فقراء دمشق يتزوّجون في الأزقّة جماعيا آملين بالتغيير الايجابي.. وانتعاش لمهنة "الداية"
يتزاوجون رغم الضجر والملل والانتظار والفقر لا بل ينجبون المزيد من الأطفال
جفرا نيوز - تلك العبارة وردت على لسان فنانة سورية تقيم في مدينة دمشق وهي تحاول التحدث عن آخر مستجدات طقوس الزواج والعائلات وسط التجمعات السكانية الفقيرة أو المهمشة حيث أزمة معيشية حادة قوامها انخفاض قيمة الليرة السورية اكثر وأزمة المازوت والاحباط العام الذي يعتري قطاع الشباب بسبب صعوبات الزواج.
ماريا أبو ديب ناشطة اجتماعية بالقرب من حي المالكي الراقي في العاصمة السورية حاولت رصد حوارات التفاوض من أجل الزواج تحديدا في الاحياء الشعبية وأوساط ذوي الدخل المحدود الذين يعانون من ارتفاع الأسعار الحاد.
تدير ابو ديب موجة اذاعية خاصة عبر شبكة الانترنت تحاول الاستثمار عبرها في التحدث مع العائلات المستورة على الأقل خلال مرحلة ضخ التيار الكهربائي والهدف كما تقول "جمع رؤوس أكبر من الفتيات والشباب في سن الزواج على أصغر مخدة ممكنة والتيسير بين الناس خصوصا الفقراء وذوي الدخل المحدود بالحلال وبأسرع وقت ممكن”.
تشارك الناشطة نفسها مخاوف الخبراء في لجنة اسمها لجنة العفاف تنشط في حي الامويين وتلعب دورا موازيا في اقناع العائلات بمفهوم السترة الذي يعني اقتصار طقوس الزواج على اضيق نطاق ممكن ودون مبالغات حيث ان لجنة العفاف تبث رسالة على موجة اذاعية تحذر من فوضى اخلاقية ومخالفات للأعراف والتقاليد خصوصا في المجتمعات الفقيرة والمحافظة جدا والمتدينة اذا لم يشجع الاهالي جميعا تيسير حالات الزواج.
تبدو فكرة الزواج الجماعي ضمن مبادرات في محيط الشام بمعنى يشرحه الشيخ زكي عباس وهو يتجول بين العائلات في الأحياء الفقيرة ليجمع احصاءات علاقات الخطوبة بين الشباب على امل اقناع الاهالي في الحارة الواحدة بزواج جماعي يدخل الفرح الى اهالي المنطقة ويتميز كما يؤكد الشيخ عباس بإظهار التكافل والتضامن الاجتماعي مع أن الهدف هو تخفيف النفقات والمصاريف.
تزداد بوضوح أنماط المبادرات الاجتماعية والازواج الشباب يتفقون اليوم على فعالية عقد قران بسيطة جدا وغير مكلفة وعلى الإقامة في منزل أهل العروس أو العريس إذا توفرت غرفة صغيرة حتى لا تزيد مظاهر الانحلال في المجتمع ولا تبدو الحكومة أو الدولة قادرة على المساعدة هنا لذلك تقول أبو ديب قررنا مساعدة أنفسنا.
لكن الإشكال حسب المختصين هو أن المزيد من الاطفال ينجبون بعد الزواج فمعدلات الزيادة والمواليد كبيرة جدا في أحياء دمشق المهمشة.
والشيخ عباس يلاحظ بأن إنجاب طفل في وضع معيشي بائس اصلا هو خطوة لإظهار تغيير ايجابي في الحياة والحصول على قدر من السعادة فالأحوال قد تتغير لاحقا بإذن الله لكن ازقة الصفيح والبيوت القديمة خصوصا في محاذاة وجوار ساحة الامويين تعج اليوم باحتفالات الزواج البسيطة.
وتعج أيضا بالأطفال الجدد فيما انتعشت مهنة القابلة القانونية "الداية” بشكل غير مسبوق بدلا من التورط بالولادة في مشافي القطاع العام أو في كلفة وفاتورة الإنجاب للأطفال في مراكز القطاع الخاص حيث أسعار وفواتير لا يمكن للفقراء أن يدفعوها.