الاتفاقيات والمعاهدات الأردنية عبر التاريخ


جفرا نيوز - كتاب نادر وجديد
للدكتور احمد عويدي العبادي (أبو البشر)
المؤرخ المفكر والمعارض السياسي الأردني المعروف: د احمد عويدي العبادي، شرع يوم الأربعاء 10/2/2021 بالصياغة النهائية لكتابه الجديد الْهَامّ ’ الذي يأتي بعنوان (الاتفاقيات والمعاهدات الأردنية عبر التاريخ على مدى 5000 سنة)، حيث يتناول مواضيع هامة ونادرة في تاريخ الأردن والقبائل والممالك الأردنية القديمة والوسيطة
وتمتد الفترة التي يغطيها الكتاب منذ زمن قوم ثمود الأردنيين الذين نزل فيهم النبي صالح عليه السلام، مرورا بالاتفاقيات مع حضارات وادي النيل، وحضارات وادي الرافدين والممالك السورية والكنعانية وممالك اليمن السعيد، وكلها قبل ميلاد السيد المسيح عليه الصلاة والسلام.
كما يتناول المؤلف في كتابه هذا، معاهدات واتفاقيات الأنبياء الكرام الذين نزلوا في الأردن، وهم صالح وشعيب وايوب ولقمان ولوط، و(النبي الياس وُلِد في منطقة عجلون) عليهم الصلاة والسلام، او الذين عملوا او مروا بها مثل موسى وهارون ويحي (يوحنا المعمدان) وعيسى عليهم السلام جميعا، وما كان من اتفاقيات مع الأردنيين، تخص عقيدتهم وشرائعهم ودعواتهم، سواء اتفاقيات ومواثيق شخصية ام عامة حدثت على الأرض الأردنية او مع الأردنيين
ويتطرق الكتاب بكل الاحترام الى المعاهدات التي عقدها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع العشائر الأردنية اثناء وبعد غزة تبوك، والتي لم يركز التاريخ عليها كثيرا، كما يتحدث الكتاب عن معاهدات الدول الإسلامية زمن الامويين والعباسيين والأيوبيين والصليبيين والعثمانيين، فيما يخص الأردنيين.
كما يتناول المعاهدات البينية والخارجية للممالك الأردنية الثمودية القديمة، ومعاهدات العشائر الأردنية البينية والخارجية، في العصور الوسطى وحتى منتصف القرن العشرين الميلادي، وهذا كله برهان واضح على عمق الأردنيين وفهمهم للأوضاع السياسية والدينية من حولهم كل في جيله وزمنه.
وقد اعتمد المؤلف على مصادره الثابتة وعلى راسها القران الكريم والسيرة النبوية الشريفة، فضلا عن الكتاب المقدس من العهدين القديم والجديد، ووثائق حضارات وادي النيل وحضارة وادي الرافدين واليمن السعيد
د احمد عويدي العبادي معروف بمنهجه التعليلي والتحليلي في كتابة التاريخ، وليس الأسلوب السردي، ولا الأسلوب الوصفي، ولا أسلوب (نسخ/ لصق) فهو يأخذ المعلومة على صغرها وبساطتها ويحللها ويثبت صحتها من عدمه، وإذا صحت يخرج منها بنتائج ليست أصلا في النص وانما يتم استنتاجها من السياق بحجة مقنعة وموثقة حسب أصول البحث، ويعيد بناء الحدث من خلال هذه المعلومة. وبهذه الطريقة استطاع إعادة صياغة تاريخ الأردن بشكل علمي وموثق
ومن المعروف ان د. عويدي العبادي لا يخضع في كتاباته ومواقفه وحياته للأهواء السياسية والمزاجية اطلاقا، ذلك انه يعتبر خضوع المؤرخ للأهواء السياسية، انما يحوله من مؤرخ الى مزور للحقائق ومن طود شامخ الى طرطور ومن قلم الى ألم ومن صخرة راسخة الى ريشة في مهب الريح. وهو صاحب مقولة (من عجز عن صنع تاريخٍ لنفسه، فمن اين اصنع له تاريخا وهو عالة على التاريخ ولم يعرف الا عبادة الاصنام والتسحيج والذل والخنوع). كما انه يسلك الخط الوطني الأردني ويقول ان في تاريخنا وتراثنا ما يغنينا عن اكاذيب السفهاء والجهلة
الكتاب يسد فراغا كبيرا في المكتبة الأردنية، وقد أمضي المؤلف سنوات طويلة في جمع المادة وتبويبها، كما هي عادته في جمع المعلومات أولا ثم يشرع بالصياغة، وقد يستغرق الجمع سنوات طويلة. ثم يأتي دور مرحلتها النهاية وهي صياغتها، والتي تحتاج الى تفرغ والى جهد مضني جدا، توخيا للدقة والأمانة الوطنية والتاريخية، وقياما بالواجب الوطني، عبر القلم والامانة العلمية والتاريخية والشجاعة الأدبية
ويجد القارئ مادة دسمة ونادرة ومشوقة جدا، تبرهن على عمق الأردن وتاريخه وأهله وهويته، والمستوى الرفيع الذي وصلت اليه عبر التاريخ كل من: عشائرنا الأردنية، والممالك الأردنية القديمة في ابرام مثل هذه المعاهدات والاتفاقيات، في صراعها السلمي والحربي من اجل البقاء.
كما ان هذا الكتاب هو الأول من نوعه في هذا المجال، والذي يسد فراغا هاما في المكتبة الأردنية وفي تاريخ الأردن، وتتم كتابته بأسلوب ادبي تاريخي رفيع، كما هو معروف عن كتابات الدكتور عويدي العبادي، وتمكنه من ناصية اللغة العربية ومادته التي يكتبها واسلوبه الادبي الرفيع الدقيق الذي يمثل السهل الممتنع.
الجدير بالذكر ان د احمد عويدي العبادي (أبو البشر ونمي)، متخصص في الشؤن الأردنية، ويعتبر حجة وخبيرا سياسيا، ومرجعا وطنيا وعالميا في مجال العشائر الأردنية والقضاء العشائري، والسياسة الأردنية، وتاريخ الأردن القديم والحديث، والشؤن الأردنية بعامة، وهو معارض سياسي معروف.
لابد من القول هنا انه يتم اعتماد مؤلفات د العويدي وفكره السياسي، عالميا، ضمن دراسات الشرق الأوسط والشؤن الأردنية والعربية والعالم الإسلامي، حيث ان له نظريات معروفة في المجال السياسي والاجتماعي والتاريخ، وهي نظريات مُعتمدة في جامعات عالمية، وهو يحمل درجة الدكتوراه من جامعة كمبردج البريطانية في الشؤن السياسية والاجتماعية منذ نهاية 1982 م. وحصل عليها في اقل من ثلاث سنوات، وهو امر مميز.
كما ان له عشرات الكتب بالعربية والانجليزية وترجم أكثر من عشرين كتابا عن الإنجليزية تخص الاردن