ما المدة التي يحتاجها جسمك لهضم الطعام؟
جفرا نيوز - ربما لا يدرك كثيرون منا الدور الكبير الذي يقوم به جهازنا الهضمي في سبيل هضم، امتصاص ومن ثم التخلص من مختلف الأطعمة التي نتناولها على مدار اليوم.
وربما لم يخطر ببال أحد منا معرفة ما يحدث للطعام بعد بلعه، خاصة وأن الجهاز الهضمي ككل يتكون من عديد الأجزاء المتحركة المحورية المعقدة. ونستعرض في السطور التالية بعض المعلومات عما يحدث أثناء الهضم، وما المدة التي يحتاجها الجسم لهضم الطعام، وهي معلومات من الضروري معرفتها لاكتشاف آلية عمل الجسم.
أول خطوة لهضم الطعام هو وضعه في الفم ثم مضغه، لكن الحقيقة أن الأسنان لا تقوم بكامل المهمة، وإنما تقوم الغدد اللعابية في غضون ذلك بترطيب طعامك، وبالتالي تسهيل عملية مروره عبر المريء عند البلع. ومن بعدها، يمر الطعام عبر الأمعاء الدقيقة والغليظة، ويتم امتصاص المياه والمغذيات المهضومة في الأمعاء الدقيقة وتنقل للدم، فيما تتحول الفضلات السائلة إلى براز في الأمعاء الغليظة وينتقل بعدها إلى المستقيم، حيث يُخزَّن البراز إلى أن يتم دفعه للخارج مع حركة الأمعاء.
يتوقف الوقت الذي يحتاجه الجسم لهضم الطعام ( من وقت وضعه في الفم حتى وقت إخراجه ) على كثير من العوامل. وعلقت على ذلك دكتور رابيا دي لاتور، أخصائية أمراض الجهاز الهضمي في جامعة نيويورك لانجون بالولايات المتحدة، بقولها: "يتفاوت الوقت الذي يُهضَم فيه الطعام بالجسم من شخص لآخر، لكن بشكل عام، عادة ما يستغرق الأمر من يومين إلى خمسة أيام لهضم الطعام. وهناك بالفعل عوامل عديدة وراء هذا التفاوت في مدة هضم الطعام، في مقدمتها نوع الطعام، حيث يجب معرفة أن نوعية الأطعمة عالية الألياف تساعد على تسريع عملية الهضم".
فيما قالت من جانبها دكتور كريستن لي التي تعمل كطبيبة متخصصة في أمراض الجهاز الهضمي بكليفلاند كلينك "أما الأطعمة البسيطة ( مثل الأطعمة غير المصنعة ) فيسهل على الجسم هضمها، بينما يصعب عليه هضم الكيماويات المعقدة الموجودة في الأطعمة المصنعة، ومن ثم يجب هنا معرفة أن الجسم قد يحتاج مدة أطول لهضم السكريات المعقدة، الأطعمة الغنية بالدهون والأطعمة الغنية بالبروتين". وأضافت دي لاتور أن أداء الجهاز الهضمي يتباطأ مع تقدم الإنسان في السن.
رغم وجود عدد من الحالات التي قد تؤثر على الجهاز الهضمي، لكنها لا تتسبب كلها بالضرورة في إبطاء أو تسريع أداء الجهاز الهضمي، ومع هذا، يجب معرفة ان هذين الأمرين ليسا المؤشرين الوحيدين على وجود مشكلة ما، وأن من أبرز هذه الحالات: السرطان، حموضة المعدة، عدم تحمل اللاكتوز ومتلازمة القولون العصبي.
ونصح الباحثون في الأخير بضرورة مراجعة الطبيب حال لاحظتِ أن جهازك الهضمي لا يعمل على ما يرام، كما في حالة تكرار إصابتك مثلا بالإسهال أو الإمساك. والخبر المطمئن هو أنه يمكن السيطرة على كثير من المشاكل الهضمية ببعض التغييرات التي يمكن إدراجها بنمط الحياة المتبع، وهو أمر يسهل علينا تحقيقه.