوية في قطاعات التصنيع الطبي الحيوي والإلكترونيات والهندسة الدقيقة.

ومع ذلك، سجل معظم القطاعات انكماشا، مع انخفاض الإنشاءات بنسبة تزيد على 35 في المائة، كما تضررت السياحة والقطاعات ذات الصلة بشدة من جراء "الأثر الاقتصادي واسع النطاق لجائحة كوفيد - 19".

يذكر أن اقتصاد سنغافورة نما بنسبة 1.9 في المائة في عام 2019 وكان متوقعا له قبل الجائحة أن يسجل نموا في 2020 .

وفيما يتعلق بعام 2021، توقعت وزارة التجارة نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تراوح بين 4 و6 في المائة، وذلك قبل أن يعلن هنج سوي كيت وزير المالية موازنة العام اليوم.

وخلال العام الماضي، أنفقت الحكومة نحو خُمس الناتج المحلي الإجمالي للتغلب على التداعيات الاقتصادية للجائحة.

وقالت شركة "كابيتال إيكونوميكس" للاستشارات أمس "إنها تتوقع أن تظل السياسة المالية فضفاضة، نظرا إلى أن الاحتياطيات المالية للدولة تساوي تقريبا 100 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي".

ويعتمد اقتصاد سنغافورة إلى حد كبير على التجارة، وبالتالي فإن آفاق تعافيه ترتبط بالتعافي في الخارج، بما في ذلك في أوروبا حيث لا يزال عديد من الدول في حالة إغلاق.

وحذرت مؤسسة "مشاريع سنغافورة" من أنه رغم أن وزارة التجارة تتوقع أن تؤدي "التطورات الإيجابية في الاقتصادات الخارجية الرئيسة إلى تعويض الاقتصاديات السلبية على نطاق واسع، فإن السياحة والقطاعات ذات الصلة، مثل الطيران، قد تشهد تعافيا أضعف مما كان متوقعا في السابق بسبب الرفع الأبطأ من المتوقع لقيود السفر حول العالم".

من جهته، توقع هنج سوي كيت وزير المالية السنغافوري أن يظل الوضع المالي في سنغافورة صعبا لأعوام.

ونقلت وكالة "بلومبيرج" للأنباء عنه القول في منشور على موقع "فيسبوك"، "إنه يتعين على سنغافورة انتهاج الابتكار والتحول في الاقتصاد".

وأضاف أنه "يتعين على البلاد تعزيز الجهود لمكافحة التغير المناخي، ومواصلة التعقل في الإنفاق".