سونيا الزغول : كتاب الكماشة يركز في محتواه على العقوبات الأمريكية بعد الانسحاب من الاتفاق النووي ومنع انتشاره
جفرا نيوز - قالت الكاتبة والإعلامية سونيا الزغول خلال حفل اشهار كتابها "الكماشة " يوم امس .
أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة الحضور الكريم
أشكر معالي نائب رئيس الوزراء الأسبق جواد العناني على رعايته الكريمة، ممتنة للوزير والعين السابق والسفير الأردني الأسبق في طهران معالي د. بسام العموش على تقديمه المميز للكتاب الذي ستجدونه في أولى صفحاته بين أيديكم ومشاركته أيضا الليلة في حفل الاشهار، و وأشكر جزيلا وزير التنمية الاجتماعية الأسبق معالي الدكتور أمين المشاقبة على مشاركته القيمة التي أضافت كثيرا للمادة المتاحة في الكتاب، وعميق امتناني للدكتور محمد المحتسب الذي أتشرف بادراته للحوار في حفل الاشهار، وكلمات البروفيسور هاشم السلعوس التي لا يضاهي جمالها جمالا، امتناني لكم جميعا اعزائي لوجودكم في هذه اليوم والتزامنا جميعا بإجراءات السلامة العامة من تباعد وتعقيم وتقليص للاعداد في ظل استمرار تداعيات جائحة كورونا وشكري لجميع من انضم لنا عبر البث المباشر اونلاين ليشاركنا توقيع الكتاب.
أكثر من 150 عاما من العمل الدؤوب المكثف في الدعوة إلى القضاء على الأسلحة النووية، أننا لا نعتقد إمكانية استخدامها دون أن تخلف خسائر ضخمة في الأنفس وتسبب معاناة هائلة للمدنيين، ولقد وصلنا قبل أسبوعين إلى أبرز انتصار حين حظيت معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية بمصادقة 50 دولة ودخلت حيز النفاذ قبل أسبوعين من الآن في 22 يناير 2021 وما كان مخيبا للآمال عدم توقيع الدول الكبرى عليها، لكنها معاهدة تحظر استخدام هذه الأسلحة والتهديد باستخدامها وتطويرها وإنتاجها وتجريبها وتكديسها، وتصبغ التحريم القاطع لاستخدام الأسلحة النووية بصبغة قانونية، وتشكل بذلك رادعا إضافيا لانتشارها.
بحثت في كتاب "الكماشة" تأثير كماشة العقوبات الأمريكية بعد الانسحاب من الاتفاق النووي على سلوك إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة وتصورات مستقبل الاتفاق النووي في عهد الرئيس الجديد للولايات المتحدة، لقد مر 50 عاما على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية أو معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية والمعروفة اختصاراً NPT التي تهدف إلى منع انتشار الأسلحة النووية وتكنولوجيا الأسلحة، لتعزيز التعاون حول الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وتهدف بشكل أبعد إلى نزع الاسلحة النووية ونزع الاسلحة العام والكامل، ونتطلع إلى إزالة الأسلحة النووية في إطار حملة الأمم المتحدة ’’نزع السلاح لإنقاذ البشرية‘ حيث نحتاج إجراءات عاجلة لضمان إزالتها ومنع العواقب البشرية والبيئية الكارثية التي قد يسببها أي استخدام لها.
أكدتُ في هذه الصفحات أن ما هو مختلف الآن مسألة قدرات إيران الصاروخية التي كانت مجرد نوايا في عهد أوباما وباتت اليوم تتركز في قدرة هذه الصواريخ على تنفيذ هذه النوايا التدميرية في المستقبل القريب، وعليه يظهر الضغط كبيرا على إدارة الرئيس الجديد جوزيف بايدن لحسم الأمر في عام 2021كما أشرنا إلى أنه يفضل أن توقف الدول الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، لأنها عرضة للتدمير في حالة حدوث هجوم نووي. وتلجأ الدول على الأرجح لإطلاق هذه الصواريخ قبل التأكد من صحة التهديدات بشأن أي هجوم، ومن الممكن أيضا إضافة إمكانية تعطيل الصواريخ النووية إذا تبين أن الإنذار كان كاذبا فالصواريخ في الرحلات التجريبية عندما تخرج عن مسارها قد تدمر نفسها، لكن هذه الإمكانية غير متاحة في حالة شن هجوم حقيقي، خشية أن يستخدم العدو هذه الخاصية لتعطيل الصواريخ.
شددت في محتوى الكتاب على ضرورة منع الانتشار النووي، واستكمال الجهود الرامية إلى إيجاد منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، وإخضاع إيران للالتزام بمعايير وبروتوكولات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بما فيها الالتزام باتفاق الضمانات الشاملة والذي يشمل توضيح المسائل المتصلة بالأبعاد العسكرية الممكنة لبرنامجها النووي، واحترام حصانات وامتيازات مفتشي الوكالة، وعدم التأخر في توفير المعلومات المطلوبة حول برنامجها النووي، ويؤكد أن الاتفاق النووي مع إيران لا معنى له، إلا إذا تم أخذ برنامج الصواريخ الإيراني ودور إيران في المنطقة بأكملها بعين الاعتبار، وأن إيران لن تحصل على أي فائدة من أي اتفاق نووي تبرمه في حال عدم وجود الولايات المتحدة فيه، وعدم حسم الملف النووي الإيراني سيؤدي إلى انطلاق سباق تسلح للحصول على القدرات النووية
إن تقليص دور الأسلحة النووية وأهميتها في السياسات الأمنية الوطنية له الدور تدريجيً لن يقلل من خطر الاستخدام المقصود أو غير المقصود للأسلحة النووية وحسب، بل سيقلل أيضًا من الاعتماد العسكري على هذه الأسلحة وسيساعد على تهيئة الظروف لإزالتها، وهذه التدابير تشمل التحذير المسبق وتدابير أخرى للكشف عن النوايا من وراء التدريبات التي تشمل نُظمًا ذات مقدرة نووية ونشر السفن النووية أو الطائرات النووية بالقرب من مناطق لأعداء محتملين
أوصيت في الكتاب بالبدء في تشكيل كتلة إقليمية لمواجهة التهديدات النووية الايرانية على غرار حلف شمال الأطلسي، وضرورة أن تغيير الولايات المتحدة هيكل الدبلوماسية التي اتبعتها مع طهران بشكل جذري على مدى العقدين الماضيين، مع إدراك حاجة الأوروبيين الماسة إلى استراتيجية جديدة للتعامل مع إيران، واستثمار ذلك لتحقيق أكبر استفادة ممكنة، وأشرتُ إلى أن عدم إدراج قوى الشرق الأوسط في مباحثات العودة لصياغة الاتفاق النووي الإيراني قد يقضي على آمال نجاح اتفاق طويل الأمد
إن ما نشدد عليه هو ضرورة معالجة السلوك الإيراني الذي يثير الزعزعة وعدم الاستقرار في المنطقة ويرعى الإرهاب، بما يكفل عدم قيامها بأي نوع من الاستفزازات مستقبلاً، والحد من نفوذها في المنطقة الأمر الذي سيُعيد دمجها في المجتمع الدولي ويحقق مصلحة ورفاه الشعب الإيراني، أن الأمر ينطلق من ضرورة العمل على كل ما من شأنه الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط
وما هو ضرورة السعي إلى بنية أمنية موحدة مع توسيع وتعميق العلاقات مع الدول المتوافقة لشكل وترتيبات المنطقة الأمنية، واستمرار الشراكة الأمنية مع الولايات المتحدة إضافة إلى استمرار التعاون الخليجي الموحد والمُنسجم، مع الحذر من حوار أو تقارب مع القيادة الإيرانية الحالية لانعدام فائدته، وأن الأمر يصل إلى إيجاد توافق إقليمي أوسع حول الاستراتيجيات والنهج الأكثر فاعلية لمكافحة الإرهاب، مع الأخذ بعين الاعتبار ملل القوى الكبرى ويأسها من منطقة الشرق الأوسط، والذي ربما يتسبب في استعجال واشنطن إلى عقد صفقة نووية مع إيران لتسريع عملية تخفيف الوجود الأميركي بالإقليم، واستكمال التمحور نحو آسيا.
يساهم الكتاب في تعميق الفهم بمخاطر الأسحلة النووية بعد أن رفعت إيران نسبة بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة ما يعني اقترابها من صناعة قنبلة نووية بنسبة 90 في المئة، إنه الخطر المتنامي المتعلق بأن تُطلَق الأسلحة النووية عن قصد أو دون قصد أو بخطأ حسابي، حيث تقع على كاهل المجتمع الدولي مسؤولية أخلاقية لضمان عدم استخدام الأسلحة النووية مرة أخرى أبدًا، وضمان خفض مؤشر الخطر الخاص بإطلاق الأسلحة النووية إلى مستوى الصفر، وذلك لوجود مقدرة محدودة وغياب للخطط الواقعية أو المنسَّقة في غالبية البلدان لمواجهة هذه التحديات الهائلة
إن الأمر برمته يجبر الدول النووية وتلك التي تعيش تحت مظلة نووية إلى التعجيل بتنفيذ التزاماتها السياسية القائمة منذ عهد طويل بتقليص الأخطار النووية، فالحاجة ملحة لخفض التأهب التشغيلي للأسلحة النووية وينطوي هذا الإجراء على إبعاد الأسلحة النووية عن نطاق التأهب أي "أقصى حالات الاستنفار"
و يجب على الدول التي تمتلك أسلحة نووية أن تفي بوعدها التي قطعتها على نفسها
الضمان الوحيد بألّا تستخدم الأسلحة النووية مرة ثانية أبدًا يرتكز على حظرها وإزالتها هذه ما نفهمه في العمل الدبلوماسي والقانوني. والمفاوضات الحالية لإبرام معاهدة لحظر الأسلحة النووية هي الفرصة الأمثل لتحقيق تقدم حقيقي نحو الهدف العالمي المتطلّع إلى عالمٍ خالٍ من الأسلحة النووية. يجب على جميع الدول أن تشارك في هذا المسعى؛ فمستقبل البشرية بأسرها رهنٌ بذلك لتحقيق هذا الطموح لتعزيز الأمن المشترك والسلامة الجماعية