المدارس وكورونا...
جفرا نيوز - بقلم د. جهاد المليطي
مجموعة قنوات إعلامية تناقلت خبر يوم أمس عن خبير أوبئة مفاده أن للعودة للمدارس هو خطر وسوف يسبب انتشار للعدوى... برأي الكلام المذكور غير علمي ولا يعتمد على أسس علمية.
في دراسة نشرت حديثا في واحدة من أعرق المجلات العلمية (science) أظهرت بأن انتشار العدوى سببه من هم أعمارهم بين ال 20 وال 49، وأن هذه المجموعة من الأعمار لوحدها مسؤولة عن نقل او التسبب ب 72٪ من العدوى المجتمعية. بينما الأطفال من اعمار 0 إلى 9 سنوات مسؤولون عن اقل من 5٪ من العدوى المجتمعية. واليافعين من أعمار 10 إلى 19 مسؤولون عن اقل من 10٪ من العدوى المجتمعية. الدراسة تمت على ما يقارب ال 10 مليون شخص في الولايات المتحدة الأمريكية وبينت ان الأعمار من 20 إلى 49 هم المتسببون بتفشي العدوى المجتمعية من خلال تنقلاتهم ونشاطاتهم الاجتماعية وبأن المدارس واعادة فتحها لم تتسبب بزيادة انتشار المرض او العدوى المجتمعية او زيادة عدد الوفيات. (المرجع 1)
من جهة أخرى فإن مركز السيطرة على الأوبئة والأمراض المعدية الأوروبي أوصى بعدم استخدام خيار إغلاق المدارس إلا في حالات التفشي الوبائي الكبيرة جدا وذلك للتاثير السلبي الكبير على المجتمع المحتمل من إغلاق المدارس. المركز أيضا أكد بأن الأطفال هم أقل الأشخاص تأثرا بالمرض واقل الأعمار تسببا بنقل العدوى. (المرجع 2)
تقرير من مجلة nature العالمية يؤكد بأنه لا يوجد دليل علمي قوي يثبت بأن أي من السلالات الجديدة قادرة على التسبب بالعدوى للأطفال بشكل اكبر من السلالة الأصلية لفيروس الكورونا. (المرجع 3)
بناء على ذلك، لا يوجد منطق علمي للعودة لإغلاقات المدارس لمحاربة انتشار العدوى لمرض الكوفيد-19. وإذا أخذنا بعين الاعتبار بأن اغلب المدارس الوطنية غير مؤهلة أو قادرة على تنفيذ برامج التعليم عن بعد بشكل فعال ومنتج، فإن خيار إغلاق المدارس هو أمر غير مقبول وسوف تكون له نتائج كارثية مستقبلا على المستوى العلمي للأطفال والمجتمع بشكل عام. لذا أرجو من الحكومة إستخدام طرق علمية لاتخاذ اي قرار يخص المدارس بدلا من الإعتماد على أراء غير علمية ينشرها من يدعي بأنهم خبراء أوبئة وأمراض معدية (ولا يوجد ما يؤهلهم لهذا الادعاء).