شكراً للجزائر

جفرا نيوز -كتب حمادة فراعنة 

مهما تعالت أصوات التراجع والهزيمة.. فحيح التطبيع والخذلان، تبقى فلسطين عنواناً وشعباً وقضية... تبقى وتعيش كي تنتصر، لا خيار آخر لشعبها وأشقائه وأصدقائه، سوى انتصار مشروعها الوطني الديمقراطي الفلسطيني.
تتسع درجة التعامل وعدد الدول مع المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، وتبقى الجزائر صوتاً وعلماً وتراثاً مع فلسطين بلا تردد، بلا خنوع بلا انكفاء. 

مهما تكالب المستعمرون وعملوا، ستبقى محكمة الجنايات الدولية عنواناً لجرجرة المستعمرين وقياداتهم العسكرية والسياسية بهدف محاكمتهم على ما قرفوه من جرائم بحق شعب الأرض المقدسة التي باركتها السماء. 

فلسطين بوابة الأرض نحو السماء، أرض الإسراء والمعراج، أولى القبلتين، ثاني الحرمين، ثالث المسجدين، ولادة السيد المسيح وبشارته وقيامته، لن تُذل، لن تُهزم، لن يُطفأ نورها، بفعل أطفالها وشبابها، نساء ورجالاً، لأنها من طينة باركها الله، وجعلها محصنة إلى الأبد بالخير والمحبة كما الحرية والعدالة، هكذا عمل لها ولشعبها ابنها البار: السيد المسيح عليه السلام، وآتاها محمد النبي الرسول ليؤكد مباركتها ومكانتها إلى الأبد. 

نواب الجزائر يرفضون المشاركة في مؤتمر حوض البحر المتوسط بحضور نائب من المستعمرة الإسرائيلية، وقاطعوه، كان من المفترض مقاطعته من قبل كافة نواب بلدان البحر المتوسط العربية وتتكرر المقاطعة حتى يتم إنهاء هذه المنظمة البرلمانية واستبدالها بمؤتمر برلماني عربي أوروبي فقط، حتى لا يبقى المتوسط عنوان هذا المؤتمر ومنصة تطبيعية مع أدوات المستعمرة الإسرائيلية.

لقد سقطت كل الحجج للتطبيع، على خلفية عدم تجاوب حكومات المستعمرة مع استحقاقات التطبيع والسلام، بإقرار الانسحاب الإسرائيلي من كافة الأراضي المحتلة عام 1967 السورية واللبنانية والفلسطينية، والواقع أن سياسة المستعمرة المعلنة هي التوسع والاحتلال والضم، والعبرنة والأسرلة والتهويد، وعدم الاستجابة  لقرارات الأمم المتحدة في الانسحاب وإنهاء الاحتلال.
محكمة الجنايات الدولية التي شملها التغيير بإنهاء ولاية المدعية بن سنودا ليكون مكانها المدعي العام البريطاني كريم خان الذي عملت المستعمرة على توفير فرص نجاحه، لن يتمكن من توفير الحماية وعدم الملاحقة لمجرمي الحرب الإسرائيليين.

لا أحد يتوهم أن تقديم المجرمين الإسرائيليين للملاحقة وإدانتهم وحبسهم سيوفر للفلسطينيين استعادة حقوقهم، ولكن الخطوات التدريجية التراكمية ستكون حصيلتها هزيمة الاحتلال المؤكدة، ومثلما أخذوا فلسطين واحتلوها عبر مخطط تدريجي متعدد الخطوات والقفزات، ولم ينفذ برنامجهم مرة واحدة، ودفعة واحدة، سيخسروا فلسطين أيضاً بخطوات تدريجية مترابطة تراكمية.
قيمة الإنجازات على المستوى الدولي أنها تؤدي إلى تعرية مشروعهم الاستعماري وكشفهم بعد سنوات التضليل وغفلان جرائمهم والسكوت عنها وعدم تحميلهم تبعاتها.