رساله حيث يرقد ابي

جفرا نيوز - كتب فارس حجازي 


 لست ادري كيف ابدا الكلام  فانا في حضرة الروح التي لا زالت تسكن حنايا القلوب ..وانا في حضرة  الشوق الذي يطوية التراب ..وانا في حضرة المعلم .. الذي رسم لنا طريقا  وعلمنا كيف نمشيه  فمشيناه .
والدي العزيز .

ادرك انك غبت جسدا  وتركت  ارثك الطيب  لكنك لم تغب روحا  فانت باق فينا  ما بقيت فينا الحياة ..ما بقيت الانفاس  ..هل يغيب  الحب يا ابي ..

 لا زلت يا ابت اقف امام اريكتك  انظر اليها  ولا زالت  ذاكرتي  تقطر  بتفاصيل وجهك البهي ..كما اني لا زلت اتذكرك وانت تعلمني اول حروف الهجاء  وتزرع في قلبي  اول بذور المحبة والخير.

هل تذكر  كيف كنت تاخذ بيدي لترميني في احضانك ..انا اذكر ذاك الشيء وكانه امامي  ..هل تذكر يوم كنت اعاني الالم  كيف كانت يداك  تداعب شعري وقبلاتك تطبع على جبيني  فانسى الالم ..انا يا ابي لا زلت اذكر .

بعد ثمانيه عشر عاما  من غياب جسدك  هذا انا اليوم  ابشرك  باني لا زلت على الطريق الذي علمتني ان امشيه .... لا زلت احافظ  على الود بين الناس ..ولا زلت انحني امام  تواضعك  الذي يشبه تواضع الانبياء .

بعد كل هذا الزمن اقف لاقول لك  شكرا بحجم الشوق اليك ...شكرا لانك علمتنا الصبر ..شكرا لانك علمتنا كيف نكتب الحب على وجه القمر .. وكيف نغزل من جدائل الشمس قصائد نغنيها للوطن .

 ثمانية عشر عاما ....ولا زلنا   نتعلم منك  ان الحب حياة ..والعمل عبادة ...والتواضع منجاه ..لا زلنا نحاول ان نستكمل الدروس ..صدقني يا ابي انا نحاول ان نقتبس منك نفسك وانفاسك وحضورك ..ولكن من نحن  يا سيد الذكريات  لنقتبس من القمر نوره ومن الشمس وهجها.

وانا اقف فوق بيتك الابدي رافعا يداي الى رب الكون الرحمن الرحيم  بان يتغمدك بواسع رحمته  اريد ان ابكي  ولكني اخشى من دمع عينيك ..اريد ان اشكر ..وهل في كل اللغات كلمات  حروف وكلمات تفيك الشكر .
اريد ان اقول لك في نومتك شيء لا تكتبه الحروف لذلك اغفر لي ضعفي في حضرتك .....وكل ما اقوله  شكرا بحجم الحب ..احبك يا ابي.