سمو ولي العهد والأبوة الروحية للمتقاعدين
جفرا نيوز- بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي
لقد تابعنا جٌل مشاكل المتقاعدين منذ حوالي ثلاثة عقود ، حيث كانت كلها تتمحور فقط حول تأمين لقمة العيش الكريم او السكن الكريم او التعليم أو الصحة ، وخصوصا مع ارتفاع الأسعار والرسوم والضرائب بشكل جنوني ، وبقاء رواتبهم على حالها مما سارع بإنتقال فئة المتقاعدين العسكريين من طبقة ذوي الدخول المتوسطة الى طبقة الفقر المطقع الموحش والمرعبه لأمن الوطن .
المتقاعدون الذي كانوا في مواقعهم و ساهموا في بناء هذا الوطن بشكل مباشر من خلال القيام بواجباتهم بكل شرف وامانة واخلاص ، وهم الذين كانوا ولا زالوا يُضرب المثل بهم و بإخلاصهم لواجباتهم .
ولو اردنا ان نقارن المتقاعد العسكري الأردني بالعامل العسكري من الدول المجاورة لوجدنا الفروقات الكبيرة بالقيم والأخلاق وشرف المهنة والوظيفة ، لقد كنا نخدم على حدود بعض الدول المجاورة وكنا نسمع عنهم بأنهم يتعاطون مع الرشاوي على انها إكراميات وعطايا ، اضافة الى ان هناك بعض المواقع العسكرية الحساسة بالدول المجاورة التي كانت تقدم خدمات مباشرة لمواطنيها ، كان العاملين العسكريين فيها يشترون هذه المواقع مشترى بفلوس او بواسطات لانها كانت تغنيهم بالرشاوي والعطايا الغير القانونية ، على عكس العسكري الأردني الذي ما وصل للتقاعد إلا لان سجله الوظيفي كان نظيفا يخلى من هذه الشوائب ولم يتقاعد إلا لان الحوادث قد نالت منه وجعلته شهيدا أو معتلا مريضا مصنفا بالدرجة الرابعة او الخامسة لا يستطيع العمل بأي وظيفة أخرى .
اما الآن وقد وضع ولي العهد سبدي صاحب السمو الملكي الأمير حسين حفظه الله ورعاه يده على ملف المتقاعدين وبتوجيهات من سبدنا جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الثاني اعزه الله وسدد على طريق الخير خطاه ، فإنني اتفائل وبشكل كبير وقوي بالخطط التي وضعها والتي حتما سوف تنفذ وتعود بالفائدة على كل المتقاعدين العسكريين .
المتقاعدين العسكريين ومطالبهم المعيشية الحياتية وليست مطالب للرفاهية كلها تتمحور بعدة نقاط من أهمها :
1- الشهداء لا تنتهي خدمتهم ويبقون يترفعون مع اقرانهم وتؤمن عائلاتهم بكل المزايا التي تعطى للرتبة التي يصل لها الشهيد وكل العلاوات والخدمات الوجستية.
فكلنا يعلم أن الشهيد هو الحي الذي يرزق وهو حبيب الله وحتى يبقى حياً في الوطن كما هم عند الله احياء يرزقون .
2-المساواة في الرواتب فيما بين المتقاعد القديم والحديث .
3- التأمين الصحي لعائلاتهم واولادهم الغير العاملين .
4-التعليم المجاني في الجامعات كمنحة لهم ولأولادهم الذين افتقدوا الحياة الطبيعية بسبب وظائفهم التي كانت تأخذهم من عائلاتهم ، حيث ان الكل يعرف ان العسكري مرهون رؤيته لعائلته بالإجازة التي لا تتجاوز بأقصاها 48 ساعة.
5- اعفائهم من القروض التي اقترضوها بسبب السكن او التعليم او الغاء او تخفيض الفوائد البنكية عليهم كونهم كلهم مديونين للبنوك الربوية ويقتطعون من رواتبهم الهشة ثلثها او نصفها لتلك البنوك وهم متعثرين ماليا مطلوبين قضائيا للمحاكم .
6- تنظيمهم من خلال تطبيقات إلكترونية او مؤسسات وطنية تضم الخبراء والمهنيين منهم بحيث يتم احلالهم محل العمالة الوافدة التي اكلت سوق العمل الأردني بالأعمال الحرة والمهنية .
7- عمل ورشات تدريبية عملية لهم ليتمكنوا من عمل مؤسسات فردية مهنية تختص بالمهن العمرانية والميكانيكية والرقمية .
8-تحفيز المؤسسات والشركات والبنوك الخاصة بتقديم اعفاءات او تخفيضات على الرسوم والضرائب عليهم اذا ما قدموا مزايا خاصة بالمتقاعدين .
وأخيرا ان المتقاعدين العسكريين يحتاجون الى ابوة روحية تتابعهم وتلتقي بهم وتتحسس مشاكلهم وتعيد تجنيدهم وتأهيلهم بحيث يبقوا ذخرا احتياطيا للوطن في حال ان دعت الحاجة لاستخدامهم .
وانا استبشر خيرا بسمو ولي العهد الذي وضع يده على هذا الملف مع أنني اتمنى لا بل ارجوا الله ان لا يحيط به مستشارين إلا من فئة المتقاعدين الذي عانوا ويعانوا من قساوة الحياة في هذا الوطن .
واخيرا ارجوا الله ان يحفظ الوطن والشعب و جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين .