لماذا يرفض بعض كبار السن أخذ اللقاح ضد كورونا؟

جفرا نيوز- هل هي "مؤامرة” جيو سياسية؟ أو ربما مؤامرة تحبكها شركات أدوية ولقاحات عالمية؟ ربما ليس من الضروري معرفة ما طبيعة المؤامرة وخلفيتها ومؤسسيها، المهم أنها مؤامرة فحسب.

هكذا يبرر كبار سن من نساء ورجال ضمن سلسلة تبريراتهم لرفضهم أخذ لقاح فيروس كورونا، بالرغم من أنها أهم الفئات التي وضعتها منظمة الصحة العالمية في قائمة الفئات الأكثر أولوية لأخذ اللقاح المواجه للفيروس.

لكن يبدو أن نداءات منظمة الصحة العالمية والتأكيدات الحكومية على أهمية توجه كبار السن إلى أخذ اللقاح تدخل من أذن وتخرج من أذن أخرى لعدد لا بأس منه من كبار السن، الذين أعلنوها بما هو أشبه بالثورة المضادة لأخذ اللقاح.

ليست فقط نداءات منظمة الصحة العالمية وتشديدات التصريحات الحكومية على ضرورة أخذ فئة كبار السن في الأردن للقاح، بل أيضاً تواجه محاولات الإقناع التي تصل إلى حد التوسل من قبل أبناء كبار سن بأخذهم للقاح رفضاً متعنتاً، مثل ما حدث مع مروة الفياض التي هددتها والدتها الستينية بأنها سوف "تغضب عليها” في حال قامت بتسجيلها دون علمها في منصة الحصول على مواعيد أخذ اللقاح.

فمروة واحدة من أبناء كبار سن تحدثوا لـ”الغد” عن صعوبة "معاركهم” في إقناع آبائهم وأمهاتهم من التسجيل لأخذ اللقاح.

وتضيف مروة: "المرهق في محاولاتي لإقناع والدتي بضرورة أخذ اللقاح، أن شقيقاتها من هن من جيلها ومنهن أكبر منها متمسكون أيضاً بقرار عدم أخذ اللقاح بطريقة كأنهن شكلن حزب معارض لأخذ اللقاح، وعندما أسألهن عن سبب رفضهن لذلك يكون الجواب واحد: أصلاً كل كورونا مؤامرة!”.

"ما هي المؤامرة ومن أين أتت لا أعلم” تضيف مروة، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن تعنت والدتها من أخذ اللقاح يشعرها بمسؤولية مضاعفة في حماية والدتها من كل الطرق التي قد تجعلها تصاب بفيروس كورونا.

وتضيف: "قرابة العام الكامل وأنا أتبع كافة الإجراءات الاحترازية تحسباً من إصابة والدتي بالفيروس، وعندما وصل اللقاح إلى الأردن اعتقدت أن تخوفي على صحة والدتي سوف يختفي بحيث إذا أخذت اللقاح فإنها ستكون في أمان، لكن الله يسامح الذين يبثون لدى كبار السن وسواس بأن اللقاح هو مؤامرة”.

"ليتها وقفت عند نظرية المؤامرة” يقول رائد العمر ل”الغد”، فبحسب قوله أن والدته ووالده الذين هم في عمر أوائل السبعين عاماً يرفضون أخذ اللقاح تأثراً بالمعلومات والفيديوهات التي يتم تناقلها على تطبيق الواتساب وتحذر من أخذ كبار السن للقاح.

ويضيف: "بح صوتي أنا وإخوتي ونحن نرجو والدينا بعدم تصديق ما يتم تداوله عبر الواتساب من معلومات مغلوطة، واللافت في الأمر عندما أقرأ ما يصلهم من رسائل من جهات تدعي أن معلوماتها وفق مراكز دراسات عالمية، أبحث عن أصل مراكز تلك الدراسات عبر غوغل ولا أجد لها أي أصل أو فصل أو حتى عنوان!”.

ويختم: "أنا مدرك أن فئة كبار السن يكون أحياناً من الصعب إقناعهم لاتخاذ قرار يرفضون اتخاذه، ومقتنع أن التعامل معهم يكون أشبه بالتعامل مع الأطفال أحياناً، لكن أرى أنه من الضروري أن تكثف الحكومة في خطابها الإعلامي جهودها في توعية كبار السن لأخذ اللقاح، وعلى وسائل الإعلام أن تعزز حملاتها التوعوية والتثقيفية بذلك”.

يشار إلى أن من بين ما يتم تداوله عبر تطبيق "الواتساب” من معلومات مغلوطة تتحدث عن خطورة أخذ كبار السن للقاح ما وصل ل”الغد” من نسخة تتحدث عن أن أخذ كبار السن للقاح هو "مؤامرة عالمية هدفها التخلص من فئة كبار السن بسرعة وجعل المجتمعات مجتمعات فتية فقط!”.