عندما يرحل الكبار
جفرا نيوز- كتب - نسيم عنيزات
عندما يرحل الكبار تبدا ساعة الذكريات تعود بنا الى الوراء لنستذكر مواقفهم الوطنية، وحكمتهم السياسية، التي كانت دوما للوطن وبحجم الوطن.
نعم انهم الكبار يخطفهم الموت من بيننا ونحن بغفلة من الزمن، متناسبن انهم فهموا الوطن وفهمهم، احبوه كما احبهم، فكان الارض الخضراء المعطاءة، وكانوا ماءه ونقاءه وصفاءه، كان الزاد والزواد، وكانوا الحراس على ابوابه .
اعطوه من تعبهم وكدهم وعمرهم ليعطيهم من خيراته وامنه واستقراره، قدموا له الكثير فاكرمهم وانزلهم منازلهم، فكانوا ذاكرة صامتة، مخزنا متنقلا من الذكريات لكنه متعبا من الهموم، كانوا ارشيفا وطنيا، التصقوا بالوطن وعاشوا معه كل تفاصيله يراقبونه خطوة بخطوة، علاقة مشتركة كما الاب والولد كل منهم يخشى على الاخر فلا ينام حتى ينام الاخر..ارتباط ابوي لا مصلحة ولا مكسب، فكم نحتاج لهم اليوم بعد ان اوجعنا رحيل المهندس عبد الهادي المجالي ليزيد الى وجعنا اوجاعا مرة برحيله، واخرى خوفا وخشية من رحيل الاخرين، ليلحقوا به بقلوب متعبة وعقول حزينة ونظرات العتاب تملا المكان.
وكأنهم يقولون نحن لم نبع ولم نساوم ولم نخن فكان الاردن يرعى في الجفون وبين الاهداب.
فلم تتعبنا الاعمار والسنون على طولها فهي مخزن الذكريات والعطاء، فنحن من الوطن كما هو قطعة منا.
نعم ان للوطن رجالات باقين في الوجدان والذكريات لهم علينا حق، لانه لا مكان لهم الا بدائرة الوطن ولا يقبلون النظر الا الى الامام، ولا كبير عندهم الا الوطن والنظام كبيرهم وعقيدهم الملك و الهاشميون.
الم يحرك بنا رحيل الباشا حنينا الى الماضي لنبحث عن قائمة المفقودين بين الكبار قبل رحيلهم ونعود مرة اخرى الى البكاء والرثاء.